16-11-2014

هل يعيد فيلسوف الرؤساء العراق للحضن العربي..؟

جاء الرئيس العراقي فؤاد معصوم للرياض حاملاً أملاً بعودة العراق الشقيق للحضن العربي بعد سنوات وسنوات من الاختطاف الفارسي. فؤاد معصوم كردي العرق عربي اللسان، فيلسوف الرؤساء، فهو يحمل درجة الدكتوراه من جامعة الأزهر, متضلع في العلوم الإسلامية واللغة العربية, صاحب مبادئ راقية، فلم يُعرف عنه دخوله في صراعات سياسية، ولا نزاعات طائفية، وهذا يجعلنا ننظر لهذا الرجل نظرة تفاؤل.

في تصريحات صحفية أكد الرئيس فؤاد معصوم بأن العلاقات مع إيران لن تكون على حساب العلاقات مع المملكة العربية السعودية, مثمناً مواقف المملكة المشرفة.

كما أكد على أهمية العلاقات الخليجية مع العراق بشكل عام، وأن زيارته للمملكة جاءت بتوافق سياسي وديني على أهميتها وقال: نعلق آمالاً على الزيارة، لا سيما أنها مدعومة من كل الجهات السياسية والدينية في العراق، مؤكداً أن مراجع النجف أجمعوا على أهمية العلاقة مع دول الخليج ومنها السعودية.

لقد عصفت بالعراق الشقيق عواصف عاتية جاءته من كل حدب وصوب, فاختل توازنه, وضاعت أرضه ونفطه ورجاله، وما ذلك إلا بسبب بعده عن أمته العربية وارتماؤه في الأحضان الفارسية التي لا تضمر لهذا الوطن العربي بكل تأكيد أي خير, بل تضع مصالحها فوق كل اعتبار.

المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس إلى عهد عبدالله بن عبدالعزيز تُعد الدولة العربية الأكبر حرصاً على أي قطر عربي وخاصة دول المنطقة, ومواقفها من العراق على مر التاريخ كانت تتصف بكل صفات الأخوة والحرص على إنسان وأرض وثروات العراق, وشواهد التاريخ أكثر من أن تحصى. في أكثر من مناسبة وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز نداءاته للساسة في العراق بأن يكونوا صفاً واحداً ضد من يريد بهم وببلادهم السوء،وحذرهم بأن ما يحصل من تقاتل إنما يُراد منه السيطرة على ثروات ومقدرات العراق الشقيق.

الرئيس معصوم جاء بلغة مختلفة تحمل أملاً في وضعٍ عراقي مختلف يعيد التوازن للمنطقة, ويحفظ للعراق كرامته وانتماءه الأصيل لأمته. لفت انتباهي في تصريحات الرئيس معصوم توازنه وحكمته وحرصه على أن يفي بما يقوله لخادم الرحمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, وهذه نقطة مهمة تُحسب لفخامته, فما اعتدناه من غالبية الساسة أنهم يقولون خلاف ما ينوون فعله.

المملكة العربية السعودية ممثلة لكل دول الخليج العربية بلا شك حريصة أشد الحرص على استقرار العراق وسلامة إنسانه وأرضه، ومستاءة أشد الاستياء من الهيمنة الإيرانية على هذا البلد العربي الأصيل, كون هذا الهيمنة طائفية بغيضة, بسببها فرقت مجتمعاً كان آمناً متعايشاً لا يعرف هذه الطائفية ولا هذه الفئوية الكريهة.. نتمنى أن نرى ما سمعنا من فخامة الرئيس فؤاد معصوم واقعاً يعيد الأمور لنصابها، بعودة العراق لأمته. والله المستعان،،،

almajd858@hotmail.com

تويتر: @almajed118

مقالات أخرى للكاتب