04-11-2014

العمل مؤسساتي جاد, وعلى الدول جميعها...؟!!

قبل أيام وفي برنامجه المعهود «ينابيع الفتوى» في إذاعة (نداء الإسلام) قال مفتي عام المملكة، ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، «إن من زعم أن صيام عاشوراء أكذوبة إما جاهل أو ضال»، وناشد جميع المسلمين بصيام يومي التاسع والعاشر أي يوم عاشوراء ويوما قبله, مؤكدا على فضل صيامه تأسياً بالرسول صلى الله عليه وسلم إذ إنه صامه تقديراً ليوم أنجى الله فيه موسى عليه السلام من فرعون, فقد أورد سماحته قصة صيام المصطفى عليه الصلاة والسلام ليوم عاشوراء قائلا: «إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قدم المدينة مهاجرًا، فرأى اليهود يصومون اليوم العاشر من محرم، فسألهم لماذا؟ قالوا هذا يوم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فيه فرعون وقومه فصامه موسى شكرًا لله فنحن نصومه شكرًا لله. فقال صلى الله عليه وسلم: «نحن أحق وأولى بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه».

جاء هذا في البرنامج في معرض إنكار منه لمن يزعم وجود أكاذيب مغلوطة، ومكذوبة في صحيح البخاري، وتأكيده على أن من يفعل ذلك ادعاء ضلالة وجهل، وشك في الدين، فصحيح البخاري نحبه ونقدره، ونرى أن العمل به واجب، والطعن فيه إما لجهل أو ضلال»..

فهذا السفر العظيم مرجع ثقة تلقت عنه الأمة، وقبله الخُلَّص، ورجع إليه المسلمون، ووثقه أئمته الثقاة، وقد كثر المنكرون, والمشككون, ولعبت أهواء المائلين, والمارقين، وتفشت آثار المؤثرين، والمتسللين عقول المسلمين صغارهم, وكبارهم، جاهلهم ومتعلمهم, مع موجات عتت فصدعت الكثير فيهم، وأشدها ضراوة هذا المدخل عليهم تجاه دينهم وعقيدتهم, لذا قال المفتي «ومن ينكر ما فيه _أي صحيح البخاري_ أو يشكك بما فيه فإنه طعن، والطعن فيه هو طعن في أئمة المسلمين الذين تلقت عنهم الأمة بالقبول هو علامة زيف القلب» وأضاف سماحته «وأجمع المسلمون على قبوله وقبول أحاديثه».

ننبثق من حديثه حفظه الله إلى ما يحدث بين الناس ويعتور عقيدة بعضهم, ويؤثر في مجرى تفكير ناشئتهم، ويشكل قناعات أولئك منهم، وهم أسفا يتكاثرون، فمنهم من يشكك في كتب الصحاح, ومنهم من يتهاون في أمر الصلاة، والعبادات, ومنهم من يتخلى عنها, ومنهم من يطعن في أمهات المؤمنين, والخلفاء, والصحابة رضي الله عنهم أجمعين وهو يجهل سيرهم ومقامهم، ومنهم من يتمذهب على غير دينه.. وهذه الأخبار تترى, ومقاطع الحوار تكشف, والذين يبثون الفرقة بين المسلمين, وينشرون الأفكار الضالة فيهم، ويشيعون الجهل بين الجهلة منهم قد اشتد أوار سعيرهم.

ويحتاج الأمر إلى عمل جاد مؤسساتي تقوم به ليس الأفراد، ولا دولة مسلمة واحدة، وإنما الدول المسلمة متضافرة لإجلاء الغبار الذي غطى بدواماته على حقائق الدين المكين, وساعد على انتشاره أولئك الذين يشوهون بأفعالهم نقاءه وصلاحه، وصدقه وخيريته.. ويجعلون من سلامه ضعفا, ومن قوته إرهابا, يشككون في مرجعياته، ويقللون من شأن أئمته..

المسلمون اليوم يحتاجون إلى تصحيح إسلام جهلتهم, وناشئتهم..

فالله الله إعلاماً وتعليماً وفكراً وعملاً دؤوباً..

ولعل صوم يوم عاشوراء ثقة فيما جاء به البخاري من قول المصطفى صلى الله عليه وسلم، هو الرد على من ينكره بصيامه، وتأكيد ما جاء عنه تطبيقا، واقتداء، وامتثالاً، وبذلك يعاد سليما التفكير للمسلم ذاته قبل غيره حين ينكر على من ينكره أمر الشك، والتشكيك في مصداقية أهم مرجع أقره أئمة المسلمين، وثقاتهم لأحاديث قدوتهم عليه الصلاة والسلام،.. وفيما جاءت به أبوابه من أحاديث في شأن كل شأن..

لأنه يكون قد أدرك تلك الخطة التي تحاصر دينه, فينقضها عزما، واتباعا، وتمسكا, وخشية, وعملا دؤوبا للرد العملي على من يمس دينه سواء من أهله الجاهلين, أو من سواهم القاصدين.

Alsaggafk@

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب