شعر

«أنا عندي حنين»..

لِمَنْ؟ لم أدر سيدتي، فَقلبي

يُطوِّفُ فيهِ مَوَّالٌ حَزينُ

حَنينٌ مِثلما «فَيروزُ» غَنّتْ

أنا عندي، أنا عندي حَنينُ

يُشَكِّلُني أساورَ مِن حُروفٍ

لها في مِعصَمِ الدُّنيا رَنينُ

على إيقاعِها تَنمو القَوافي

وكلُّ طلاسمِ المَعنى تَبينُ..

أنا عندي من الكلماتِ سِفْرٌ

عِراقيٌّ، هوامِشُهُ مُتونُ

وعندي سَلَّةٌ لاشيءَ فيها

وعندكِ أنتِ تُفَّاحٌ وتينُ

فهلّا قُلتِ للأغصانِ ميلي

على وَلدٍ أصابعه ظنونُ

على وَلدٍ يُسافرُ في الأغاني

مسافَتُهُ الى المَعنى لُحونُ

يُضيءُ بروحهِ نَهرُ اشتياقٍ

وفي عينيهِ من وَلَهٍ جُنونُ

بهِ ضدانِ ما اصطلحا، مَلاكٌ

يَشفُّ هوى، وشيطانٌ لَعينُ

أنا هو ذلكَ الولدُ الّذي في

أناملِهِ تَفَتَّقَ ياسمينُ

يَقولُ لهُ الصِّحابُ: كَبُرتَ، يكفي

فلا يُصغي، لهُ طَبعٌ حَرونُ

عَنيدٌ مثلما الأطفال، لكن

اذا ابتسمتْ لهُ امرأةٌ يَلينُ

فيا امرأةٌ تَزاحَمُ ألفُ شَمسٍ

بقامَتِها، ويَعبَقُ زَيزَفونُ

تَشَظّي فيَّ، بِي عَطَشُ المَرايا

الى وجهٍ مَلامِحهُ فُتونُ

الى وجهٍ يُلخِّصُ لي بِلاداً

جَلَتْ ذَهَبَ ابتسامَتِها القُرونُ

بِلاداً كلما أسندتُ رأسي

على حَجَرٍ بها، انبَجَستْ عُيونُ

- شعر: عُمَر عَنّاز