10-10-2014

لمحـة من تاريخ الإسلام في الصين

بمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لجمهورية الصين الشعبية عندما كان أميراً، كان من متابعات الجزيرة في عدد يوم الجمعة 26-6-1419هـ زيارة سموه الكريم لمقر الجمعية الإسلامية الصينية في بكين، حيث تبرع سموه للجمعية بنصف مليون دولار،

وألقى سموه في هذه الزيارة كلمة ضافية، حيّا فيها مسلمي الصين وعرّف بالإسلام وسماحته وحسن تعاليمه.

وحيا نائب رئيس الجمعية سمو الأمير عبدالله ونقل له تحيات وسلام مسلمي الصين، وقد أجاب سموه نائب رئيس الجمعية الإسلامية الصينية بكلمة، رحّب فيها بسموه باسم عشرين مليون مسلم في الصين، ومن ثم أعطى معلومات عن الإسلام في الصين، وأحوال المسلمين فقال: إن في الصين 34 ألف مسجد، وما يقارب 45 ألف إمام، وعشر كليات إسلامية، كما أن عدد المدرسين -بما فيهم من يدرّس في المساجد-يزيد عن عشرين ألف مدرّس، وفي كافة الصين ما يزيد عن 422 هيئة ومنظمة إسلامية.

وعن دخول الإسلام الصين قال: إنه في عام 651م، أي أنه قد مضى عليه ما يزيد عن 1300 سنة ميلادية، وأول مبعوث إسلامي دخل في الصين، كان في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، حيث أرسل مبعوثاً إلى مدينة شنغهاي لزيارة الإمبراطور الصيني آنذاك. وأن المناطق الإسلامية شهدت تطوراً في سياسة الانفتاح، حيث ارتفع مستوى معيشة المسلمين الصينيين بشكل كبير، وأصبحوا يمارسون عباداتهم بشكل ميسر وطبيعي -ولله الحمد-كما أصبح لديهم إمكانية الذهاب إلى الحج، والأماكن المقدسة في مكة المكرمة، والمدينة المنورة بما يزيد عن ستة آلاف حاج كل عام، وأنهم ليعبّرون عن شكرهم وامتنانهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، لما يجدونه من تسهيلات، وتوفير أقصى الإمكانات، من أجل أن يؤدوا فريضة حجهم بكل يسر وسهولة، ضمن ما توفّره المملكة العربية والسعودية لحجاج بيت الله الحرام، الذين يؤدون مناسكهم كل عام.

هذه لمحة عن واقع الإسلام والمسلمين حالياً وجاء باقتضاب، ضمن كلمة نائب رئيس الجمعية الإسلامية الصينية أمام سمو الأمير عبدالله ولي عهد المملكة في زيارته للصين.. وهذه تدعونا إلى تلمس أخبار المسلمين في تلك المناطق، التي كانت نادرة وقليلة في كل عصر، إلا ما يرصده الزائرون، أو الرحالون عن مشاهداتهم، أو ما ينقلونه عن بعض أبناء الصين، وقد يكون في تلك الأخبار بعض الكدر.

ومنذ قرن من الزمان كانت هناك اهتمامات في تقصي أوضاعهم، حيث يقول أحد الرحالين الذين مروا بالمنطقة منذ مائة عام، وهو رحالة عربي مسلم، التقى في رحلته بمسلم صيني اسمه: سليمان الصيني، ونقل عنه أخبار المسلمين هناك وقال: إن المسلمين في الصين ليس لهم شعار مخصوص يميزهم عن باقي الأهالي، من أهل الأديان الأخرى كالبوذيين والبراهمة، فلا تكاد تعرف الواحد منهم، حتى يعرفك هو بنفسه أنه مسلم أو مسيحي، أو بوذي وهم متحدون في الكلمة، يحب بعضهم بعضاً، ويسعون في المنافع المتبادلة بينهم، كما أنهم يد واحدة في كلّ ما يهمهم، من أمور الدنيا والدين، وهم أبعد أهل الصين عن الفتن والقلاقل المخلّة بالأمن العام، وإذا اختلفوا في أمر ديني فمرجعهم إلى العلماء والفقهاء منهم، وإذا اختلفوا في أمر دنيوي، فالحكومة هي التي تفصل بينهم في قضاياهم في هذا الخصوص.

والمسلمون يعدّون أنفسهم أشرف أهل الصين، ويفخرون بأنهم من الذين أنعم الله عليهم بنعمة الإيمان والتوحيد، ولذلك لا تجد أحداً منهم يأمن في المعاملة والمعاشرة إلا لأبناء دينه، ولا يخالط أحداً من أهل الأديان الأخرى إلا المسيحي الكاثوليكي، ومع كثرة عددهم فهم متشتّتون في أنحاء البلاد، ويوجد منهم عدد عظيم في بكين عاصمة الصين، وبهذه الحالة يصعب عليهم أن يؤلّفوا لهم حكومة مستقلة، ومع هذه الحالة فهم يحترمون الحكومة أيّما احترام، ويسيرون في كل أحوالهم الاجتماعية على مقتضى القوانين، التي سنتها لهم حكومتهم من غير مخالفة لها ولا حياد عنها، غير ناظرين إلى أن الحاكم ليس من أهل دينهم، وإنما جلّ مرغوبهم أن يعيشوا في هناءة وصفاء.

وقد يسومهم العداء، ويعاكسهم في عباداتهم كثيرون من الارثوذكس، والبروتوستانت والبوذيين، من أهل الصين للعداوة المتأصلة في نفوسهم ضد الإسلام والمسلمين، كما أنّهم يعتقدون بأن المسلمين في الصين ليسوا من الجنس الصيني، وإلا لما اعتنقوا الإسلام، والمسلمون كلّما رأوا منهم إهانة لهم أو معاكسة ينادونهم بقولهم: (هوي. هوي)، وقد سألت حضرة السيد سليمان عن معنى هذه الجملة فقال: ليس لها معنى في لغة أهل الصين الأصلية، وإنما المعنى المصطلح عليه عند المسلمين هو: (ارجعوا.. ارجعوا) والمراد ارجعوا عن هذه المشاكلات واتبعوا الإسلام.

والمسلمون في الصين هم أهل صناعة، وصناعتهم هي أحسن ما تفخر به الصين قديماً وحديثاً، ويحمل منها إلى سائر أنحاء الكرة الأرضية، وأشهرها في مصنوعات الصوف والحرير، ولذلك فهم لا يميلون إلى الاستخدام في دوائر الحكومة، بخلاف غيرهم، وهذه فضيلة من الفضائل التي يغبطون عليها، وقد رأيت أهل الصين على اختلاف المذهب والدين، متفقين أغلبهم على إرسال شعر الرأس، مضفوراً ضفرة واحدة وشواربهم ملوية إلى أسفل مع طولها، ولذلك لا تمييز بين المسلم وغيره لاتفاق الكل في الزي والهندام.

وإذا سمع العوام من الصينيين غير المسلمين كلمة (هوي.. هوي) يجيبونهم بقولهم (تسي) ومعنى هذه الكلمة اللّص، ولكن المسلمين يسخرون منهم، ولا يلتفتون إلى قولهم هذا، ويعتبرونه من القول الهراء، الذي لا معنى له، ولا يؤثر عليهم، ولو عامل المسلمون هؤلاء بمثل ما يعاملونهم به لأصبحت أرض الصين مسرحاً.

تمثل فيه أفظع روايات الحوادث الفظيعة، وقد سبق في الزمن الغابر، أن المسلمين ضاقوا ذرعاً بما يفعله البوذيون، فجرت حوادث أقامت الصين وأقعدتها، وجرت فيها الدماء أنهاراً، وخربت لأجلها مدائن، فمنها ثورة في (كشوفر) وهي المشهورة عندهم، التي حدثت عام 1828م، ومنها الثورة التي كانت سبباً في خراب مقاطعة يونان، التي ابتدأت في عام 1855م، وانتهت عام 1873م، والثورة التي كانت في (كاني) وأخمدت نيرانها في سنة 1882م، ومن عظم خطب هذه الثورات التي ارتجت لها الأرض، وزلزلت زلزالها، وتوقعت أوروبا وقوع حرب عامة صليبية، ولم تزل إلى الآن، آثار هذه الثورات في بلاد الصين، وعلى الخصوص في مدينة (انشي) التي دمرت في ذلك الحين وأصبحت خاوية على عروشها، ولم يبق منها إلا أطلال بالية ولما حصلت هذه الثورات، حظرت الحكومة على المسلمين الخروج من بيوتهم ليلاً، حذراً من زيادة الاضطراب، فلم يقبل المسلمون ذلك.

وكان المذهب الكاثوليكي -ذلك الوقت-أخرج المتدينين به عن دائرة المسيحيين، الذين يعادون المسلمين فهم يميلون كل الميل إلى المسلمين، والذي قوّى روابط هذا الوداد بينهم، هو أنه لما حدثت حوادث سنة 1900م، وهي حوادث (الوكر) التي اشتركت الدولة في إخمادها، أظهر المسلمون انعطافهم نحو (البوكر)، من غير أن ينضموا إليهم، أو يساعدوهم في الثورة، حتى أنهم لما رأوا هذا الانعطاف منهم، طمعوا في أن يساعدوهم، فأبى المسلمون أن يجيبوهم إلى رغبتهم، بل كانت مساعدتهم لهم، هي نفس الانعطاف الذي أظهروه نحوهم، ومن العجيب المدهش، أن أوروبا تتهم المسلمين بالتعصب، وهي تهمة لا دليل عليها، ولا نصيب لها من الصحة.

فلو كان المسلمون متعصبين حقيقة، لما ظهر مسلمو الصين بمثل هذا المظهر نحو المسيحيين هناك، ونعود ونقول: إنه لما حدثت الحوادث المتقدمة الذكر بين المسلمين والوثنيين، توجه أكابر المسلمين إلى رؤساء الديانة الكاثوليكية، وأخبروهم بأنهم يختارون علامة مخصوصة لأبناء طائفتهم، تميزهم عن غيرهم خوفاً من الالتباس، الذي يتسبب عنه إصابتهم بمثل ما أصيب به الوثنيون، فلينظر القارئ المنصف إلى هذه الأفعال، هل تصدر من متعصب، أم من أمة دينها يأمرها بعدم أذى من يخلص لها المعاملة.

ثم بدأ من مجريات هذه الحوادث لمحة جيدة عن الإسلام، وأسلوبه في التعامل مع الآخرين لكي يلامس أوتار قلوب القوم، بعد قرن الحوادث بمسبباتها، فيقول: إن الدين الإسلامي، هو دين السلم، دين حسن التعامل مع غير المتدينين به، دين الحرية، دين العدالة، التي هي أصل كل خير وفلاح، دين المساواة بين الناس، إذ يستوي فيه الغني والفقير، والحقير والأمير {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.

وإذا كانت عواطف مسلمي الصين، هذه العواطف نحو المسيحيين، فكيف إذاً تكون عواطفهم مع بعضهم، بل كيف تكون عواطفهم نحو إخوانهم المسلمين المتفرقين في سائر أقطار الأرض، وإذا كان هذا شعورهم نحو بعضهم، ونحو إخوانهم، وهم لم يباشروا المناسك الدينية، التي من مقتضاها توثيق عرى الرابطة الدينية بين المسلمين كالحج، الذي يجمع المسلمين من كل أطراف المعمورة، فلو كان الطريق سهلاً وأسباب السفر تيسرت لهم، وحج منهم أناس عديدون في كل سنة، لكنّا نرى فيهم من الإحساس والشعور الديني أضعاف ما نراه منهم الآن.

