الهوية والمنهجية بين الإبداع والتهافت

صدر عن مجلة دبي الثقافية كتاب (الهوية والمنهجية بين الإبداع والتهافت) تأليف أ. محمد وردي، وجاء في مقدمة الكتاب أن محاولة تأصيل مفهوم الهوية الثقافية في الخطاب الثقافي العربي المعاصر السائد في المرحلة الراهنة الأصيلة يتضح دون أدنى لبس أنه مفهوم يفتقد للأدوات المعرفية العربية الأصيلة بمعنى منهجيات البحث العلمي وتحديداً في مجال العلوم الإنسانية، أي أنه يستقي أدواته المعرفية من منهجيات البحث الغربي، ما يعني أنه لا يلحظ بالمطلق جملة من الشروط الفرعية والرئيسية التي يفترض أن تحكم أدوات البحث.

الهوية الثقافية العربية أنتجتها عبقرية الصحراء الفذة التي قدت العربي من أديمها وصقلت شخصيته بلهيبها وخصبها، وخلقت فضائله ومكارمه من نقاء بواديها وصفاء فضاءاتها اللا متناهية.

ويؤكد المؤلف أن بعث الهوية واستعادة روح أصالتنا هما السبيل الوحيد إلى المشاركة في الرقصة الحضارية المعاصرة والتخلص مما نحن فيه من وهن.

ويهدف البحث إلى إبراز تهافت مقولة بعض الدراسات الداعية إلى دفن الهوية في مقبرة الماضي وعدم جدوى بعثها من رقادها، إلى جانب إبراز أهمية استنبات بذرة قيمة الإباء ورعايتها، لتفرخ وتزهر من جديد فروع ناموس محاسن الأعمال ومكارم الأخلاق العربية بحلة إنسانية جديدة تضيف لإرث الآباء والأجداد خصائص جديدة تبهر العالم، كما يقول الشاعر:

لسنا وإن كرمت أوائلنا

يوماً على الأحساب نتكل

نبني كما كانت أوائلنا

تبني ونفعل مثلما فعلوا

وفي خاتمة الكتاب قال المؤلف:

ان قيم مكارم الأخلاق هي ثقافة عربية بامتياز، وهي قيم إنسانية عالمية لها خصوصية تبرز ثقافات الأمم وستبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، لأنها فطرة الخلق التي فطرنا عليها فاطر السموات والأرض ولأنها ربيبة جدلية الصحراء العبقرية بكل المقاييس، وما أصابها من ضمور أو تراجع في دورها أو تأثيرها على الشخصية العربية خلال عصور الانحطاط لا يعني اضمحلالها أو موتها، فلصيرورة التاريخ تجلياتها، ولقانون تعاقب الحضارات في الدورة الكونية نواميسه التي حكمت السلوك البشري من فجر التاريخ، وأمة العرب شأنها في ذلك شأن بقية الأمم، وكان يجب أن تدفع ضريبة تغييب الناموس الذي فطرت عليه. وآن الأوان لعودة الروح العربية الأصيلة.