07-11-2014

العمل التطوعي السعودي تغير في الكم.. وتبدل في الكيف

نهاية الأسبوع الماضي أخبار متفرقة تنقلها صحفنا المحلية، في موضوع العمل التطوعي الذي يندرج في مسار التنمية الثالث «القطاع الأهلي»:

* كرم صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد الله أمير منطقة الرياض بنك الرياض لرعايته الحملة الوطنية التوعوية بأهمية الفحص المبكر لسرطان الثدي، التي انطلقت بحضور صاحبة السمو الملكي الأميرة هيفاء الفيصل رئيس مجلس إدارة جمعية زهرة سرطان الثدي... تحت شعار «احمي نفسك بنفسك».

* فريق الإعلام التطوعي يقيم ملتقاه الثاني الأربعاء الماضي «نحو مجتمع إعلامي إيجابي ومتطوع».

* 200 شاب وفتاة أسهموا متطوعين في تنظيم ملتقى الصحف الإلكترونية الأول بالأحساء.

* كشفت جمعية «لا للابتزاز» التطوعية عن استقبال 450 حالة لسعوديين وقعوا ضحية الابتزاز عبر الإنترنت، في وقت وثقت فيه قضايا ضد 79 مبتزاً لدى الجمعية.

* اعتمدت وزارة الشئون الاجتماعية حقيبة تدريبية واحدة لإعداد مدربي برنامج رخصة قيادة الأسرة، وتم تعميمها على الجمعيات والمراكز المهتمة بتدريب المقبلين على الزواج.

* جامعة سلمان تطلع على تجربة «الباحة» في العمل التطوعي، الجدير بالذكر أن جامعة الباحة أقرت واعتمدت الخدمة التطوعية بوصفها مقرراً على جميع طلابها وطالباتها وقدمت خلال عامين من عمر المبادرة أكثر من «140000 ساعة تطوعية « في جميع المجالات التي تخدم فئات المجتمع.

* ينظم فريق «أجيال التطوعي» برنامجاً مكثفاً لتأهيل المبتعثين والمبتعثات لمشوار الابتعاث الجديد اليوم، ويقدم البرنامج نخبة من الخريجين والخريجات من برامج الابتعاث من المتطوعين، الذين كان لهم باع طويل في الأنشطة الطلابية في فترة الابتعاث ويعملون حالياً بجهات مختلفة.

وسيقدم أعضاء الفريق خبراتهم في كيفية التواصل مع الجامعات والحصول على قبول في البرامج العامة، وفي برامج الطب، وكيفية التخطيط للبعثة والتنظيم المالي، ويشيرون لقوانين مهمة حول الابتعاث وإرشادات حول شراء السيارات والبحث عن سكن، والتفاعل الإيجابي مع المجتمع، وغيرها من الأمور التي تهم المبتعثين وتساعدهم على التأقلم السريع مع الوضع الجديد.

يذكر أن فريق أجيال التطوعي هو فريق تطوعي غير ربحي يقدم خدماته مجاناً للمقبلين على الابتعاث ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي، وذلك من خلال عمل دورات تأهيلية متخصصة يقدمها أعضاء الفريق الذي يتكون من خريجي برنامج الابتعاث في أعرق الجامعات الأمريكية سابقاً، ويعملون الآن أساتذة في الجامعات السعودية والمجالات الصحية والاستثمارية والإدارية وغيرها من التخصصات الدقيقة.

نأخذ مما سبق:

* ميلاد مجالات جديدة لم تكن ضمن منظومة العمل التطوعي السعودي، بل ربما لم يدر في خلد المسئولين في وزارة الشئون الاجتماعية- الجهة ذات الاختصاص بهذا الشأن - يوماً ما دخولها دائرة الاهتمام المجتمعي وانتظامها ضمن منظومة الأعمال الخيرية التطوعية التي تحتاج إلى إشراف ومتابعة وإصدار للتصاريح المماثلة التي تمنح للجمعيات الخيرية القائمة.

* دخول العمل التطوعي أروقة الجامعات السعودية مادة تدرس للطلاب والطالبات ولها ارتباط مباشر بمجتمع الجامعة المحلي، ولك أن تتصور لو أن جميع جامعاتنا السعودية جعلت هذا المنحى الجديد ضمن دائرة اهتمامها وقررت مادة «العمل التطوعي» على الكل، وانبرت لنشر ثقافته داخل أروقتها سواء في أوساط الطلبة والطالبات أو حتى لدى أعضاء هيئة التدريس خاصة وأن «خدمة المجتمع» تعد شرطاً من شروط الترقية لدرجة علمية أعلى وحقلاً من حقول التقويم.

* التنوع والاختلاف المبني على التخصص الدقيق حسب متطلبات العصر وتجدد احتياجاته واختلاف مساراته.

* اعتماده على الشباب الحي الذي أيقن بأهمية التطوع وعرف أثره في نفسيته هو قبل المستفيد منه.

* تفعيل التدريب لحقائب مقننة ومحكمة وتحت إشراف وزارة الشئون الاجتماعية ومتابعتها المتخصصة في هذا الأمر، وهذا يعد في نظري أمراً مهماً وخطوة إيجابية رائعة تشكر عليها الوزارة وسيكون لها أثرها المباشر في المستشارين المنخرطين في جمعية تيسير الزواج وبناء الأسرة المنتشرة في مناطق المملكة المختلفة.

إن كل هذا وغيره كثير يؤذن بميلاد قوي لمؤسسات المجتمع المدني التي تحتاج إلى دعم ومؤازرة مادية ومعنوية من لدن صناع القرار والجهات ذات الاختصاص والمسئولية المباشرة عنه، علاوة على الحاجة الماسة لصياغة نظام شامل ومتكامل يضبط إيقاعه ويحدد خطواته ويرسم معالم طريقه بموضوعية وشفافية ووضوح، وهذا لن يتأتى إلا إذا اعترفنا بأهمية هذا القطاع في مسارنا التنموي واجتهدنا لضمان استمراره وفاعليته وشجعنا الكل على الانخراط فيه.

دمتم بخير، وتقبلوا صادق الود والسلام.

مقالات أخرى للكاتب