23-11-2014

اقفزي... ولا تقودي !!

يقولون: اتركوا قضايا المرأة للمرأة للتحدث عنها، ثم يتم تهميش المرأة باشكال وعادات وتقاليد وفتاوى مختلفة،وتهميش متعمد ووعيد وتخويف، حتى لا تكون قادرة على التعبير عن نفسها!

ومن تستطع إلى ذلك سبيلاً، ستحل عليها شتائم تحت ستار النقد، وقذف يصل إلى النخاع، وهجوم لم يتوقف من الأمس واليوم وغداً.

والباقيات الكاتبات المفكرات الأديبات، والمنتجات يتجهن إلى العمل تحت الحد الادنى من الأضواء وخوفا أو مللا أو زهدا.

ثم يقال: لا تناقشوا قضايا المرأة واتركوها للنساء!، هنا وهنا فقط تصبح المرأة مؤقتا كائنا مستقلا وله كينونته، لا تحتاج إلى الزوج أو الأب، أو الأخ أو حتى الابن لنقل همومها وعوائقها ومعاناتها، هنا وهنا فقط يصبح الاعتراف بدورها ومشاركتها شكليا، فيما هم على الجانب الآخر يمارسون أقصى اساليب القمع والتشتيت والإرهاب ضدها.

تصبح درة وجوهرة وملكة مؤقتا لدواعي الجدل والتخدير وحسب. تصبح كذلك بشكل غريب جدا حينما يطالب أو حتى تطالب بحقوقها، ثم تقفل الصفحة، تغلق المساحة في وجهها لتعود الملكة مقموعة في الظل والظلام.

في الأخبار : أصيبت فتاة برضوض وإصابات متوسطة، بعد قفزها من السيارة أثناء سيرها في أحد شوارع الدمام، جراء تحرش السائق بها لفظياً.

وقال المتحدث الرسمي لشرطة المنطقة الشرقية «الفتاة أبلغت مركز شرطة شمال الدمام ، عن تعرضها للتحرش اللفظي من سائق سيارة أجرة (ليموزين)، أثناء إيصالها إلى أحد المواقع، ما اضطرها إلى مغادرة مركبة الأجرة وهي في وضع السير للهرب منه».

وفي الرأي: كتبت - المراة- الزميلة بشائر محمد في جريدة الوطن التعليق التالي:

قيادة المرأة للسيارة المعضلة السعودية الكبرى التي ما زالت تتجاذبها أطراف ومحاور عدة بين مؤيد وممانع، ومتفرج وطامح، ولا نعرف حقيقة مصدر المنع على وجه الدقة حتى الآن، وما أسبابه. فعلماء الدين شأنهم شأن عامة الناس بين مؤيد ورافض، والنخب المسؤولة والمؤثرة أيضا، انقسمت إلى ذات القسمين الرئيسين بين «مع أو ضد»، أما النساء، العنصر المتضرر في القضية، سبب النزاع، فليس بيدهن من الأمر شيء، سوى الانتظار وتقديم القرابين لأشباح الموت والتحرش والابتزاز، والابتهال إلى الله سبحانه وتعالى بتفريج هذه الكربة سريعا.

وعلى من تتجرأ منهن اللجوء إلى القفز خارج المركبات ما أمكنها ذلك، في حال تعرضها لحادث مروري أو تحرش لا سمح الله، ويعدّ القفز من المركبات آخر الحلول المطروحة، وأكثرها مثالية ونفعا لعلاج أخطر الآثار المترتبة على معضلة منع النساء السعوديات من القيادة. فعلى النساء الاستمرار في القفز، حتى تتوصل كل الأطراف المختلفة في قضية القيادة إلى حل يرضي جميع الأطراف، وكل قفزة والنساء بخير.

كالعادة سيقال انها حالة فردية، أو فبركة صحفية، أو..أو... حتى تموت الواقعة، كما أهملت المئات غيرها بصمت وتواطؤ، فالهدف في النهاية ان تبقى المرأة تحت رعاية ووصاية كاملة من الولادة إلى القبر، وهذا أشد أنواع الوأد التي لازالت بعض النساء تقاومه، لتكون مواطنة مكتملة الحقوق والواجبات، لها حق الاختيار دون تجاذبات، أو مساومات.

@AlsaramiNasser

مقالات أخرى للكاتب