شعر

«إفاقة»

بعد التلاشي في فراغ الجهاتِ

أفقتُ من غيبوبة الأمنياتِ

كرعشة الصوفيِّ في فيض شكوى

بحضرة الأذكار والمكرماتِ

كرقصة الأنسام فوق الروابي

على مواويل الندى في الشتاتِ

كبسمةٍ عطريّةٍ من شفاهٍ

جفّتْ بوجه الصمت والمشكلاتِ

كهزّة الأمواج وقت التجلّي

للبدر.. يهديها بهاء الصِّلاتِ

كالماء ينوي خدعة الرمل حتى

يذوق طعم الشمس قبل النباتِ

***

ما أوجع الآلام.. كانت لصوصاً

تكسّر الآمال بالوسوساتِ

تشرَّبتها الروح.. حتى رمتها

نيازك الأفكار بالترّهاتِ

والشؤم يبني حاجزاً من سوادٍ

مسلّحاً بالقهْر والنائباتِ

وكلما فاحتْ بدربي حياةٌ

نامتْ عليها صخرة المحبطاتِ

فَأُغْلِقَتْ أجفان عزمي.. كأني

حُشِرْتُ في أنبوبةٍ من شكاتي

حرفي تماهى في مواويل حزنٍ

أحيا الدراما في قناة المَوَاتِ

فمي يعاف القول.. والقول سمٌّ

إنْ قيلَ ثارتْ لعنة المفرداتِ

رذائل الأوهام عاثتْ بفكري

ضخّتْ حكايا الغمّ من ذكرياتي

وبهجة الأحلام شُلَّتْ بظلمٍ

يرمي العلى في سلّة المهملاتِ

للظلم (سيمْفونيّةٌ) من جروحٍ

تناهشتني في لحاف البياتِ

***

أفقتُ.. واللاوعي أمسى نقاءً

ففرّتِ الأزمات كالخائباتِ

نفسي.. غسلتُ النفس في سدر فألٍ

مبلّلٍ بالخير والأعطياتِ

كنستُ قلبي باليقين المُنَدَّى

كي تفرش الأنوار أعماق ذاتي

حتى رأيتُ اللطف يهمي رقيقاً

عذباً.. يغذّيني بأحلى الهباتِ

***

بعد التداوي.. قلتُ: يا صبر.. دمعي

أفاق من غيبوبة الأمنياتِ

- قصيدة حاتم الجديبا

@hatempoet