09-10-2014

على ارتفاع 33 ألف قدم: قراءة في ملكوت الله

في الطائرة على ارتفاع 33 ألف قدم أغمضت عيني وخلال رحلة طويلة.

ظللت أتفكر في هذه الأرض بليلها ونهارها.. بجبالها وسهولها.. برمالها وأشجارها.. وبقاراتها وقراها وهجيرها وآلاف الملايين من سكانها.

وأتخيل عظمة هذه الأرض وحجمها الكبير.

ثم أتصور عظمة الله: فالق الأكوان، خالق البشر، واسترجع ما قرأته من معلومات عن هذه الأرض الصغيرة جداً «حيث إن هذه الأرض التي أتخيلها عظيمة هي جزءٌ بسيط جداً من المنظومة الشمسية» والمنظومة الشمسية بأرضها وبشرها وعوالمها وطبقاتها ليست سوى نجم واحد من (400) مليون نجم في مجرتنا «درب التبّانة».. وحتى هذه المجرة ليست سوى واحدة من ملايين المجرات في هذا الكون».!

تباركت يا الله.

سبحانك.. هذا خلق عظيم ولهذا دعوتنا إلى التفكر في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لنرى آثار عظمتك، وعظائم صنعك، ودلائل ربوبيتك..!

** ومضت ساعات وأنا في هذه الرحلة التأملية، وفي الرحلة الجوية معاً..!

* * *

لقد كانت الطائرة تسير وأنا مستغرق في الرحلتين: التأملية - وهي الأعمق - والجوية وهي الأبسط.

ولم تمضِ سوى ساعات وكانت الطائرة باتجاه مسير الشمس.. حتى بدا شيء جديد أكثر إبداعاً، وأوفر إبهاراً.. وأندى جمالاً..!

تلكم هي لحظة شروق الشمس من جديد.. وخروجها - كحورية - من عباءة الظلام الكثيف بكل جمالها وأضوائها وفستانها الذهبي..!

وإذا هذا الكون المظلم المعتم الذي أرصده من نافذة الطائرة يضيء.. يضيء حتى تضيء سماؤه.. وجباله.. وسهوله.. وأرضه.. وأشجاره..!

لقد كان المشهد أحلى مما أتوقع وأجمل مما أظن.. وأكبر مما أصف..!

- -2

** أجل

الدنيا لا تزال بخير

** بعض المواقف التي تتماهى مع قيم المروءة والنبل نسمعها أو نقرؤها فتظل تنثر العطر في وجدانك والراحة في وديان ذاتك لتقول لك: إن الدنيا بخير.

لقد قرأت عن موقف أخاذ يشع بالنبل، ويشي بالرحمة ويتألق بالإنسانية أدعكم مع هذا الموقف الإنساني كما قرأته ثم أعلق عليه.

(سقط رجلٌ عجوزٌ على رصيف في أحد شوارع نيويورك فحملته سيارة الإسعاف إلى المستشفى، واستطاعت الممرضة أن تقرأ من محفظة الرجل الملوثة اسم ابنه وعنوانه وكان في السلاح البحري فبعثت إليه برسالة عاجلة فحضر.

وعندما وصل إلى المستشفى، قالت الممرضة للعجوز الذي غطي بكمامة الأوكسجين (ابنك هنا) فمد الرجل يده، وهو تحت تأثير المهدئات، فأخذها الشاب المجنّد وضمّها إلى صدره بحنان لمدة أربع ساعات! وبين الحين والآخر، كانت الممرضة تطلب من الشاب أن يستريح أو يتمشى قليلاً.. فيعتذر بلطف! وعند الفجر، مات الرجل العجوز.. فقال الابن للممرضة: مَن ذلك العجوز المتوفى؟! فأجابت في ذهول: إنه أبوك!، فقال: لا، إنه ليس أبي، بل إنني لم أره من قبل ذلك في حياتي، فسألته: ولماذا لم تقل ذلك عندما صحبتك إلى سريره؟! فقال: لقد أدركت أن هناك خطأً ما قد حصل، ولكنني عرفت من عينيه اللتين لا تريان شيئاً أنه في حاجة إلى ابنه، وهو لا يعرف ولا يُدرك إن كنت أنا ابنه أم لا؟ وهكذا بقيت وتواصلت معه إلى أن توفاه الله، وهو قرير العين!).

* * *

الله!

ماذا تقولون عن مثل هذا الشاب النبيل ما أعظم الرسالة التي قدمها للآخرين لمد جداول المروءة وضخ أنهار الرحمة في قلوب الناس.

- -3

آخر الجداول

** للشاعرة نادية البلوشي

ولا أخشى على الأحلام شيئاً،،

كخشية هجمة اليأس الجهول

بـ«لا معنى» و«لا جدوى» و«ماذا»

سيثمر سعينا بعد الأفول!!

Hamad.a.alkadi@gmail.com- عضو مجلس الشورى السابق

فاكس: 4565576 **** تويتر @halkadi ** ** - أمين عام مجلس أمناء مؤسسة الشيخ حمد الجاسر

مقالات أخرى للكاتب