05-11-2014

مواطن يتبرع بـ (28 عمارة سكنية) بالرياض؟!

بعيداً عن الإعلام والأضواء، نجح رجل أعمال سعودي في بناء مجمع سكني شرق الرياض يتكون من (28 عمارة سكنية)، وتسجيله - كوقف خيري - لدى المحكمة الشرعية، لتسكين (الأرامل، والمطلقات، والأيتام)!.

المشروع الذي أكمل (عامه الثاني) للتو، يضم نحو (234 شقة سكنية)، أكثر من نصفها تم استخدامه فقط، بينما هناك أكثر من (100 شقة سكنية) ما تزال تنتظر من يسكنها ممن تنطبق عليهم الشروط من - السعوديين أو المقيمين نظامياً - ممن تقطعت بهم السبل، وباتوا بلا عائل أو معين؟!.

الجميل أنه إضافة للسكن المجاني، والتأثيث المجاني، فإنه يتم تقديم (الكهرباء، والماء) مجاناً أيضاً، وصرف (مواد غذائية) كل أسبوعين لضمان الحياة الكريمة لهذه الفئة في المجتمع، وغير ذلك من المساعدات والبرامج!.

الأمر المُبهر أيضاً أنني عندما زرت هذا (المجمع والوقف الخيري) الذي كلف نحو 40 مليون ريال، لم أكد أتعرف عليه، فهو لا يحمل لوحة تدل على أنه (سكن أو وقف خيري)، بل هو مشروع يضم عمائر متشابهة، بسور موحد، مثل أي مشروع استثماري خاص، وعندما سألت العاملين، ذكروا أن ذلك يأتي حفاظاً على مشاعر الساكنين وأطفالهم!.

صحيح أن هذا الدور يفترض أن تقوم به (وزارة الشؤون الاجتماعية)، و(وزارة الإسكان)، لكننا في حاجة لمثل هذه المبادرات المجتمعية؟ والحلول السكنية (الناجعة)؟ والمساهمات الصادقة من رجال الأعمال، لنغير من حياة هؤلاء نحو الأفضل!.

إن كنا نشكر وندعو لرجل الأعمال هذا - الذي يرفض ذكر اسمه - ولا يعرفه حتى معظم الساكنين، فإننا نطالب الآخرين ممن أنعم الله عليهم بالمال، أن يشاركوا في - رؤية الأمل - بحياة أفضل في عيون من تقطعت بهم السُبل، ليعلموا أن الوطن بمؤسساته، وتكاتف رجال أعماله الصادقين، قادرون على حمايتهم من الضياع - كمجتمع متكاتف - ومتعاضد، فهذه الصور والنماذج (السعودية) نشرّف بالإخبار عنها، ونفاخر بها، ومثل هذه المشاريع تستحق تسليط الأضواء عليها!.

نحن في حاجة لتذكير أنفسنا أن مجتمعنا بخير، فمع كثرة القصص المؤلمة التي يتناولها الإعلام، وجدت أن من المناسب تقديم هذا النموذج، لنعلم أن بيننا من (يضئ شمعة) في الطرق المظلمة!.

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب