03-10-2014

اكتمال المحور الشيطاني

حالياً وعلى الأرض وكما نرى ونسمع فقد حقق الأعداء، أعداء الأمة الإسلامية جزءاً مما خططوا له برعاية أممية أمريكية... والغريب في الأمر كله الانفلات الذي حصل في اليمن، والخيانة الواضحة بين اليمنيين أنفسهم... والدور الإيراني المكشوف في الأزمة منذ زمن وحتى اليوم.. قبائل، وكتائب باعوا ضمائرهم مقابل المادة (لعن الله المال) الذي يأتي عن طريق خيانة الوطن.. لم يكن أحد يصدق ما حدث في صنعاء التاريخية، حيث تحولت إلى ميادين للنهب والسلب والقتل والسحل والانتقام الذي تتولاه عصابات الحوثيين المجرمة بدعم مادي وعسكري ولوجستي من الروافض في (إيران) وأعوانها وهي بهذا تحقق ما خُطط له سابقا.. العراق. وقد دمرت كل أجزائه وتغلغلت في كل شبر فيه، وأعدمت بنيته التحتية، وتحكمت في مصير شعبه طوال السنوات الماضية وهو ما جنته أمريكا على العراق وأهله حيث سلمته لقمة سائغة لإيران بدون أدنى تعب، وهي التي كانت ترى العراق أسداً يهيمن عليها سنوات طويلة، فتحول الأسد بقدرة قادر إلى فأر وأصبح «الهر» الكبير يجول بكل حرية في كل البيوت، ثم تحولت بعد ذلك إلى سوريا، فدعمت حكومته المنحرفة وسيطرت عليها وأمدتها بالسلاح والمال والبترول وتحكمت في مصيرها وقرارها، ثم اتجهت إلى لبنان وهي غير مسرعة لوجودها مسبقا في لبنان برعاية «حزب الشيطان» الذي أنشأته فظل شوكة في حلق كل لبناني، لم يستطع أن ينزعها حتى الآن اللبنانيون، وتحكم حزب الشيطان في البلد وحكومته وقواه الأمنية وجعله العوبة في يد هذا الحزب الخبيث وقائده المريض، وامتدت ذيول الروافض إلى مصر وليبيا ولكنها تمشي الهوينا هناك ووجدت في مصر من يفهم أسلوب الخبث الذي لا تستطيع التلاعب معه.. فتحولت بكل ثقلها إلى اليمن المنهك مستغلة برود الحكومة اليمنية في اتخاذ إجراءات سريعة لكبح جماح المد الإيراني.. وانتظر الإخوة في اليمن العدو حتى وصل إلى باب الدار.. وأنا لا ألوم الحكومة اليمنية بقدر ما ألوم الشعب اليمني الذي ضيع وباع مصيره بين خيانات واضحة وأحزاب لا تعرف معنى المواطنة وفوضى أريد منها تخريب اليمن ويظن اليمنيون أنهم بمساعدة الحوثيين وقبض قليل من الريالات والدولارات ستتحسن أمورهم فقد ارتكبوا جريمة فوق جرائم فلا يوجد ما هو أكبر من خيانة الوطن شيء، ولا يعدلها جريمة.. ثم العتب على الدول العربية عامة والدول الخليجية خاصة التي انتظرت طويلاً وهي المعنية بحل مشكلة اليمن.. ولم يثمر اشتراها عن حل أمثل بل ذهبت الجهود سدى. وبعدما كان الحوثيون بعيدين خارج الإطار أصبحوا على قمة الهرم، ونهبوا مقدرات البلد وقوته العسكرية وعاثوا في الأرض فسادا، وكذلك أمريكا التي لم يجن العالم العربي من ورائها إلا الخراب والدمار في كل مكان وكانت ولازالت منطلقا لكل شر في المنطقة بمساعدة كلاب الحراسة الإيرانيين والترك ودول أخرى معروفة ومكشوفة وتتصرف برعونة واندفاع غير مدروس وطيش صبياني سيجر على العرب الويلات والدمار.

إني حزين لما أصاب اليمن الشقيق هذا البلد الكبير بتاريخه واسمه وموقعه، حزين جداً لخيانة أهله ومن سار في هذا الاتجاه ممن باعوا ضمائرهم وبلادهم للأعداء.. ولكن لابد لهذا الليل أن ينجلي بشرط أن يعود اليمنيون إلى رشدهم ويتخلوا عن سياسة الانتقام والأحقاد والثارات.. فالشعب وحده هو من يقرر مصير البلاد وليس الدخلاء والجواسيس والأعداء.. أمل أن نرى اليمن سعيداً وليس تعيساً وأن يخرجه الله وأهله من هذا الظلام.وهذه المحن.

يقول المولى سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) صدق الله العظيم الرعد 12.

alfrrajmf@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب