20-11-2014

اللمبي والباراشوت

«الباراشوت» جهاز يشبه المظلة يستعمل لإبطاء هبوط جسم نازل من الغلاف الجوي. لن أخوض في تاريخ الفكرة، ومن نفذها أولاً لأن المعلومات غير واضحة، ولا تعني قارئ هذه الصفحة كثيراً. لكن الفكرة الأساسية تدور حول تأمين سلامة الجسم الهابط من السماء لأهميته.

لكن هذا الجهاز أسقط في وسطنا الرياضي المحلي أناساً لا علاقة لهم بالرياضة من جهة، أو الإعلام من جهة ثانية، فحضروا على المشهد الرياضي والإعلامي المحلي بلا تاريخ أو مؤهلات إعلامية تتيح لهم التواجد، أو تشفع لهم بالبقاء .. جاؤوا بواسطة « باراشوت « .. القرابة أو الصداقة .. أو « باراشوت .. الأخوياء» .. ولم يكتفِ هؤلاء بالتواجد أو البقاء في الظل بل إنهم وبكل وقاحة «تصدروا» المجلس ..

فهذا ينظر في علم الإدارة.. وهو لا يعرفها إلا اسماً ، وآخر يقيم مدربين ولاعبين وهو لم يمارس كرة القدم، وثالث يصنف الإعلام الرياضي وهو لم يدرس الإعلام أو حتى يكتسب في مجاله خبرة الممارس الذي عركته ميادين الصحافة مراسلاً ومحرراً ومسؤول تحرير .. فجأة وجد نفسه يكتب مقالاً وينظر، أو مدير مركز إعلامي، أو يخرج محللاً ومنظراً بواسطة رفيق سهرة، أو صديق ميول.

من مساوئ هذا «الباراشوت» في وسطنا الرياضي والإعلامي أنه أنتج إداريين ومحللين وإعلاميين من فئة «اللمبي» وهي تلك الشخصية التي قدمت للجماهير العربية الممثل المصري محمد سعد، وقدمت للسينما العربية نوعية رديئة من الأفلام فقيرة الجودة والفكرة، وغنية بالتهريج والتسطيح.

فمثل الذي وجد نفسه مذيعاً فجأة بـ»باراشوت القرابة» لن يقدم للساحة الرياضية إلا من هم في ميوله ومستواه .. فدعم « اللمبي» الذي يهرف بما لا يعرف، وقدم « لمبي الطخامة» الذي لا تملك نفسك من الضحك أولاً وأنت تسمع لهرطقاته قبل أن تشفق على حاله.

والمعد الذي هبط على القنوات الرياضية بالباراشوت وهو في الأصل لم يتخصص أو يدرس الإعلام ، ويعمل متعاوناً صار فجأة هو الكل بالكل .. فهل تتوقعون أن يقدم معدين متخصصين ودارسين للإعلام؟ .. طبعاً لن يفعل .. ولضمان بقائه وسيطرته سيتيح الفرصة لمن هم على شاكلته لتأتي النتيجة مطابقة للخلطة العشوائية العجيبة « لبن سمك تمر هندي» !

في إحدى المناسبات سألت واحداً من هؤلاء المعدين كيف توفق بين مهنتك كمدرس ومسؤولياتك المتعددة في القناة، فأجابني، واسمعوا لإجابة «السوبر مان»: « أذهب مواصلاً للمدرسة، وأخرج منها ظهراً للبيت، أنام فوراً حتى صلاة المغرب، أستيقظ ومباشرة إلى القناة حتى الفجر» .. مثل هذا هل سيستفيد منه الطالب أو وزارة التربية والتعليم؟، هل سيقدم عملاً إعلامياً احترافياً يستطيع مقارعة قناة رائدة مثل بي إن سبورت ويستفيد منه المتلقي؟ بل هل سيتابع شؤون عائلته وأبنائه وأحوالهم الدراسية والمعيشية؟.

ذات مرة .. قدم مقترحاً جهنمياً بأن يقدم «اللمبي» برنامجاً رياضياً يلعب فيه دور المذيع.. تخيلوا لاعباً سابقاً تاريخه مليء بالمشاكل.. «فقير» الثقافة ولغته ركيكة غير واضحة ومصاب بعقد نفسية متعددة بخلاف أنه فاقد لصفة الإعلامي أصلاً .. يقترح ويدعم من جاء لرياضتنا بالباراشوت تقديمه للمتلقي الواعي مذيعاً.. وقس على ذلك كثير.

هذه «فهلوه»، وامتهان لمهنة ورسالة الإعلام بمباركة من مُلاك ومسؤولي القنوات الرياضية وهيئة التلفزيون، وهيئة الصحافة، ووزارة الثقافة والإعلام.

من جاء لرياضتنا، وإعلامنا الرياضي بـ»الباراشوت» وتقلد مناصب لا يستحقها، فلن يقدم لنا إلا من هم على شاكلة « اللمبي « وأشباهه .. والمتضرر وسطنا الرياضي الذي يزداد احتقاناً، وتعصباً، وعنصريةً، وفساداً .. ومن حولنا يتفرج ويضحك علينا.

طوروها .. أو اتركوها

دورات الخليج بنظامها، وأسلوبها الحالي باتت تشكل عبئاً اقتصادياً، ورياضياً، وجماهيرياً، وتجاوزت ذلك إلى الإضرار فنياً على الدوريات والأندية الخليجية التي قد تخسر نجومها بسبب الإصابات دون أن تحقق مردوداً فنياً مفيداً.

العمل عندما يتكرر بذات الأسلوب، والطريقة دونما ابتكار، أو تطوير يتحول إلى روتين ممل .. فالمشهد الكروي للدورة يسحل إخفاقاً فنياً، وتهديفياً وغياب للنجوم .. والمشهد الإداري عنوانه «لا جديد»، والمشهد الإعلامي مازال يجتر مقاولوه من الإعلاميين إياهم والذين لا نراهم إلا في مثل هذه الدورات ذات البرامج المقززة تارة.. والمثيرة للشفقة على فكر عقول رغم بلوغ أصحابها من العمر عتياً إلا أنهم مازالوا يعيشون مراهقتهم المتأخرة بأحاديث وحوارات «يطقطق» عليها مشاغبي «تويتر» قبل عقلائه!

لذلك أضم صوتي إلى صوت الأمير خالد الفيصل صاحب فكرة البطولة، وعرابها، وأدعو إلى تطوير الدورة بأن تصبح أولمبياداً خليجياً يقام كل 4 أعوام يسهم في تطوير ألعابنا المختلفة، وتقديم نجوم كرة قدم من الفئات السنية أو القطاع الأولمبي.

أخيراً ...

الإداري « الإقصائي « مثله .. مثل « المتعصب « لا يسمع إلا صوته، ويرفض تغيير الموضوع

@samialyousif

مقالات أخرى للكاتب