08-11-2014

الإرهاب المختلف!

واجهت المملكة موجات الإرهاب العاتية منذ أكثر من عشر سنوات، وقد تمكن رجال أمننا البواسل من التصدي لها بكل حزم، ويعلم الله كم هو عدد العمليات الإرهابية التي تم إحباطها قبل وقوعها، بسبب يقظة رجال الأمن، ومع كل ذلك فإن ما حصل في قرية الدالوة بالأحساء عمل غير مسبوق من حيث أنه عمل إرهابي، أريد له أن يفتح شرخاً في وحدة الوطن، وتماسكه، وهو الشرخ الذي تحطم على صخرة اللحمة الوطنية المتماسكة، وواهم من يقرأ هذا المجتمع قراءة خاطئة، كما فعلت تلك الثلة الإرهابية، التي تعمل في الظلام، وتنفذ أجندات خارجية تهدف إلى زعزعة الاستقرار في جسد هذا الكيان، الذي بقي صامداً في وجه كل القلاقل التي يمر بها عالمنا العربي المنكوب.

لم يكن حجم الشجب، والاستنكار الذي عبر عنه المواطنون مفاجئاً لمن يعرف المملكة جيداً، فقد عاش مواطنوها بكل أطيافهم، خلال حكم الدولة السعودية في مراحلها الثلاث، في سلام ووئام، وتعتبر هذه هي الحادثة الأولى من هذا النوع، ويبدو أن مخططيها لا يعرفون منطقة الأحساء جيداً، التي اشتهر أهلها بالنبل، والكرم، وطيب المعشر، والمثال الحي، والراقي للتعايش بين الأطياف المختلفة، ولم يقتصر الأمر على الشجب الشعبي غير المسبوق، ولا على الجهد الجبار لرجال الأمن، الذين تمكنوا من القبض على أعضاء الخلية الإرهابية خلال أقل من يوم واحد، بل إن علماءنا الأجلاء شجبوا الحادثة بأقسى لغة ممكنة، وكان تصريح سماحة المفتي مثالا حياً بهذا الخصوص، وهو التصريح الذي لاقى رواجاً واسعاً، وكان له الأثر الطيب على أسر المغدورين في الحادثة.

أيضا فإن إخواننا الكرام علماء الشيعة أصدروا بياناً ينم عن حس وطني رفيع، وحرص على وحدة هذا الوطن، والوقوف ضد كل من يريد شق الصف عن طريق إثارة النعرات الطائفية، والعنصرية، ما يعني أن النتيجة للعمل الإرهابي كانت عكس ما خطط له الإرهابيون تماما، ويعلم الجميع أن الشخصية الإرهابية هي دوماً أداة غبية، تتلاعب بها أجهزة الاستخبارات، وأصحاب المخططات لضرب خصومهم، ولم يكن هذا خافياً عن شعب المملكة بكل أطيافه، فالجماعات الإرهابية تستهدف المسلم وغير المسلم، الذين غدروا بإخواننا في الأحساء، سبق وأن غدروا بغيرهم في مدن أخرى فيما مضى، ونتمنى أن يكون هذا هو الحادث الأخير في هذا المسلسل الإرهابي، كما أن ثقتنا كبيرة بمن يسهر على أمننا، وبمن يقف وراءهم، ويدعمهم، ونرجو الله أن يرحم الشهداء، ويشفي المصابين، ويديم على هذا البلد نعمة الأمن والأمان إنه سميع مجيب.

ahmad.alfarraj@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب