04-11-2014

الجزاء من جنس العمل

فعاليات جلسة مختصرة تجمع فيها ثرثرة لتغرقهم في دين أخطائهم، ليتم دفعها مع مرور الزمن بطريقة مؤلمة تعويضاً للظلم حين ذاك. تبدأ فعاليات الجلسة بكلمة (يقولون) والتي أصبحت تنمو تحت ألسنتهم لتنضج قصة أو حادثة تُذكر دون معرفة المصدر، سوى من هذا المتطفل، في تلك الدائرة تتغذى هذه الفكرة بتنوع الأقاويل لتبدأ الثرثرة وتبهير الأحاديث مع الاستشهاد ببعض التجارب الشخصية المبنية على شاهد (يقولون).

يتفوهون بحماقات لا تنتهي وببراعة يؤمنون بما يقولون لتزداد الثرثرة بحجم اتساع النميمة المرتكبة المتبنية لشعار (يقولون)، فكلما كان عدد الأشخاص أكثر لهذه التصرفات أصبح مجال الإصغاء أكبر. يقولون ويقولون لتتأرجح هذه الأقاويل بين مسامعهم ليكتسبوا الشراهة في معرفة المزيد من خصوصيات وأعراض الآخرين، مهملين تفشي هذه الظاهرة.. فالحقيقة هذه الأقاويل والتخمينات ما بين وبين يترتب عليها مسؤوليات وتصرفات تقوم بهدم النسيج الاجتماعي حيث تتفشى النميمة والغيبة، وهذا ما حرمه ديننا الإسلامي والخوض في مسألة هل هذه الأقاويل صحيحة أم كاذبة؟.. واقتحام خصوصيات الغير دون وجه حق، فلا تغرنا الدنيا ولا نخوض في الوقوع في أعراض الناس، ولا نستسهل تلك الجلسات التي ترمي بنا في جهل وظلم «من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته وفضحه ولو في عقر بيته».

واختتم مقالي بما ورد عن أحد السلف أنه عرف أقواماً لا عيوب لهم فتحدثوا في عيوب الناس، فتحدث الناس في عيوبهم، وعرف أقواماً كانت لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس فسكت الناس عن عيوبهم، وهذا مصداق لقاعدة عظيمة في الجزاء والعقاب «الجزاء من جنس العمل».

Twitter:@shaikahalosaime

مقالات أخرى للكاتب