01-11-2014

الداخلية وتميز خدمة الحاج

كل تحدث عن نظافة الحج صحياً ومهنياً وأمنياً، ولمست القاصي قبل الداني وهو يشيد بنجاح موسم الحج هذا العام، ولقد رأيت تباشير ذلك مع بداية العرض العسكري الذي أشرف عليه سمو وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف في أيام الحج الأولى فكانت سحابة البشرى ترفرف على عرفات مؤذنة بنجاح حج نظيف وهادئ وسط منظومة خدمات مشتركة ألفها الجميع من الداخل والخارج ونقلتها عدسات الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي ولم يعكر صفو الحج بحمد الله أي أمر خارج عن هذا الإطار التوافقي الذي اجتهدت فيه أجزاء الدولة ورعتها اليد الأمينة من منسوبي القطاعات الأمنية ولربما غاب عن ذهن الكثيرين ممن يرصدون حركة مسؤولي الحج أن سمو وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف كان نحلة تشتعل من موقع إلى آخر وهذا ديدنه وعكست هذا الجهد وبدون أن يشعر أحد أن كلمات سموه لمنسوبي الوضع الأمني في الحج كانت الدافع للخروج بخدمة أمنية عالية الجودة؛ فقد كان يشعر زملاؤه بأنه أحد الأفراد المشرفين على خدمة الحجاج وحذف من قاموس حياته (حفظه الله) كلمة وزير ويقف خلف كل جندي لتلامس يده ظهر الجندي وهو يبتسم ويقسم ألا يتحرك من موقعه (خدمة لمنظومة متكاملة) في غرفة العمليات التي شيّدت (في منى) خوفاً من ضياع الوقت عليهم وكذلك متابعته المستمرة لحركة المرور والطرقات وأمن الحرمين وإعطاؤه الصلاحيات كاملة للتصرف بدون الرجوع إليه حتى لا تتعطّل دوامة الخدمة التي أسعدت كل حاج فضلاً عن انشغاله بحدود بلاده التي يسهر عليها ليل نهار.. وما يجعلني أكتب هذا المقال هو أن سمو وزير الداخلية يرفض دوماً التصريحات الإعلامية ويؤكّد أن الفعل لديه أهم من الكلام ولذلك أبت نفسي إلا أن أسجّل هذا الوضع بكلمات أجزم أنني أعرف دقيقها لدى القريبين من سموه فكيف بمن يعيش مع سموه وحتى لا يُقال إن هذا الموضوع يخص نجاح الداخلية والقطاعات الأمنية وحدها فالأمر كله تراه في الميدان الصحي والكشفي والكهرباء والماء والأجهزة العسكرية الأخرى التي شاركت في خدمة الحجيج وأكدت على تسجيل هذا الموقف لأنني لمست بعض التغريدات التي تحاول صيد السلبيات بدلاً من ذكر الإيجابيات التي لا تحصى، ولعل في خطبة سماحة مفتي عام المملكة تلميحاً واضحاً عن ذلك كله.. أملي أن يتواصل عطاء الجميع لخدمة الحاج والمعتمر والزائر للحرمين بنفس الروح التي يتعامل بها رجل الأمن كل في موقعه وأذكّركم بكلمة الراحل سمو الأمير نايف رحمه الله(المواطن رجل الأمن الأول)، ولهذا أتطلع إلى أن يضع كل مواطن نفسه مسؤولاً عن شأن من شؤون الحج ويحرص على أن ينجح فيه وفي خدمته والتواصل مع منسوبيه هذا بلا شك سيثمر قطفاً مثمراً يعود نفعه على الوطن قبل المواطن وعلى سمعة بلادي وخدمتها لضيوف الرحمن. أملي أن نلتقي معاً في حج العام المقبل وقد أدرك كل معني رسالته في الحج لنقدّم للعالم أنموذج الانضباط الذي عجزت عنه كبريات دول العالم عندما تنظّم مثل هذا الحدث وإن كان الفارق كبيراً.. دمت ناجحاً يا وطني.

- وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد لشئون التلفزيون

مقالات أخرى للكاتب