21-10-2014

قدم وساق السفارة

تكررت مشكلات المواطنين في الخارج، ويبدو أننا لم نفلح في الوصول لصيغ ثابتة تُعمم على كل الملحقيات والبعثات لكي يكون التعامل مع كافة القضايا موحدة. فتجد في دولة معاملات مميزة لمواطنينا في الخارج، وتجد في دولة أخرى، العكس تماماً، كما كان الحال في التجربة السابقة لسفارتنا في القاهرة.

إن ما سبق لي طرحه عن تجربة الشاب فهد الغيثار، الذي سُجنَ في النيبال لحوالي سنة، دون وجه حق ولمجرد أحقاد شخصية، يتكرر بشكل أو بآخر مع فهد الدويرج، رحمه الله. فما قرأناه على لسان شقيقه في رحلة إعادة جثمان أخيه المقتول غدراً، من تركيا إلى الرياض، محزن للغاية. فهناك ماء كثير في فمه، وما ظهر من الكلام يقول شيئاً مهماً:

-كان من المفروض أن تعمل السفارة أكثر بكثير مما عملته.

الأكيد أن الدولة تحرص على أن يكون تمثيلها محققاً لطموحات رعاياها، وما حدث مع سفيرنا في القاهرة دليل على ذلك. لكن ما يحدث على الأرض، هو أن المسألة شخصية في النهاية، متعلقة بثقافة العاملين في السفارة أو الملحقية. فإذا كانت روح التفاني تطغى عليهم في السفارة الفلانية، فإن اللا مبالاة تطغى عليهم في السفارة العلانية. ولا أحد يعرف متى ينتهي هذا التباين؟

إلى من سيلجأ المغترب، بعد الله، إذا واجهته محنة؟!

إلى سفارة يأمل أن تقف على قدم وساق لخدمته.

مقالات أخرى للكاتب