11-11-2014

المبادرة المستنيرة

فاصلة:

((خير لك أن تحرث حراثة عميقة بدلاًً من أن تحرث حراثة عريضة))

كنا في مواجهة حادثة الأحساء نحتاج إلى من يؤكد أهمية التلاحم الوطني بالفعل، متجاوزاً التعاطف اللفظي والذي يملك أدواته لتأكيد أهمية قيم التسامح والسلام، لكن العمل يتجاوزه في الأثر والتأثير.

من هنا جاءت مبادرة أهل مكة كأجمل رد فعل على حادثة الأحساء المؤلمة..

وحملت فكرة الصديقة الدكتورة هتون الفاسي عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود أجمل معاني السلام، حين دعت لحملة تحت اسم «وفد مكة لصلة الأحساء»، ونسّقت مع أخواتنا وإخواننا رموز المجتمع المكي للتوجه إلى الأحساء صباح الجمعة، ومواساة أهل الأحساء ومشاركتهم في تشييع جثمان الشهداء.

د. هتون قالت لجريدة الوطن إنها فوجئت بكثرة المشاركين الراغبين في التوجه مع الحملة، فامتدت الحملة لتشمل، إضافة إلى مكة المكرمة، كلاّ من جدة والمدينة المنورة وجازان.

مثل هذه المبادرات التي تشع بالسلام تمنحنا تفاؤلاً بالغد، وتؤكد لنا أنّ مجتمعنا الطيب لا يمكن له أن ينجرف إلى الطائفية والنعرات، مادام أن أبناءه يمتلكون روحاً نابضة بالتسامح.

إنّ قيمة التسامح في وجدان المجتمع يمكن أن توفر عليه جهداً كبيراً يستهلكه في إطفاء نار النعرات، أو إخماد نيران الطائفية التي تفتك بالمجتمعات الإنسانية.

فالأصل في المجتمع أن يزرع التسامح حتى يجني ثمار السلام.

ربما قد حان الوقت لنكون أكثر شفافية في معالجة الفكر الساذج الذي يجعل من السنّة والشيعة قطبين متنافرين، كلٌّ منهما يعمّم على الآخر تجارب أو نماذج فردية في العادات الدينية ترفضها قناعاته الراسخة.

في الأصل نحن مسلمون وإسلامنا يرتكز على التسامح حتى مع غير المسلمين والتعايش معهم، ورسولنا الكريم لم يتردد عن زيارة جاره المريض اليهودي لاختلاف الديانة.

علينا ألاّ نتوقف عند حادثة الأحساء كمعالجة وقتية، بل ربما تكون هي سبباً في توعية المجتمع بأهمية احترام الإنسان في قالبه الإنساني مهما كان مذهبه، وربما تمتد إلى أن تكون سبباً لسن قانون يجرم السنّي والشيعي، إذا تسبب أحدهما في الإضرار بالآخر بسبب مذهبه.

فليحمنا الله ومجتمعنا من الفتن ما ظهر منها وما بَطَن.

nahedsb@hotmail.com

nahidbashatah@

مقالات أخرى للكاتب