12-11-2014

بانتظار «وصال»!

جميل أن نتفوق، أن نرتقي، أن نتعلم كيف نعيش أفراداً وجماعات ونستمتع بالحياة بأقصى ما أوتينا من قوة وقدرة، وليس من المستحيل توفير ذلك، فهو يتحقق من خلال تكريس وتضافر عدة عوامل، المعرفة، العلم، الإبداع، قوة العزيمة، الدأب والإصرار..

من أجمل الأشياء التي أحببتها في بريطانيا تلك الخدمات المتوفرة عبر الإنترنت وكيف استطاعوا الاستفادة من التكنولوجيا في تسهيل شؤون حياتهم إلى أقصى مدى ممكن من ذلك تأمين الكتب عن طريق البريد بعد طلبها عبر الإنترنت ويأتي موقع أمازون ليكون من أهم المواقع المستخدمة في هذا المجال حيث يوفر لك الكتاب بأسرع وقت ممكن حسب رغبتك، تتراوح هذه المدة مابين الخمس ساعات إلى 3 أو 5 أيام لتجد الكتاب في صندوق البريد الخاص بك (التابع مباشرة لمنزلك)، جربت هذه الخدمة لأكثر من مرة وكنت أشعر خلالها بسعادة عظيمة حيث تحقق توفيراً في الوقت والمجهود..

منذ فترة أردت الالتحاق بخدمة «وصال» التي تقوم بتوصيل البريد حتى عتبة المنزل بدلاً من التوجه بالسيارة في كل مرة إلى البريد لأقرب موقع بريد في الحي الذي أسكنه لإحضار البريد الذي يتراكم أحياناً لمدة شهر أو أكثر في حالة انشغالي أو تواجدي خارج مدينة الرياض.. طلب مني الموظف إحضار رقم صندوق البريد الخاص بخدمة وصال وهو موجود بجوار باب المنزل من الخارج، ولمزيد من الدقة فقد عمدت إلى تصويره بشاشة الجوال لضمان أعلى مستوى من الدقة، المضحك في الأمر أن الموظف أخذ يفتش طويلاً عبر جهاز الكمبيوتر، فهو لا يجد اسم الحي الذي أسكنه مطابقاً للرقم الذي سلمته له، سألني إن كنت متأكدة من اسم الحي، أكدت له بأن هذا الحي قديم لايقل عمره عن ثلاثين عاماً، ثم إنه يظهر مسجلاً على شاشة الجوال وهذا إثبات أكيد لا يقبل الشك، طلب مني أن أراجع الدعم الفني للبحث عن اسم الحي المفقود وقد استثقلت الأمر وتعجبت له، كم سأقضي من الوقت والجهد في النضال لأجل أن يصلني البريد إلى عتبة المنزل ؟!

**

يقول الحسن البصري: (إن من أخلاق المؤمن قوة في دين، وحزماً في لين، وإيماناً في يقين، وعلماً في حلم، وحلماً بعلم،... إلى أن يقول: لا يحيف على من يُبغض، ولا يأثم في مساعدة من يحب، ولا يهمز ولا يغمز، ولا يلمز، ولا يلغو، ولا يلهو، ولا يلعب، ولا يمشي بالنميمة، ولا يتبع ما ليس له، ولا يجحد الحق الذي عليه ولايتجاوز في العذر، ولا يشمت بالفجيعة إن حلت بغيره، ولا يُسر بالمعصية إن نزلت بسواه...).

**

رحم الله شهداء الأحساء وغفر لهم، وأنزل السكينة والصبر على ذويهم، جريمة الأحساء واقعة مؤسفة، محزنة، نتمنى ألا تتكرر بإذن الله وأن يديم الله علينا الأمن والطمأنينة والسلام.

مقالات أخرى للكاتب