21-11-2014

طباعة القرآن الكريم ونشره

نزول هذا القرآن الكريم على قلب رسوله صلى الله عليه وسلم نعمة من أجلّ وأعظم النعم لكونه المصدر الأول للتشريع، والنور الذي يهتدي به الخلق إلى طريق الله المستقيم تصديقاً لما ورد في صفة القرآن الكريم: «كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ} (1-2) سورة الجن، من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم»، وقوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً، كتاب الله وسنتي».

ولأن العناية بالقرآن الكريم طباعة، ونشراً، وحفظاً، وتجويداً من أبرز وسائل العناية والرعاية التي تعدّ من أجلّ الطاعات، ومن أفضل القربات فقد حرص ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية - يحفظهم الله - على العناية بالقرآن الكريم تحكيماً لتشريعاته، وتخلقاً بأخلاقه، واتباعاً لهديه. هذا فضلاً عن العناية الفائقة بالقرآن الكريم طباعة ونشراً وتوزيعاً وترجمة إلى لغات العالم من خلال مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.. فقد طبع ما يزيد على 270 مليون نسخة من مختلف الإصدارات.. إضافة إلى التشجيع على حفظ القرآن وتلاوته وتجويده ورصد الجوائز القيمة لذلك من خلال مسابقات القرآن الكريم الدولية والمحلية التي تنظم سنوياً بتوجيهات سديدة ورعاية كريمة. ولأهمية طباعة القرآن الكريم ونشره فقد عقد مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف عدة ندوات في هذا المجال في أعوام ماضية في عدة موضوعات مثل:

طباعة القرآن بالمدينة المنورة.

طباعة القرآن ونشره.

عناية المملكة العربية السعودية بالسنة والسيرة النبوية.

ترجمة معاني القرآن الكريم (تقويم للماضي وتخطيط للمستقبل).

ونتاج هذه الندوات مئات البحوث في مختلف المواضيع التي تخدم القرآن الكريم وعلومه بالإضافة إلى ما أنتجه المجمع خلال السنوات الماضية، ويأتي انعقاد هذه الندوة المباركة الجديدة من قبل مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف تحت عنوان: (طباعة القرآن الكريم بين الواقع والمأمول) في إطار هذه العناية الكبيرة التي تُوليها المملكة العربية السعودية للقرآن الكريم، وتلك الرعاية المتواصلة من ولاة الأمر - يحفظهم الله - بجميع الجوانب التي تتعلق بالقرآن الكريم وعلومه، والتي تهدف إلى نشره في جميع البلدان الإسلامية لتنشئة الأجيال الجديدة من أبناء المسلمين تنشئة إسلامية صحيحة، على هدي كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتحصينهم ووقايتهم من الانحرافات الفكرية والشبهات العقدية التي تُبعدهم عن دين الله القويم، وعن صراطه المستقيم.

أدعو الله أن يبارك في ولاة أمر هذه البلاد المباركة على ما قدموا ويقدمون للمسلمين في جميع المجالات وأن يجزيهم عن ذلك خير الجزاء، وأن يوفقهم للمزيد من هذه الأعمال الخيرة المباركة، وأن يُوفق هذه الندوة المباركة حتى تخرج بنتائج طيبة، وثمار علمية قيّمة تنفع الإسلام والمسلمين في مجال القرآن الكريم وعلومه.

- الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية

مقالات أخرى للكاتب