06-11-2014

رهان ورشوة واستثمار

بلاتيني أسطورة فرنسا يقول «إذا ذهبنا غداً لمباراة ونحن نعرف بالفعل نتيجتها فإنها ستكون نهاية كرة القدم!» والأسطورة مارادونا له تعبير لا يكف عن ترديده منذ سنوات وزاد من صراخه في مونديال البرازيل السابق بجملة: «الفيفا غارقة في التلاعب والرشاوي، منظومة كرة القدم الحالية فاسدة, إذا فاز بلاتر مرة أخري برئاسة الاتحاد العالمي فاعلموا أننا في عالم مجنون»!

الأمر فعلاً في ازدياد مستمر, فخبراء الكرة والإستثمار الرياضي قدّروا حجم التلاعب في نتائج مباريات كرة القدم بنسبة 40% من المباريات حول العالم!

وعليها فإن رؤساء الاتحادات أجلوا 380 مباراة في 15 بلدا أوروبيا نتيجة للتحقيقات في وقائع الفساد والتلاعب في نتائج المباريات بالرشاوي لأجل مكاتب المراهنات تورط فيها 425 شخص من حكام إلى رؤساء أندية إلى لاعبين!

في 2006 وبعد فضيحة « الكالتشيو» الشهيرة بتورط أندية اليوفينتوس وأي سي ميلان ولاتسيو وفيورينتينا وريجينا في التلاعب بالمباريات ومعاقبتهم بالهبوط إلى دوريات أدنى درجة، كشفت وسائل الإعلام العالمية أن المراهنات والرشاوي التابعة لها أخذت في التنامي بشكل أصبح العائد السنوي منها 350 مليار دولار! منها 100 مليار بشكل غير قانوني، هذا الرقم الكبير يشمل الجانب الرياضي ككل تحتل كرة القدم نسبة 70 % منه !

في الفترة بين 2008 و 2011 كانت المراهنات قد طالت بشكل رسمي 680 مباراة عالمياً ، وتبين أن المراهنات اصبحت تقام بشكل قانوني وأن الشاب في أوروبا له حق المراهنة من سن 18 عاما وبمبالغ تبدأ من 2 يورو مقابل ربح 160 يورو ويتضاعف الربح بتضاعف مبلغ الرهان!

في أجواء كهذه ربما يصبح من الصعب التأكد من أي شئ في عالم كرة القدم من أول مباريات دوري الهواة وحتي بطولات كأس العالم!، فهاهي التايمز تنشر تقريراً موثقاً بالفيديو يثبت إقدام أعضاء الفيفا على رشاوي تبدأ من 500 ألف جنيه أسترليني إلى 2.5 مليون لأجل الصوت الواحد لقطر في سباق استضافة الكأس، بل ذهبت لأبعد من ذلك وأكدت تورط نائب رئيس الفيفا السابق في دفع مبلغ 5 مليون دولار لـ 30 مسئول في الفيفا لضمان عملية التصويت.

أمر مثل هذا لو استفحل بطريقة أوسع له أن يهدد صناعة كرة القدم من أساسها ويصبح من غير اللائق التحدث عن الربحية أو أمكانية الاستثمار أو التسويق الرياضي بالمرة، فكيف تستثمر لاعب في نادي يتلاعب بنتائج مبارياته، وكيف تسوق علامتك التجارية في دوري تشوبه فضائح المراهنات والرشوة بل وتهدد أنديته شبح الهبوط نتيجة هذا التلاعب إلى مستويات أقل من الدوريات تختفي معها أحلامك نهائياً في التسويق والاستثمار والربح !

في سنغافورة

في يوليو الماضي صدر حكم على رجل الأعمال السنغافوري «إيريك دينج» بالسجن 3 سنوات لرشوته حكام إحدى مباريات كأس الاتحاد الآسيوي ، قدم دينج رشوة «جنسية» عبارة عن سيدة إلى الحكم اللبناني الدولي «علي صباغ» والذي حوكم بالسجن 6 أشهر أيضاً ومعه مساعداه «علي عيد» و»عبد الله طالب» لتورطتهما في القضية، ثم أوقفت الفيفا الحكم مدى الحياة وحرمته من دخول أي إستاد لكرة القدم في العالم بعد إدانته!

@KhalidAlrubian

مستشار تسويق

مقالات أخرى للكاتب