19-11-2014

المسنون في المملكة 1-2

يقدر عدد المسنين في المملكة الذين تجاوزوا من العمر 60 عاما نسبة 6-5 % من عدد السكان ويتوقع زيادة هذا الرقم خلال السنوات العشر القادمة ليصل إلى 10% وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية. أي أن الرقم يتضاعف بتزايد أعداد السكان، وبالتالي سيصل عدد المسنين فوق الخمسين عاماً إلى ثلاثة ملايين خلال العشر السنوات القادمة، على افتراض بلوغ سكان المملكة 30 مليوناً.

تبدأ الاعتبارات الاجتماعية بتحديد المصطلح، العجزة، المسنين، المعمرين، كبار السن، الشيوخ... أعتقد أن كثيراً من كبار السن لا يفضلون استخدام مصطلح العجزة لما يوحي به من عجز، وكلمة المعمرين أيضا شبه متفق عليه أنها تعني من وصلوا مراحل متقدمة من العمر، وبالتالي فإن المسنين أو كبار السن هي الأكثر قبولا. ولست متأكداً إن كان الجميع يقبل أن يطلق عليه كبير سن، أم لا! السن الذي نتحدث عنه اختلفت الدراسات في تحديده وإن كانت منظمة الصحة العالمية ترى أن سن الخمسين عاما هو الحد الفاصل، وترى دراسات أخرى وخصوصا الاجتماعية أن السن الفاصل بين المسن وغير المسن هو الستون عاما. وبالذات كون هذا السن هو سن التقاعد في غالبية الأنظمة المدنية وتوقف النشاط الوظيفي الرسمي للأشخاص. لا أعلم عن دراسات محلية توضح تقبل أصحاب الشأن المسنين لقضية المصطلح هذه، وربما يكون هناك مصطلحات لغوية أو اجتماعية أكثر قابلية، لدى المجتمع والمعنيين بهذا الموضوع. قضية المصطلح كانت حتى عهد قريب وربما لا تزال محل جدل.

القضية الاجتماعية الأخرى، التي يبدو أنها تحسنت كثيراً في هذا الشأن، هي الخلط بين تقديم خدمات منظمة للمسنين ومدى تعارضها مع مبدأ حقوق الوالدين، وخشية البعض أن يكون التوسع في الخدمات المقدمة بشكل منظم لكبار السن في المؤسسات والمطالبة بخدمات خاصة لهم، مدعاة إلى عقوق الأبناء للآباء والأمهات، والاتكاء إلى ما تقدمه هذه المؤسسات. هذا يضع بعض المهتمين في حرج من هذه الناحية، وهي مسؤولية القائمين على هذه المؤسسات والخدمات بتوضيح نوعية الخدمات المقدمة وكونها تخصصية وذات فائدة صحية واجتماعية واقتصادية، ولا تتعارض مع حقوق الأبناء تجاه آبائهم. بل إن الالتحاق ببعضها يعتبر من البر بالوالدين، وخصوصا تلك التي تعني بالنواحي التي لا يمكن تقديمها عن طريق الأفراد.

رجال الدين والمصلحين الاجتماعيين كذلك مهمتهم توضيح وجهة النظر الدينية والاجتماعية تجاه مصطلح عقوق الوالدين وأهميته التي يجب أن لا تكون على حساب صحة ومشاعر الوالد أو الوالدة. على سبيل المثال نتفق على أن إيواء مسن بصحة جيدة في دار إيواء لمجرد عدم رغبة الابن في عيش كبير السن معه يعتبر عقوقا، ولكن اشتراك كبير السن بمركز اجتماعي أو ترفيهي أو صحي يقضي فيه جزءاً من وقته اليومي سيسهم في تحسن صحته النفسية والبدنية والاجتماعية ولا يعتبر عقوقاً بل ربما مطلباً، لما له مردود إيجابي على كبير السن. احتياجات المسن ليست مجرد الأكل والشرب والتوصيل حتى نكتفي ببره عن طريق خادمة أو سائق، مع عزله عن المجتمع المحيط.

المؤكد أننا نحتاج مزيداً من الدراسات الاجتماعية التي تبين مدى رضا كبار السن بالمملكة عن أوضاعهم، مدى شعورهم بالتقدير أو العزلة، مدى حاجتهم إلى مراكز أو برامج اجتماعية مؤسسية.

كان ذلك عن بعض الجوانب الاجتماعية و في المقال القادم نتعرض للجوانب الصحية ومقترحات تتعلق بموضوع المسنين في المملكة.

malkhazim@hotmail.com

لمتابعة الكاتب على تويتر @alkhazimm

مقالات أخرى للكاتب