20-11-2014

حرب دينية بين المسلمين واليهود

لا يُمكن لأي إنسان مهما كان انتماؤه الديني أن يُؤيد انتهاك حرمة معبد وقتل المتعبِّدين فيه، حتى وإن كانوا أعداء له.. وهو موقف جميع المسلمين من الاعتداء الذي تعرَّض له الكنيس اليهودي في القدس الغربية، ولكن ما الذي دفع الشابين المقدسيين إلى مهاجمة من كانوا في الكنيس اليهودي في القدس وقتل خمسة يهود، منهم: ثلاثة أمريكيين وبريطاني وضابط إسرائيلي.

جميع التحليلات حتى الصادرة من كتّاب ومحللين إسرائيليين ويهود إمريكيين وبريطانيين، تؤكد بأن الذي دفع الشابين الفلسطينيين المقدسيين، هو رد فعل طبيعي لما شاهداه وتابعاه من انتهاكات واعتداءات متكررة من يهود متطرفين على المسجد الأقصى، وقد حذَّر العديد من السياسيين والكتّاب العرب، وتبعهم أمريكيون وغربيون وحتى إسرائيليون من غير المتطرفين من أن محاولات اقتحام المسجد الأقصى من قِبل المتطرفين اليهود سيقود المنطقة إلى حرب دينية بين المسلمين كافة واليهود، فالمسجد الأقصى ليس بموقع ديني عادي، بل هو القبلة الأولى للمسلمين وثالث الحرمين الشريفين.

والمسلمون ينظرون إليه كأثر ديني مقدس لا يجب المساس به، وتجرؤ اليهود المتطرفين وبتحريض من الساسة المتشددين، لن يجعل الإسرائيليين جميعاً داخل الكيان الإسرائيلي ولا اليهود خارجه يُهنئون، ومثلما أن لدى اليهود متطرفين فلا بد أن للمسلمين متطرفين أكثر، ولهذا فإن الأخطار متوقعة تجاههم، وإذا كان الشابان الفلسطينيان قد نالا من رواد المعبد اليهودي داخل القدس الغربية، وفي قلب الكيان الإسرائيلي المحتل، فما بالك بالمعابد اليهودية الأخرى، وهذا ما يحمِّل الدول التي تحوي مثل هذه المعابد والمصالح الإسرائيلية واليهودية أعباء كبيرة في حماية وحراسة تلك الأماكن، لهذا ولمصلحة هذه الدول ولمصلحة إسرائيل أولاً هو قيام هذه الدول وبخاصة الحليفة لإسرائيل بالضغط على قادتها وسياسييها حتى يتوقفوا عن التحريض على انتهاك حرمة الأماكن الإسلامية المقدسة وبخاصة المسجد الأقصى، وأن يكفوا عن الإساءة للمسلمين، وحتى المسيحيين في القدس وغيرها من المدن الفلسطينية، إذ إن المسلمين أكثر منهم وأقدر على الوصول إليهم، ومبادرة الدول الحليفة لإسرائيل واجبة ومطلوبة الآن قبل اندلاع حرب دينية بين المتطرفين اليهود والمتطرفين المسلمين.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب