قصة قصيرة

حينما يموت المؤلف

أنت لست أكثر من نص، لذا هي تتجاهلك، نصك البشري لا يختلف عن قوارير المياه الغازية الفارغة المعدة للاستهلاك، أنت لست أكثر من كائن ورقي مجوف يتسول القراء.

قلبها الزجاجي الأنيق وضحكتها الأرستقراطية يوحيان لك أن روحك الشعبية الممزوجة برائحة الكتب القديمة لا يصلحان لها بتاتا، هي لا تحبك ولا ينبغي لها، هي مثقفة تحشدك تحت مجهرها الذوقي لتختبر آراءها وقناعاتها التي تتبدل كل فترة كتقلبات مناخية حادة، هي... لا تحبك.. لا تفتعل نقاشا معها... خدعتك غدت تقليدية.

لن تفتح لك عواصم قلبها العصرية، لأنك مجرد صعلوك بليد، تغلق نصوصك وتدفنك معهم! تمط شفتيها لصديقتها:

نصوص جيدة.

تعلق صاحبتها: شاعر جميل!

تقاطعها: لا شأن لنا بـ(منتج) النص، تقهقه: أما سمعت عن (موت المؤلف)!

أسمعها وأنا محشور بين أصابعها.

- يحيى عبدالهادي العبداللطيف