17-11-2014

من يحكم أمريكا؟!

تحدثنا عن ايباك، التي تسيطر على الاقتصاد والإعلام الأمريكي، وكيف أنها تعين من تريد، وتعزل من لا تريد، حسب قرب السياسي الأمريكي وبعده من الاهتمام بابنتها المدللة إسرائيل. وكم من الساسة الأمريكيين تبخرت أحلامهم، وتكسرت على صخرة المبادئ الأمريكية الحقيقية التي يؤمنون بها؛ إذ تشترط ايباك أن يكون السياسي الأمريكي أداة طيعة بيد صانع القرار الإسرائيلي، كما أن على السياسي الأمريكي أن يكتم مشاعره الحقيقية تجاه إسرائيل، وإلا فإن مصيره الأسود المحتوم قادم لا محالة. وأنصح بهذه المناسبة بالاستماع لما هو متاح من الأشرطة المسجلة للرئيس ريتشارد نيكسون أثناء رئاسته (1968-1974)؛ إذ إن هذا الرئيس، الذي استوزر الصهيوني العتيد هنري كيسنجر، وخدم إسرائيل كما لم يفعل أحد من قبل، كان في جلساته الخاصة مع المقربين منه يشتم اليهود، ويحتقرهم، وهذا كله مسجل، وموثق!!

هل تظنون أن الرئيس الأمريكي - أي رئيس - يسعد بخدمة إسرائيل، ولا يشعر بالذل من الإهانات التي توجَّه له بسبب ذلك؟ وهل تظنون أن الرئيس الحالي باراك أوباما سعيد وهو يبدو ضعيفاً ومهزوزاً لا حيلة له أمام زعيم صهيوني متغطرس، مثل بنيامين نتنياهو؟! كلا، إنهم يشعرون بالألم والحرقة، ولكن لا خيار لهم؛ فإما أن تحقق طموحك برئاسة أعتى قوة عالمية باشتراطات ايباك، أو أن تخسر أحلامك بالزعامة. وليس كل السياسيين مثل رالف نادر ورون بول، اللذين ضحيا بالزعامة في سبيل المبادئ والإخلاص للوطن، وللقيم الأمريكية الحقيقية. وعلى من يعتقد أن من يتزعم السياسة الأمريكية حالياً هم خيرة الساسة أن يعيد حساباته؛ فمن ترون الآن هم الانتهازيون، الذين تهمهم مصالحهم الشخصية، لا مصالح أمريكا. ولو قُدر للتاريخ أن يغير شيئاً فسترون زعامات حقيقية، لا تشبه من ترون الآن!!

ايباك هي التي صنعت نجماً سياسياً بارزاً من السيناتور جون مكين، الذي يعتقد كثير من الأمريكيين أنه يعاني أمراضاً نفسية مستعصية، نتيجة مشاركته في حرب فيتنام، واعتقاله أسير حرب لمدة طويلة. وايباك هي التي حاولت - وفشلت - في صنع نجم سياسي من حاكمة ولاية الاسكا، العبقرية سارا بالين، التي تعتقد أنها خبيرة في الشأن الروسي؛ وذلك لأنها تستطيع رؤية موسكو من منزلها في الاسكا!! وهل يستطيع أحد، غير إعلام ايباك، أن يصنع سياسياً بارزاً من المرشح الجمهوري السابق ميت رومني؟ ومن أراد أن يعرف المزيد عن ايباك فليسأل الرئيس الجمهوري البارز، وبطل تحرير الكويت، جورج بوش الأب. والحديث سيتواصل.

ahmad.alfarraj@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب