18-11-2014

(مبروك) عودة السفراء!

كل مواطن خليجي صادق ومُخلص، هو اليوم في (قمة السعادة)، بقرار عودة السفراء إلى الدوحة، والذي يعد بمثابة (صفعة قوية) في الوجه البغيض لأعداء الوحدة، فقد كان قراراً حكيماً في الوقت المناسب، كسب به أبناء (الخليج)، وخسر المراهنون، والمزايدون على مصيرنا المشترك.

منذ أن بدأت أزمة (سحب السفراء) وهناك أقلام تتغنى عن الانشقاق، وأحبار تسيل على الصفحات لتراهن على فشل المشروع الخليجي (لدول مجلس التعاون)، هناك من الأعداء من يدسون (السم في العسل) في كتاباتهم بأخبار مختلقة، وتحليلات جوفاء حول انسحابات، وسحب عضويات، كانوا يتحدثون عن الأزمة الداخلية، وهم غير مدركين لطبيعة الرابط الأخوي بين (دول المجلس)، والمصير الواحد لشعوب المنطقة، هؤلاء (كانوا وما زالوا) يجهلون العلاقات الخاصة، والمصالح الأبدية المشتركة بين دول الخليج، حتى وإن عاش بعضهم بيننا لسنوات إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة إدراكهم لمعنى الوحدة التي تعيشها وتطمح لها الأجيال الخليجية المتعاقبة؟!

(قمة البشائر) في الرياض برئاسة خادم الحرمين الشريفين، والتي تم فيها التوصل إلى اتفاق (الرياض التكميلي) يدل على قدرة (الكيان الخليجي) على حل ما قد يعتري طريقه من (الخلافات الأخوية)، أو التحديات القادمة بتجربة ناجحة، لترسيخ روح التعاون الصادق والتأكيد على المصير المشترك، وما حدث كان بمثابة (الجرعة التحصينية) لأبناء الخليج ليواصلوا مسيرتهم المباركة، رغم كل ما يدور حولنا من (قلاقل وفتن)، وهي نتائج مُبهرة قطعت الطريق على كل متربص وحاقد يسعى لشق (الصف الخليجي)، فنحن اليوم ننظر إلى الأمام بروح التفاؤل والأمل!

كل تجارب الوحدة السياسية حول العالم (كالاتحاد الأوربي) وغيره تشهد في بعض الأحيان تبايناً في (وجهات النظر) بين بعض الدول المجتمعة، أو المتحدة، وهذا الخلاف أو الاختلاف حول قضية معينة، يزيد من وحدة وتماسك تلك (التكتلات) فور تجاوزه، ونحن في (دول المنطقة) نزيد بخصوصيتنا، وتركيبتنا الاجتماعية، والتي تبطل كل (القراءات والتوقعات) لأن ما يجمع بيننا هو وحدة شعوب، ووحدة أرض، ووحدة مصير، ووحدة دم، قبل أن يكون وحدة قرار سياسيى أو قوة عسكرية أو اقتصادية.

السعادة اليوم تغمر كل (شعوب الخليج) بهذه الخطوة المُفرحة والمُباركة، ولسان الحال يقول شكراً خادم الحرمين الشريفين، شكراً لكل قادة الخليج، ونحمد الله على تجاوزنا لهذه الأزمة العابرة، والتي كشفت لنا (الصديق من العدو)!

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب