05-11-2014

هروب جماعي غير مبرر!

فجأة قدمت إدارة نادي الوحدة بمكة المكرمة استقالتها من إدارة النادي، وقررت ترك العمل فيه في توقيت سيئ وغير متوقع، ولا هو مقبول من أي من الوحداويين وكثير من المكيين.

من وقت مبكر لمَّح وحداويون إلى أن هناك (حرباً) تتعرض لها الإدارة وكانت لها إشارات واضحة، بدا أن الإدارة سيطرت عليها وقررت المضي في طريقها بعد صدور قرار (التدوير) الذي أخذته وأيدته الرئاسة العامة لرعاية الشباب وتم فيه تغيير بعض المناصب الهامة في النادي، وتحديداً مقاعد نائب الرئيس والأمين العام وأمين الصندوق، وكان واضحاً (للفاهمين) والمتابعين أن ذلك القرار كان لوضع حد للانقسام في النادي وتحوُّله إلى حزبين متناقضين على مقعدين متقابلين في مجلس الإدارة، ووجد ذلك (تأييداً) ودعماً من الوحداويين وبشكل خاص المدرج الوحداوي (الواعي) والذي سئم من الخلافات والانقسامات، وآمن بأن يدير النادي الكبير جهة أو (جبهة) واحدة لعلها تتمكن من العمل بصمت وهدوء وتسير بالقافلة إلى بر الأمان، ليأتي القرار المفاجئ بالاستقالة غير المتوقعة وفي توقيت غير مناسب ويعلن انفجار الوضع من جديد في النادي الكبير، وربما بشكل أسوأ إن تم المضي في الاستقالة؛ إذ ستعود بالنادي إلى المربع الأول.

شخصياً أعتبر الاستقالة (هروباً) جماعياً من الإدارة، فالاستقالة جاءت بعد أن أصبح فريق كرة القدم (خارج حسابات) الصعود أو العودة إلى الممتاز، وتوالت الهزائم عليه، دون أن تتمكن الإدارة من وقف (نزيف) النقاط والخسائر المتوالية، رغم محاولاتها بالقرارات التي أخذت بها، وكان فيها قرارات (اجتهادية) كان ينقص بعضها التوقيت والحنكة، وكان ينقص بعضها الآخر الخبرة وحسن الاختيار والتوقيت، وحديثي هنا عن ما يتعلق بفريق كرة القدم.

بيان الاستقالة يشير إلى أن خطوة الاستقالة هي (نتيجة) لما يتعرض له النادي من (تحولات) واستمرار فكر (الوصاية والولاية) على النادي، وفي ذلك إشارة إلى أنها تعرضت لحروب داخلية، أوضح البيان بعضها بقوله إن (أدعياء الحب والوصاية ينخران أركان النادي ببث سمومهم بين منسوبي النادي والتشويش على العاملين فيه)، وفي البيان ما يؤكد أن الإدارة على علم ومعرفة بهم وقد أسماهم البيان (أدعياء الحب والوصاية)، كما أنه وصف ما يقوم به أولئك داخل النادي أنه (عمل ممنهج) وهنا (هروب آخر) بطريقة أخرى من وجهة نظري، فالإدارة تعرف من تقصدهم و(عملهم الممنهج) ولكنها عجزت عن مقاومتهم والتصدي لهم، فاختارت (الهروب) وكان عليها على الأقل قبل أن تفعل ذلك أن (تفضحهم) وتكشفهم إلى الملأ الوحداوي الذي منحهم (الثقة الكبيرة) في الجمعية العمومية، ويكون ذلك (رصاصة الرحمة) لهذه الفئة وعملها داخل النادي والذي وصفه البيان بأنه أصبح (إرثاً ثقافياً للنادي)، وهذا إرث مدمر من المعيب اكتشافه ومن ثم الهروب وتركه (معششاً) في النادي!!

كلام مشفر

* لا يزال أمام إدارة نادي الوحدة حتى إن (أصرت) على الاستقالة فرصة القيام بعمل تاريخي للنادي بكشف من (ينخرون في النادي) من (أدعياء الحب والوصاية) علناً إلى الملأ الوحداوي، بدلاً من الهروب وترك النادي (أسيراً لتلك الصراعات) المدمرة.

* ليس أقل من واجب على الإدارة من أن تحرص على فرصة (رد الجميل) لأعضاء الجمعية العمومية الذين انتخبوها ودعموها بدعوتها للانعقاد وكشف الأوراق والحقائق بالأدلة والبراهين التى تملكها لتثبت ما قالته وتؤكد مصداقيتها وتعطي الدليل العملي أن استقالتها (ليس هروباً)، وإنما هي لمصلحة النادي المكي العريق.

* إن فعلت ذلك ستقدم خدمة كبيرة للنادي إذ تضع وهي تغادر (اللبنة) الأولى لمستقبل بناء شاق للنادي واستقرار حقيقي انتظره كل الوحداويين طويلاً وما زال الانتظار قائماً.

* كيف لمن يدفع أكثر من 27 مليون ريال في فترة قصيرة من أجل عمل وبناء وتوفير مقومات النجاح (يغادر) فجأة ويترك كل ما عمله وما صرفه من أجل فئة (تعبث) بالجهود وتدمر البناء من غير على الأقل كشفهم (صراحة)؟!

* جهود كبيرة تقوم بها بعض الجهات (التوعوية) في سبيل الدعوة للإسلام مع اللاعبين الأجانب غير المسلمين والرياضيين الذين يأتون في وفود أو مهمات رياضية مثل الحكام وغيرهم وهي جهود تُذكر فتُشكر.

* ليت مثل هذه الجهود تمتد لتشمل لاعبينا المحليين وتوعيتهم (أثناء المعسكرات) فيما يتعلق ببعض الأخطاء والمظاهر التي تُرى عليهم، من ذلك على سبيل المثال ما يرتديه بعض اللاعبين من ملابس فاضحة وقصات مخجلة وأساور وقمصان لا يجوز الصلاة بها ولا تليق بهم كلاعبين خصوصاً في منتخباتنا، وهم يعدون قدوة ونماذج للأجيال الصغيرة.

مقالات أخرى للكاتب