31-10-2014

الإعلام والأمن

في ظل الظروف الساخنة التي تشهدها المنطقة وفوضى الإرهاب؛ سواء القادم عن طريق المنظمات والتنظيمات التي ظهرت مؤخرا تحارب العباد باسم الدين فتستحل دماءهم وتنتهك أمنهم، أو الإرهاب الفكري الذي أسهمت فيه بشكل كبير وسائل التواصل الإلكتروني وأبواق إعلامية فاسدة، نجد أنفسنا أمام هذا السؤال الكبير: ما مفهوم الإعلام الأمني، وهل يعتبر ترسا قويا لمواجهة الإرهاب في الوقت الحاضر؟

وكيف يمكن أن نحقق الأمن عبر فضاء إلكتروني ممتد لا حدود له؟!

لعل تلبيتي لدعوة د معلوي الشهراني رئيس مركز الدراسات والبحوث؛ المشرف على ندوة «الدور الوقائي للإعلام الأمني» التي أقامتها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والمختصة في الدراسات الأمنية الأسبوع الماضي استطاعت أن تجيبني على مثل هذه التساؤلات أو نقرب لي مفهوم الإعلام الأمني، وكيف يمكن عبر وسائل الإعلام مواجهة كل تلك الضوضاء والغوغائية التي تشكل خطرا فنحمي المجتمع مما ينتشر من طرح عشوائي غير موثق يولد العنف والكراهية ويكرس الغموض وقد تفشى بسبب وسائل التواصل الاجتماعي التي لا أعتبرها إلا وسائل للقطيعة، ولعلني مع وصف «الاحتراق الثقافي» الذي قصد به د.عبدالرحمن الشاعر بالعولمة التي سارعت بها تلك الوسائل.

إذا الإعلام الأمني كما بين معالي د جمعان رشيد مدير الجامعة في كلمته الافتتاحية لا يرتبط فقط بالأجهزة الأمنية بل بمؤسسات أخرى في المجتمع، ولا يمكن أن تقدم الخدمة الأمنية دون وجود أقنية إعلامية، ومنذ زمن بعيد وجامعة الأمير نايف تسهم في إنشاء مفهوم الإعلام الأمني وتؤكد على أهميته من واقعها الذي تعدى حدود المملكة لتكون نتاج فكر عربي أشمل وتلاقح وتعاضد بين الأفكار والإبداعات.

إن ضعف ما ينتج اليوم من برامج توعوية يجعل الإعلام وسائل مقصرة في توصيل الرسالة الأمنية الوقائية لذلك رجح د.وحيد منصور إلى إعادة النظر في الإعلام الأمني ليتناسب اليوم مع التحولات ومع غزو الإعلام الإلكتروني، نحن بحاجة لبرامج توعية مشوقة ومشتركة كالبرنامج الشهير افتح يا سمسم، الذي أسهمت في إنتاجه دول الخليج العربية وكان الترفيه مع المعلومة وسيلة رائعة لحياة متزنة وواعية وتربية جيل بأكمله.

الكثير من التحديات تواجع هذا الجيل؟ نعم ولكن في المقابل يسهل انزلاقه في شباك المتربص به إن لم يكن حصينا ضد أي من التيارات الإرهابية التي تغزو العقول وتحرك البشر كالدمى؟

والتخطيط الإعلامي لمحاربة الشائعات له دور كبير كدور وقائي في الإعلام الأمني، وأن كل مواطن هو رجل الدفاع الأول الذي يمكنه (غربلة) ما يغزو فضاءه الإلكتروني.

حمى الله أوطاننا وبلاد المسلمين

* * *

من أول البحر

الغيم رفيقي الأبدي

لجي كالموج

مسكون بدموعي

على كفيه يسافر عرشي

مجدافي ذراعين من ضفائر صبري

وسمائي مرآة

هل تسمع صوتي إن صحت أحبك

يسبقني صداي

وأسافر دنياك إلى دنياك

maysoonabubaker@yahoo.com

Mayabubaker@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب