18-10-2014

المسؤولية الوطنية للأفراد

المجتمعات الحديثة تقوم على العمل المؤسسي المنظم ولاشك وتحديد مهام كل جهة ومسؤولياتها بحيث تتكامل الجهات في مهامها وتنتهي إلى تقديم خدمة مميزة للمواطن تكفل عيشه الكريم تحقيقاً لأهداف الدولة التي تعتبر الإنسان مدار اهتمامها ومبلغ تطلعها هو ضمان وصول حقوقة كاملة غير منقوصة.

كما أن الدول الحديثة تحرص على الإنسان في الحقوق فإنها تعول عليه في الواجبات أيضاً ولا يعني أن المجتمع ريعي مثل مجتمعات الدول الخليجية تخلي المواطن الفرد عن كافة واجباته. فخيرية الأمة مرتبطة بقدرة الفرد على فعل الخير والإقبال عليه والإعانة على فعله في كل حال.

لذا أيحق لي أن أتساءل عن حفرة شارع التحلية.. هل يعقل إنه لم يرها أحد إلا الضحيتان اللتان غدرت بهما الحفرة؟

هل فتحت الحفرة فوهتها في ذات اللحظة التي عبر فيها الطفل؟..

ألم يسبق ذلك أن رآها عابر طريق؟..

ماذا كان دوره تجاه الحفرة سواء كان مواطنا أو مقيماً؟..

هل يعقل أن يجد الواحد منا حفرة ويقول هذه مسؤولية البلدية ويمر ويتركها؟..

لا يسجل بلاغاً، ولا يصورها، ولا يكتب ورقة تحذيرية أو يضع حجراً أو أي شارة تنبه المارين؟..

لا خلاف على مسؤولية مراقبي البلديات والأمانات ومصلحة المجاري والصرف الصحي, ولا يعني هذا أني أحاول تبرئة ساحتها من المسؤولية، أبداً لكننا مجتمع يتطلع إلى التكامل، وتنمية الحس الوطني لدى الأفراد والمشاركة والمبادرة.

لذا من المخيب جداً أن تفتح حفرة فوهتها لتستدعي الضحايا دون أن يهب أحد للنجدة والوقاية من وقوع الناس فيها، وقس على هذا كثير من الحفر الحقيقية والمجازية.

f.f.alotaibi@hotmail.com

Twitter @OFatemah

مقالات أخرى للكاتب