وهذا الكلام كما قلنا منذ مائة عام، قبل تاريخنا اليوم.

ونحن نقول لهذا الرحالة: إن المملكة بحمد الله يسرّتْ سبل الحج للصينيين، وذللّتْ الصعاب حيث بدأ يفد منهم كل عام ما لا يقل عن ستة آلاف حاج، وهذا بفضل الله ثم بفضل جهود الحكومة السعودية في خدمة المسلمين من كل مكان، ثم قال: وإذا كانت أوروبا تتوقع من حين لآخر، خطراً أصفر يتهددها من الشرق، بسبب هذه الحركة الخفيفة التي أظهرها الشرقيون في سبيل الرقي، فكيف بها إذا أخذ المسلمون الصينيون في أسباب التآلف، بواسطة هذه العلاقات المذهبية، والتعاليم الدينية، وهنا نقول: إن أوروبا محقـّة في تخوفها هذا، وغير محقة في اتهام المسلمين بالتعصب.

ثم يقول: وبعد حوادث عام 1900م، رأى مولانا الخليفة الأعظم -يقصد التركي- أن يبعث وفداً إلى بلاد الصين، لينظر في حالة المسلمين هناك، وليقوي العلائق بينهم، وبين مركز الخلافة الإسلامية، فأرسل حفظه الله، وفداً مؤلفاً من نخبة رجال الدولة الأمناء، من علماء وكتاب وغيرهم، وكان الرئيس على هذا الوفد هو سعادة (آورباشا) فسافر في شهر ديسمبر سنة 1900م، وكان سفره سراً من غير أن يعلم به أحد، حتى نفس رجال المايين، والذين على قلوبهم غشاوة من الجهل والغباوة، لمّا اتصل بهم نبأ هذا الوفد، أشاعوا وأذاعوا أنه لم يفد شيئاً، ولم يثمر الثمرة المطلوبة من إرساله، والحقيقة أن هذا الوفد لما قام من الأستانة مباشرة، ووصل إلى هاتيك البقاع، أخذ يتجول في البلاد حتى وصل إلى (شنغهاي)، وفي أثناء تجواله ظهر له أنه ليس في الصين من يعرف اللغة العربية، التي هي لغة القرآن، ولا اللغة التركية، فخابر بذلك الباب العالي، وبمجرد علمه بذلك، أرسل السلطان رجلاً عالماً فاضلاً، متضلعاً في علوم الدين، وله معرفة تامة باللغة العربية، والتركية والفرنسوية، كما كانت له معرفة ببعض الصينيين القاطنين في غرب المملكة الصينية، من (كانو) على أن الوفد نفسه، أخذ في تجواله يلقي بعض مبادئ اللغة العربية على الصينيين، ويعلمهم حقيقة الديانة الإسلامية، وكيف يحفظون بعض آيات القرآن الشريف، ولكنهم لا يعرفون ما تضمنته هذه الآيات، الشريفة من العظات البالغة، والحكم النافعة.

وقد عاد الوفد مكلّلاً بإكليل الفرح والنجاح، وترك له أثراً حميداً في نفوس أهل الصين، وعن عاداتهم قال: واحتفال المسلمين هناك بالعيد بالغ حد الاعتناء.

