خارج الميدان - الروائي يوسف المحيميد يقف بين خطي الواقع والخيال .. ويتحدث لخارج الميدان:

أسافر وحيداً للتأمل .. وأرافق العائلة للاستجمام.. ولم انته من التعلم بعد!!

إعداد - أحمد العجلان:

(خارج الميدان) زاوية نستضيف من خلالها كل أسبوع نجماً ليتحدث عن أمور ليست لها علاقة بالرياضة وركل الكرة.. ضيفنَاً اليوم: الروائي يوسف المحيميد

* عندما أضع أمام يوسف المحيميد قوسين.. لتصف نفسك فماذا ستضع؟

- واقعي أكثر مما يجب، وخيالي أكثر مما ينبغي!

* حكمتك في الحياة؟

- طعنك من الخلف شهادة على أنك في المقدّمة!

* تحب السفر.. إلى أين ومع من؟

- أحب أوروبا بشكل عام، ولندن بشكل خاص، أسافر وحيداً، حين يتعلق الأمر بالعمل أو الكتابة والتأمل، وأصطحب عائلتي الصغيرة في الإجازات والاستجمام.

* في سلك التعليم.. أين وصلت؟

لم أصل بعد، مازلت أتعلَّم الكثير حتى بعد الجامعة!

* ما هو آخر كتاب قرأت؟

- مملكة الكراهية، لدور غولد.

* أي القنوات التلفزيونية تفضل؟

- أتابع العربية بتقشف، والجزيرة بحذر، كنت ممن يتابع هذه القناة قبل أن تتعرى وتخلع مهنيتها في مصر!

* برنامج رياضي يشدك؟

- في المرمى، رغم أن بتَّال أحياناً يهدر فرصاً سهلة أمام المرمى!

* هل تقرأ الصحف.. وما هي صحفك المفضلة؟

- الجزيرة والرياض، وبالطبع الحياة، وبعض الصحف اللبنانية.

* مع الإعلام الجديد.. أين موقع الصحافة الورقية؟

- موجودة حتماً، خاصة أن كثيراً من الصحف عرفت كيف تستثمر الإنترنت للترويج لموضوعاتها، ومازالت تتميز عن الإعلام الجديد بالمحافظة على مسؤوليتها ومصداقيتها، لكنها فشلت بالطبع أمام حرية الإعلام الجديد وجرأته!

* ما هي ميولك الرياضية محلياً؟

- النصر الذي عرفته في مقره القديم بشارع الخزان قبيل تقاطع العصارات، زمن طفولتي المبكرة مع نجومه الكبار... ناصر الجوهر، ومحمد سعد، وخالد التركي، وعيد الصغير، ومبروك التركي- يرحمه الله-، أيام النصر الذهبي.

* ما هي ميولك أوروبياً ولاعبك المفضل عالمياً؟

- ومن غيره الملكي، ريال مدريد، والأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو.

* كاتب رياضي تهتم بطرحه؟

- للأسف لا أحد، قرأت لمعظمهم، لكن لا يمكن أن يباغتك أحدهم بكتابة عميقة وصادقة ومختلفة، معظمهم يكتبون بعمى عن أنديتهم المفضلة، أو يتتبعون عثرات منافسهم!

* شخصية رياضية تفضلها؟

- فيصل بن تركي، الذي تنطبق عليه مقولة المهاتما غاندي: في البداية يتجاهلونك، ثم يسخرون منك، ثم يحاربونك، ثم تنتصر.

* في الثقافة الرياضية كم تمنح نفسك نسبه مئوية؟

- ليست قليلة، ربما أكثر من 70%

* برأيك هل يستحق الإعلام الرياضي كل ردة الفعل التي يجدها من الجماهير؟

- طبعا، فقد همّش هذا الإعلام الرياضي أندية معينة، بل وأساء لها على مر عقود من الزمن، لذا فإن ما يحدث الآن من تمرد مضاد، وردود فعل عنيفة، هو نتيجة طبيعية لسنوات القمع والإساءات!

* برأيك أيهما أشد فداحة كخطأ، ردة فعل زيدان و(نطحته) لماتيرازي في نهائي مونديال 2006 أم (عضة) سواريز في مونديال البرازيل؟

- بالطبع فعلة العضاض أشد فداحة، لأنها ردة فعل غير رياضية على تنافس رياضي، بينما زيدان - كما جاء في تصريحاته - نطح انتصارا لكرامة والدته!

* بماذا خرجت كفائدة من مونديال البرازيل الأخير؟

- إن التفوق يرتبط بالشجاعة والجرأة على التغيير، فشلت إسبانيا منذ الأدوار التمهيدية، لاحتفاظ المدرب بلاعبي الإنجاز في مونديال 2010 وهي مسألة لها علاقة بالحياة بأكملها، فالنجاح مرة بطريقة وأدوات معينة، لا يعني النجاح مرات بالأدوات والطريقة ذاتها!

* من هو أسطورة الكرة السعودية برأيك؟

- ماجد عبدالله بلا منافس!

* تمنح صوتك لمن في مسألة أفضل لاعب على مر التاريخ هل هي لمارادونا أم لبيليه؟

- مارادونا كان ظاهرة رائعة، وإنجازه مع نابولي الإيطالي، ومنتخب بلاده مبهر، ولا يخفى حتى على الأمي كروياً، لكن يبقى بيليه هو الأفضل على مر التاريخ!

* رأيك في شباب هذا الوقت؟

- رائع حين يشعر بالمسؤولية، أحب القلق الإيجابي في بعضهم، وأكره اتكالية بعضهم الآخر!

* وما هو رأيك في طفرة (تويتر)؟

- صوت من لا صوت له، استطاع خلع الأبواب تماماً، بوجوده لم نعد بحاجة إلى سياسة الباب المفتوح، خصوصا بين المواطن والمسؤول!

* هل خسرت في الأسهم؟

- طبعاً لا، لأنني للأسف لم أمتلك أسهماً، غير أسهم الكتابة!

* أمر يستفزك في المجتمع؟

- النفاق، ثم النفاق، ثم النفاق!

* رغم نصراويتك غير المصرح بها قبل هذا اللقاء إلا أنك في رواية (الحمام لا يطير في بريدة) تحدثت عن حضورأحد أبطال الرواية لمباراة المنتخب ودخوله الملعب وسامي الجابر يسجل هدفا، هل تريد أن تؤكد الحياد أم لا تريد الابتعاد بالرواية عن سياقها الزمني والذي وافق قيادة سامي للمنتخب في تلك الفترة؟

- طبعا للمحافظة على السياق الزمني، ولأنني أحترم ذكاء هذا اللاعب الاستثنائي، فهو ذكي داخل الملعب وخارجه، وهذه حالة نادرة، يعرف متى وكيف يتحرك جيداً، داخل المستطيل الأخضر وخارجه!

* الرواية وكرة القدم هل يمكن أن يلتقيا أم هما في خطين متوازيين؟

- بل هما يسيران في الخط ذاته، ففيهما التكنيك والمراوغة والتسديد، فيها البطء والسرعة، السرد يشبه الجري بالكرة، يبحث عن أسهل الممرات وأقصرها نحو الهدف!

* هل يمكن أن تكون كرة القدم يوما ما داخل (القارورة) أم أنها ستدور حول (فخاخ الرائحة) أو(نزهة الدلفين)؟

- فكرت يوما بمثل ذلك، بشخصية رياضية ملتبسة، عاشت النجاح والفشل في الملاعب، لكن حياة هذه الشخصية خارج الملعب تحتاج إلى جرأة وتورية في نفس الوقت، لأن الحياة الرياضية للاعب مثلا، متشابكة مع الواقع الاجتماعي والسياسي، لكنني أهملت هذا الأمر!

* من هو شاعرك المفضل؟

- الفلسطيني محمود درويش، واليوناني يانيس ريتسوس

* ماذا يستفزك في شعراء هذا الوقت؟

- التزلف، والتكسب بالشعر، سواء شعراء هذا الوقت، أو حتى قبل ذلك، منذ أبي الطيب المتنبي!

* ما هو الفرق بين ساحة الشعر وساحة الرياضة؟

- الأولى يتكسب أهلها بالكلمات، والثانية بالركلات!

* لمن تقول (سامحك الله)؟

- لسلطان بن فهد، بسبب خسارتنا نهائي آسيا عام 2007 حينما وجَّه رسالة للجمهور السعودي بأن يحتفل بالفوز في ملعب الدرة، مما جعل لاعبو المنتخب يدخلون اللقاء مخدّرين تماماً أمام المنتخب العراقي.

* عادة سيئة تتمنى أن تتخلص منها؟

- اللامبالاة عند لقاء أحد لأول مرة، مما يخلّف انطباعاً سيئاً لدى الآخرين عني!

* وأخرى جيدة ترغب في المحافظة عليها؟

- إيثار الآخرين على نفسي!

* ما هي المواقف التي تجبرك على البكاء؟

- مشاهد العنف ضد الأطفال، التي يتم بثها في اليوتيوب، ولو بيدي سلطة لعاقبت كل من يشارك في هذه المشاهد، المعنفون والمصورون أيضاً.

* أجمل هدية تلقيتها؟

- آلة كاتبة من أمي حينما كنت في الصف السادس الابتدائي، جعلت من غرفتي الصغيرة دار نشر مبكرة!

* أجمل خبر تلقيته؟

- حصولي على جائزة أبو القاسم الشابي للرواية العربية.

* الشهرة ماذا أخذت منك.. وماذا أعطتك؟

- منحتني حب القراء، ومتابعتهم لي، وأخذت مني وقتي الثمين!

* أصدقاء الطفولة هل لازلت محتفظا بهم.. ومن هم؟

- نعم، مازلت أحتفظ بتواصل مع بعضهم، من أصدقاء الطفولة مشعل الخمشي، وفهد الشلهوب، ومحمد الكاف، وفواز وماجد الحكير، وسعيد زاهر (لاعب الشباب سابقاً).

* إنسان تحب (تفضفض) له؟

- شاشة اللابتوب، فهي التي لا تفشي السر، وهي تشبه الذئب والنمر والضبع في لامية الشنفرى:

ولي دونكم أهلون سيد عملس

وأرقط زهلول وعرفاء جيأل

هم الأهل لا مستودع السر ذائع

لديهم ولا الجاني بما جر يُخذل

* حلم لازلت تنتظر تحققه؟

- أن أتفرّغ للكتابة، بحيث تصبح الكتابة مهنتي الوحيدة!

* هل تؤيد حضور المرأة للمباريات.. ولماذا؟

- طبعا، حينما نتعامل مع الملعب، بصفته مكانا للمتعة كالمسرح والسينما، ويصبح منظماً بشكل جيد، تذهب له الأسرة معاً، كما يحدث في كل دول العالم، فما المانع أن يخصص مكان للعائلات في الملاعب؟

* كيف ترى حصول ام بي سي على حقوق نقل الدوري السعودي؟

- أعتقد أنها هي الوحيدة القادرة على ذلك، في الوقت الراهن، لكنني تمنيت أن تصبح المدة أقصر، خمس سنوات على الأكثر، ثم تفتح المنافسة من جديد بين القنوات الأخرى.

* اختر أربعة أسماء لرياضيين وقل لهم ما تريد؟

- عبدالله بن مساعد: ها أنت تقف على سدّة الرياضة السعودية، لذا سيحاسبك التاريخ إن لم تنقلها إلى الخصخصة، وتنقذها من التسول!

- فيصل بن تركي: لا تكترث بما يثار حولك من تشويش، فقد صنعت المستحيل، وأعدت للنصر هيبته وجبروته، الأمر الذي سينعكس على الكرة السعودية!

- فهد الهريفي: أحببتك لاعباً مهارياً وهدافاً، لكنك لست كذلك في الاستديو، ليتك تكفّ عن التحامل على النجوم!

- تركي العجمه: تواضع قليلا، تشعرني -يا رجل- أن عقدك مع روتانا خليجية بعدد الكلمات، وليس بعدد الحلقات!

* كلمتك الأخيرة؟

- شكرًا لك أحمد على هذه الاستضافة، وأتمنى من صحافتنا ألا تنجرف في التعصب الأعمى، وتنافس مشجعي المدرجات المنتشرين في (تويتر)، لأنه يفترض فيها الرصانة والمسؤولية، فتعصب وتهوّر هذه الصحافة، يعني تعصب مضاد وتهوّر أشد ضراوة في مواقع التواصل الاجتماعي، لأن أصحاب هذه الحسابات هم الجماهير التي لا تفرق بين المدرج وبين الحساب الشخصي، ولا تفرق بين الحذاء والعلب المرمية، وبين الشتيمة والقذف!

موضوعات أخرى