10-11-2014

حادثة الأحساء.. الضارة النافعة !

الجريمة النكراء التي ارتكبها الإرهابيون في مدينة الأحساء رغم كل فداحتها وسوداويتها، إلاّ إنها حملت الكثير من البشائر التي تنم عن تكاتف هذا الشعب وفهمه للدين الإسلامي الحقيقي، الذي يحرم إراقة دماء الأبرياء مهما كانت مذاهبهم أو ديانتهم، الأهم في تاريخ مجتمعنا هو موقف سماحة المفتي الذي قام بدوره كرجل من رجالات هذه الأمة وكفارس من فرسان هذا الوطن، فقطع بكلامه النيِّر الطريق على الكثير من المغرّر بهم والذين لعبت أفكار الإرهابيين برؤوسهم وأصبحوا لا يسمعون إلا لصوت الرصاص ولا يرتاحون إلا لرائحة الدم، ولا يجدون أنفسهم إلا في

مجتمع تعمه الفوضى وينعدم فيه القانون، وليس له شريعة سوى الغاب، موقف سماحة مفتي المملكة العربية السعودية خفف من مصاب الجميع ورفع معنويات الكثير من المواطنين، خصوصاً أن تعليق سماحته أتى سريعاً بعد الحادثة، فكان حدثاً وطنياً بحد ذاته ودرساً إسلامياً عظيماً يبيِّن ما يجب أن يكون عليه المجتمع المسلم الذي لا يعتدي على الأبرياء، ويقدم حقن الدماء على كل ما عداه حفاظاً على سمعة المجتمع الإسلامي وقوّته وهيبته أمام الأمم الأخرى، الموقف الآخر الذي يدعو للفخر هو موقف رجال الأمن وتعاملهم مع هؤلاء الخوارج الإرهابيين بمهارة واحتراف جعلتهم تحت أنظار المطاردة الأمنية، ولم تترك منهم أحداً يفر بفعلته الخسيسة هذه، فاعلية رجال الأمن أشعرتنا نحن المواطنين بالكثير من الأمان والثقة برجال أمن الوطن البواسل بقيادة فارس الأمن وأميره محمد بن نايف - حفظه الله - وأيّده بنصره على هؤلاء الإرهابيين الكفرة، الذين يهدفون إلى تفتيت مجتمعنا وجره إلى مستنقع مظلم لن يخرج منه أحد وهو سالم، بركان مستعر لن ينجو من نيرانه بيت من بيوت مجتمعنا .. من دروس حادثة الأحساء الإرهابية أن عرف الناس معدن أهل الأحساء وعقلية كبار رجالات الأحساء، الذين يعرف القاصي والداني مدى وطنيتهم وحبهم لمجتمعهم، أهل الأحساء تكاتف معهم الجميع في مصابهم لما عُرف عنهم من حب الجميع ولما عُرف عنهم من نوايا صافية تجاه الجميع، سقط الإرهاب وسيسقط دائماً بإذن الله في مجتمعنا، سيجدنا جبلاً تتحطم أمامه جميع رؤوس الخونة ومروعي الآمنين..

Twitter: @sighaalshammri

مقالات أخرى للكاتب