فهم لا يدعون مظهراً من مظاهر الفرح والسرور إلا فعلوه، إذا جاء موعد هذين الموسمين الدينيين، وإذا جاء رمضان المعظم لا تكاد تجد واحداً منهم مفطراً، وعن كلّ شيء يمس بكرامة الدين، وشهر رمضان يسمونه (باتشاي)، ومن الأسف الشديد أن نحو الخمسين مليوناً من المسلمين في الصين لا يوجد بينهم علماء ينفّرونهم من الخرافات والبدع، وأول من يلام على هذا التقصير علماء الأزهر، الذين ينظر إليهم المسلمون جميعاً نظرة الاعتبار والاحترام .. وأهل الصين يغلب عليهم الكسل والفتور، وذلك لأكلهم الأفيون، وهو سبب الخمول عندهم، ولمّا عرف الإمبراطور ذلك أصدر أمراً بمنع زراعته هذه السنة وهذا أمر حسن.

عزة الإسلام:

ذكر ابن كثير في تاريخه أن سعد بن أبي وقاص بعث إلى رستم رسولاً بطلبه، هو ربعي بن عامر، فدخل عليه وقد زينوا مجلسه بالنمارق المذهّبة، والزرابي الحرير، وأظهر اليواقيت واللآلئ الثمينة، وعليه تاجه وغير ذلك من الأمتعة الثمينة، وقد جلس على سرير من ذهب، ودخل ربعي بثياب رثة، وسيف وترس وفرس قصيرة، ولم يزل راكبها حتى داس على البساط بها، ثم نزل وربطها ببعض الوسائد، وأقبل وعليه سلاحه ودرعه، وبيضته على رأسه فقال له: ضع سلاحك، فقال: إني لم آتكم فأضع سلاحي بأمركم، وإنما جئتكم حين دعوتموني، فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت. فقال كسرى ائذنوا له فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق، فخرق عامتها فقالوا له: ما جاء بكم ؟ فقال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد، إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل ذلك مناّ قبلنا منه، ورجعنا عنه ومن أبى قاتلناه أبداً، حتى نفضي إلى موعود الله. قالوا: وما موعود الله.؟ قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بقي، فقال رستم: قد سمعت مقالتكم، فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر فيه وتنظروا ؟ قال: نعم كم أحبّ إليكم ؟ يوماً أو يومين ؟. قال: لا بل حتى نكاتب أهلنا ورؤساء قومنا: فقال: ما سنّ لنا رسول الله أن نؤخر الأعداء عند اللقاء أكثر من ثلاث. فانظر في أمرك وأمرهم: فقال: أسيّدهم أنت ؟ قال: لا، ولكن المسلمين كالجسد الواحد، فاجتمع رستم برؤساء قومه، فقال: هل رأيتم قط أعزّ وأرجح من كلام هذا الرجل ؟: فقالوا: معاذ الله أن تميل إلى شيء من هذا وتدع دينك إلى هذا الكلب. أما ترى إلى ثيابه، فقال: ويلكم لا تنظروا إلى الثياب، وانظروا إلى الرأي والكلام والسيرة، إن العرب يستخفّون بالثياب والمأكل، ويصونون الأحساب.

ثم بعثوا في اليوم الثاني رجلاً فجاءهم حذيفة بن محصن، فتكلم بمثل كلام ربعي، وفي اليوم الثالث المغيرة بن شعبة، فتكلم بكلام طويل حسن، قال فيه رستم للمغيرة: إن مثلكم في دخولكم أرضنا، كمثل الذباب الذي رأى العسل. فقال: من يوصلني إليه وله درهمان؟ فلماّ سقط عليه وغرق فيه، جعل يقول: من يخلصني وله أربعة دراهم، وسوف نخرجكم من بلادنا، ثم استشاط غضباً وأقسم بالشمس لأقتلنكم غداً، ثم قال المغيرة: ستعلم، ثم قال رستم للمغيرة: قد أمرت لكم بكسوة ولأميركم بألف دينار وكسوة ومركوبة. وتنصرفون عنّا فقال المغيرة: إن أوهنّا ملككم وضعّفنا عزكم، فلا بد أن نأخذ الجزية منكم، عن يد وأنتم صاغرون، وستصيرون لنا عبيداً على رغمكم. (البداية والنهاية 7: 50).

mshuwaier@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب