«دبي السينمائي» يعرض في دورته الـ 11 أبرز وأحدث إنتاجات السينما العالمية

دبي - فن:

كشف «مهرجان دبي السينمائي الدولي» عن القائمة الأولى من الأفلام التي سيعرضها ضمن برنامج «سينما العالم»، والتي تتضمن فيلم «فوكس كاتشر» للمخرج بينيت ميلر المرشح لجوائز الأوسكار، من بطولة ستيف كارل وشاننج تاتوم، وفيلم «لعبة التقليد» للمخرج مورتن تايلدم المرشح لجوائز «بافتا» (الأكاديمية البريطانية لفنون الفيلم والتلفزيون)، من بطولة بنديكت كومبرباتش وكيرا نايتلي، وفيلم «برّيّة» للمخرج جين - مارك فالييه المرشح لجائزة الأوسكار، وهو بطولة ريس ويذرسبون وفيلم «إسكوبار: الفردوس المفقود» للمخرج أندريا دي ستيفانو، وغيرها من أفلام لها أن تكون الأبرز فنياً على الصعيد العالمي.

يعود المخرج بينيت ميلر، الذي اشتهر بفيلميه «كرة المال» 2011 و»كابوتي» 2005، إلى الشاشة الكبيرة بفيلم «فوكس كاتشر»، وهو دراما مستوحاة من جريمة حقيقية تدور أحداثها في أجواء رياضة المصارعة، في استعادة لقصة الأخوين المصارعين مارك وديف شوالتز المأساوية، وقد جسد دورهما كل من شاننج تاتوم ومارك روفالو. ويصور الفيلم اللقاء المصيري الذي يجمع الشقيقين مع المدرب جون دو بونت، الذي يقوم بدوره الممثل الكوميدي ستيف كاريل في دور درامي محتكم على كل سمات الشخصية المرعبة، ونال ميلر عن هذا الفيلم جائزة أفضل مخرج في المسابقة الرسمية للدورة الأخيرة من «مهرجان كان السينمائي» 2014.

ويحكي فيلم «لعبة التقليد» بطولة بنديكت كومبرباتش مجسداً شخصية آلان تورينج - قصة عالم الرياضيات البريطاني العبقري وخبير التشفير وعلوم الحاسوب، الذي قاد الهجوم لفك شيفرة «إنيجما» الألمانية التي ساهمت في انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.

هذا وتشاركه البطولة النجمة البريطانية كيرا نايتلي.. وقد حصد «جائزة الجمهور» في «مهرجان تورونتو السينمائي الدولي» 2014.

ويعود المخرج جين - مارك فالييه الذي حصد ثلاث جوائز أوسكار عن فيلمه «دالاس باير كلوب» - مجدداً بفيلم «برّيّة» من بطولة الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار ريس ويذرسبون، والتي تقدم دوراً رائعاً جديداً من وحي مذكرات الكاتبة شيريال سترايد، والتي أعاد صياغتها للسينما المؤلف نك هورنبي، حيث تقوم ريس بلعب دور تلك المرأة التي لطالما عاشت حياتها بمنتهى الإهمال وإدمان المخدرات، ومن ثم تدمير حياتها الزوجية، حيث تتخذ شيريال ذلك القرار المغامر.. تسكنها ذكريات والدتها الممثلة لورا ديرن (بوبي) التي ترشحت لنيل جائزة الأوسكار، تنطلق شيريال لقطع مسافة «تريل كريست» وحدها بمحاذاة المحيط الهادئ، والتي يصل طولها إلى 1100 ميل.

ويُعد «إسكوبار: الفردوس المفقود» أول فيلم من إخراج الممثل الإيطالي أندريا دي ستيفانو، وهو ميلودراما حول بابلو إسكوبار، أشهر أباطرة تجارة المخدرات في العالم، ويلعب دوره الممثل بينيسيو ديل تورو.. وتروى القصة من زاوية «نِك» الذي يلعب دوره جوش هاتشرسون بطل فيلم «هانغر غايم»، وهو شخص بريء من هواة التزلج على الماء من كندا، ساقته الأقدار ليعاصر آخر سنوات النظام الوحشي لبابلو إسكوبار. ويأتي العمل الروائي الخامس للمخرج الكندي كزافييه دولان بعنوان «مومي»، الحائز على جائزة لجنة التحكيم في الدورة الأخيرة من «مهرجان كان السينمائي»، وقد اختير ليكون المشاركة الكندية الرسمية في جوائز الأوسكار عن فئة أفضل فيلم غير ناطق بالإنكليزية، وهو يتتبع أرملة وحيدة ومشاكسة تجد نفسها مسؤولة بالكامل عن حضانة طفل في الخامسة عشرة من عمره مصاب بفرط الحركة وتشتت الانتباه.

أما فيلم «مأوى» فهو أولى التجارب الإخراجية للممثل الشهير بول بيتاني، وهو فيلم درامي يرصد حياة هانا التي تلعب دورها جينفر كونيلي، وطاهر الذي يلعب دوره أنتوني مكي وهما قادمان من عالمين مختلفين، ولكن عندما تتقاطع حياتهما يكون تواجدهما في المكان نفسه بلا مأوى على طرقات نيويورك معبراً لقصة حب تحمل الكثير من القيم الإنسانية الاستثنائية.. الفيلم عبارة عن رسالة حب للأعمال الدرامية التي تناولت نيويورك في سبعينيات القرن الماضي، وهو سرد روائي سخي عن الخسارة والحب والتضحية والفداء وفي نهاية المطاف، الأمل.

وتحضر السينما الأرجنتينية من خلال فيلم «حكايات برّيّة» الممثل الرسمي للأرجنتين في جوائز الأوسكار عن فئة أفضل فيلم غير ناطق بالإنكليزية، وهو كوميديا درامية فريدة من تأليف وإخراج داميان زيفرون.. يروي فيها ست قصص لاذعة عن الانتقام، حيث أبطال الفيلم أناس عاديون يبالغون في ردود أفعالهم وإنزال العقاب بمن على علاقة بأمور مرتبطة بالبيروقراطية والعائلة وأعمال الشغب.

ومن إيطاليا نشاهد «أرواح سوداء» للمخرج فرانتشيسكو مونزي، حيث يبدأ الفيلم من هولندا ويمضي إلى ميلانو، قبل أن يصل «كلابريا» حيث الروابط العائلية وروح الثأر تهيمن على المكان، وهناك سيبدأ كل شيء وينتهي أيضاً. يرفض لوتشيانو الأخ الأكبر في عائلة كاربوني تجارة المخدرات التي يمتهنها أفراد العائلة، ويتوق لأن يعيش حياة شريفة وادعة مع زوجته وابنه ليو الذي لم يتجاوز العشرين من عمره، بينما يكون ليو مأخوذاً بعمه لويجي صاحب الشخصية الآثرة والمتورط تماماً بتجارة المخدرات إلى جانب أخيه الأوسط.. ستتغير حيوات جميع أفراد العائلة جراء ردة فعل ليو على خلاف بسيط، ما يدخل العائلة في صراع عنيف.. كثيرة هي الانعطافات والمفاجآت التي يحملها الفيلم، وهو مصاغ بحنكة وجمال في أجواء سوداء تحكي عن رجل يسعى جاهداً لأن يفارق الماضي.

وبعد النجاح الكبير الذي حققه فيلمهما «المنبوذون»، يعود المخرجان أوليفييه نقاش وإريك توليدانو للتعاون مجدداً مع الممثل عمر سي ليقدما «سامبا».. يروي الفيلم قصة سامبا (عمر سي) وهجرته من السنغال إلى فرنسا وعمله في أعمال متواضعة، بينما تعاني الشرطية في قسم الهجرة أليس (شارلوت غينسبورغ) من الإنهاك والتعب، بحيث تمضي جهودها لاستعادة حياتها الطبيعية جنباً إلى جنب مع إصرار سامبا على تحصيل أوراق عمل رسمية، وهكذا فإن انعطافة صغيرة في القدر ستفضي إلى لقائهما، وكل منهما يسعى للتخلص من حياته الرتيبة الباهتة.

ومن الهند يطل علينا الكاتب والمخرج شياتانيا تامهين في عمله الروائي الطويل الأول «محكمة» الذي حصد في الدورة الأخيرة من «مهرجان فينيسيا السينمائي» جائزة «أوريزونتي» (آفاق) وجائزة «لويجي دي لورنتس».. وتبدأ قصته باكتشاف جثة عامل صرف صحي داخل إحدى بالوعات الصرف في مومباي.. تلقي الشرطة القبض على مطرب شعبي مسن، وتوجه له تهمة أدائه أغنية حماسية لاهبة، لها أن تكون قد دفعت هذا العامل إلى الانتحار. وتتكشف أوراق القضية أمام المحكمة الابتدائية، حيث يتم عرض آمال وأحلام البسطاء من سكان المدينة على مسرح القضاء.

ومن باكستان نشاهد فيلم «ابنة» للمخرجة عافية ناثانيال، وهو أيضاً المرشح الرسمي للباكستان في جائزة أوسكار أفضل فيلم غير ناطق بالإنكليزية.. تدور أحداث هذا الفيلم في قرية نائية على سفوح جبال باكستان، حيث ستتحول مخاوف أم شابة إلى واقع، حين يوعد زعيم قبلي بزواج ابنتها التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها لقاء حقنه الدماء وإخماد نار الثأر.. لكن الأم (سامية ممتاز) عازمة على إنقاذ ابنتها، والهرب بها فجر يوم الزفاف في رحلة إلى المجهول، وهي على يقين بأن أتباع الزعيم القبلي وأفراد عائلته سيطاردونها وابنتها بلا هوادة.. تنجح الأم بإقناع سائق شاحنة ومجاهد سابق اسمه سهيل (مهيب ميرزا) بأن يقلها وابنتها، وبمجرد قبول سهيل ذلك يصبح هو أيضاً في دائرة الخطر ذلك أن كل من يساعدهما يقاسمهما القدر الذي ينتظرهما.

ويقدم المخرج والمؤلف البريطاني غاي ماهيل عمله الروائي الطويل الأول «ذا غووب»، ليحكي قصة غووب تايلور الذي يقضي الصيفية في مساعدة والدته التي تدير مقهى على الطريق، وحصد اليقطين من الحقول المجاورة.. إلا أنها عندما تتقرب إلى سائق سيارات السباقات جيني وماك، تخطر على بال غووب أفكار غير مرحب بها.

وفي اقتباس لأحداث حقيقة، نشاهد «تلك هي القواعد» للمخرج والمؤلف الكرواتي أوغنين سفليتشك، والذي يدور حول قصة مأساوية تعصف بإحدى العائلات، فبعد أن تشاجر ابنهما في الطريق وتعرض للضرب، يستشعر سائق الحافلة إيفو وزوجته ماجا أن الأمان ينهار من حولهما، وأنهما مجبران على مراجعة حياتهما، عبر التأكد من معتقداتهما.

وفي معرض تعليقه على اختيارات هذه الأفلام قال المدير الفني لـمهرجان دبي السينمائي الدولي مسعود أمر الله آل علي: «تقدم قائمة أفلام برنامج سينما العالم مجموعة واسعة من أفضل إنتاجات السينما العالمية لهذا العام، والتي ترشحت أغلبها للمنافسة على جوائز الأوسكار في 2015، وهي تقدم تجربة سينمائية فريدة من نوعها لمجتمع دولة الإمارات متعدد الثقافات.. وأستطيع القول إن الدورة الحادية عشرة ستقدم مختلف المستويات السينمائية بدءاً من أعمال هوليودية ذات ميزانيات ضخمة، إلى تلك الإبداعات التي لم تمتلك أي ميزانية على الإطلاق، إلا أنها تتطرق إلى آفاق جديدة، وكلها من أعمال مخرجين مخضرمين وآخرين يقدمون روائعهم لأول مرة.»

وقال مدير برنامج «سينما العالم» في مهرجان دبي السينمائي الدولي ناشين مودلي: «نحرص خلال عملنا على إعداد قائمة برنامج سينما العالم، أن نقدم لجمهور المهرجان مجموعة واسعة ومتنوعة من الأفلام، وبينما لا نزال نعمل على إعداد القائمة النهائية، فإننا نفخر بالإعلان عن تلك الأعمال التي وقع عليها الاختيار حالياً، ونحن على ثقة أنها ستترك انطباعاً لا يُنسى لدى جمهورنا خلال شهر ديسمبر المقبل.»

تقام الدورة الحادية عشرة من مهرجان دبي السينمائي الدولي، خلال الفترة من 10 إلى 17 ديسمبر 2014، وسيكون منصة للعرض الأول للعديد من الأفلام العربية والعالمية.