10-11-2014

استمرار تميز برنامج عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي

يعد برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي, من أهم البرامج التي قدمها مليكنا الغالي في سبيل صنع التنمية السعودية حيث يتوقع أن يسهم هذا البرنامج وبشكل مباشر في توفير أعداد كبيرة من الكفاءات الوطنية المتمكنة من إحداث الفارق النوعي في بناء تنمية الوطن, وبمناسبة إفصاح وكالة البعثات بوزارة التعليم العالي عن ترشيح أكثر من عشرة آلاف متقدم ومتقدمه للقبول في المرحلة العاشرة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي, يسرني من خلال هذه الزاوية طرح عدد من المرئيات ومنها:

- أن الأعداد التي تم ترشيحها للمرحلة العاشرة فقط من البرنامج تبلغ (10491) مبتعثا ومبتعثة, وهذا العدد يفوق جميع الطلبة والطالبات السعوديين المبتعثين للخارج عام 1400هـ لجميع الدول وعددهم 10035, وما من شك أن هذا يعكس توجهات الملك عبدالله بأهمية توفير سبل التعليم المتميز لأبناء وبنات الوطن في مختلف الجامعات المرموقة بالعالم.

- تركيز البرنامج على التخصصات النوعية التي يحتاجها سوق العمل في المملكة, ويتضح ذلك من خلال تخصيص 37.40 % من مجموع أعداد المبتعثين والمبتعثات للتخصصات الطبية والصحية, وكذلك تخصيص 22.20 % للتخصصات الهندسية والتقنية, وما نسبته 17.07 % في التخصصات المالية والاقتصادية, و12.36 % في العلوم السياسية و5.15 % في تخصص الإعلام الرقمي والسياحة والفندقة وعلم النفس الإكلينيكي, وأخيراً ما نسبته 5.45 % في التخصصات القانونية, وبالنظر إلى تلك الأرقام, يتضح مدى حرص القائمين على البرنامج على تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والمؤكدة على قصر الابتعاث على التخصصات المتوائمة مع الاحتياجات التنموية للمملكة.

كما أنه يعكس مدى التنسيق الدقيق الذي يقوم به المتخصصون بوزارة التعليم العالي وكافة الجهات المعنية باحتياجات سوق العمل الحكومي والأهلي بالمملكة.

إن تركز المبتعثين في التخصصات التي يحتاجها سوق العمل تجعلنا نطالب الجهات المعنية بسوق العمل ببذل قصارى الجهد لإيجاد فرص العمل المناسبة لأبناء وبنات الوطن من خريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي وذلك بدلاً من العمالة الأجنبية التي ما زالت مسيطرة على مفاصل سوق العمل بكافة شرائحه.

- ما يميز المرحلة العاشرة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي, هو البعد عن عمومية التخصص والتركيز على التخصصات الدقيقة, حيث اعتمد القائمون على البرنامج (76) تخصصا ًدقيقاً شملت (23) تخصصاً في المجال الطبي, و(35) تخصصاً في المجال الهندسي والحاسوب, و(5) تخصصات في مجال العلوم الإنسانية إضافة لبعض التخصصات القانونية, ما من شك أن تركيز الابتعاث على التخصصات الدقيقة يعكس مدى الاحترافية في توجيه برنامج الابتعاث لخدمة الأغراض التنموية للوطن.

- ما يميز المرحلة العاشرة لبرنامج الابتعاث أيضاً قصر الابتعاث فيه على الجامعات المرموقة فقط, حيث لم تتجاوز الجامعات التي تم اعتمادها للابتعاث عن مائتي جامعة من مختلف الدول وقد تم الاعتماد على التصنيفات العالمية في اختيار تلك الجامعات.

- ما يميز المرحلة العاشرة لبرنامج الابتعاث الخارجي تزايد أعداد الطلبة والطالبات المبتعثين في مراحل الدراسات العليا (627 دكتوراه و1397 للزمالات الطبية و6741 لمرحلة الماجستير) ولم يتبق لمرحلة البكالوريوس سوى (1726) طالباً وطالبة جميعهم في التخصصات الطبية والصحية.

ختاماً, عندما وجه خادم الحرمين الشريفين قبل عشر سنوات باعتماد برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي, فإنما يدل ذلك على بعد النظر الذي يتمتع به حفظه الله, وما يؤكد ذلك تلك المكتسبات التي ستجنيها عملية بناء التنمية السعودية ولعقود زمنية قادمة, والتي سيشارك فيها بفعالية خريجو وخريجات برنامج عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي.

dralsaleh@yahoo.com

الأمين العام لمجلس التعليم العالي

مقالات أخرى للكاتب