26-11-2014

ما دور العميل في تقييم موظفي قطاعات الخدمات..؟!

ترتبط بمن تتعامل معه بعلاقة تقدير حين يكون تعامله بخلق حسن، وأنت لا تعرفه إلا من خلال عمله..

وتتوطد بينكما علاقة التقدير حين ينمو بما تتلقاه منه من مزيد رحابة، وأريحية, وبذل.. وسرعة إنجاز, ودقة ضبط, وإحكام في الوقت، وقدرة تنفيذ في المواقف، دون أن تشعر بأنه يميزك عن غيرك من العملاء؛ فكل العملاء عنده سواء.. مع ملاحظتك قدرته في الخلوص من مآزق الحالات الاستثنائية، وهو يقدرها ويواجهها بما تستحق من عناية؛ فتمتن منه أنت، ويتعاون معه جميع العملاء لخُلقه الراقي..

هذا الموظف المميز في جهة خدمتك إن علمت فجأة أنه ترك عمله، وحين تبحث عن الأسباب تجدها في مديريه، الذين لا يثمنون تميزه, ولا يقدرون بذله, ولا يقيمون أهمية تعامله المميز رأس نجاح مؤسسته مع العملاء؛ إذ هو أول سلمات نجاحه في عمله, ومن ثم كسب مؤسسته سمعة فائقة تقديراً، وإقبالاً..

هذه النتيجة إن علمت قد نزلت بهذا الموظف الحيوي، والفاعل، ماذا سيكون دورك كعميل ذي ارتباط تفاعلي مع هذه المؤسسة التي تمثل أنت وهو العلاقة الهرمونية لنجاحها..؟

أليس من حقك أن تشارك في رفض أي موقف يمس هذا الموظف الذي لم تقدره جهة عمله؟ وحين تتوالى الأسباب تكون جميعها منصبة في مزاجية الرئيس الذي لا يحتك به، وإنما يتلقى عنه ما يقيم عليه موقفه من المشرف المباشر, الذي هو بدوره أيضاً قد يدير عمله معه بالهاتف, أو البريد الإلكتروني, وثمة ما لا يريحه في موظفك المميز، ولم يجعله يتآلف معه؛ فلم يلتقيا قلباً, لكن هذا الموظف المميز لم يخضع أداءه في عمله لهذا الموقف النفسي من مشرفه، واستمر يخلص, واستمر الآخر يغرس له النبال حتى فر براحته وسلامته منها، وترك موقع عمله.. فجئت ولم تجده..!!

وتسأل عن السبب.. وتذهب للتأويل؛ لأنك تشعر بأن هذا حقك؛ فأنت من أودع ماله في بنك, أو أنت من اشتريت بضاعة من شركة, وأنت من اخترت رقماً في اتصالات, وأنت من اخترت عيادة في مركز صحي، وأنت, وأنت.. عصب الخدمة المتفاعل الحيوي مع جهتها..!!

حين تسأل تأتيك من التأويل قائمة، ربما لأن من «طفَّشه» وأقصاه يريد من إقصائه استبداله بمن يريد, أو لأنه يريد أن يوظف مكانه آخر، يكون راتبه أقل منه, وفي الحالتين ليس له أن يفعل؛ فموظفك المميز الذي أرضاك ورغّبك في الانتماء لجهة الخدمة هذه هو صاحب خبرة، وتجربة, وربما يكون له دوره في تأسيس موقع عمله.. وهو يحظى برضا العملاء جميعهم، وليس أنت فقط..؟!!

فما يكون موقفك؟..

هل أنت مجرد عميل كما أيقونة تتحرك ذهاباً, وإياباً, وتترك بصمتها في خانة ما من جهة الخدمة التي تتعامل معها فقط..؟!

أو إن لك أن تقول كلمتك في ثبات، وتقدير, وتثمين الموظف القدير الناجح في الجهة، سواء كانت فرع بنك, أو مركزاً طبياً, أو مكتب اتصالات, أو صيانة تقنيات, أو سكرتارية في دائرة ما.. أو.. أو.. أو..؟!

من هذا نخلص إلى ما الذي يمكن أن يجعل من تقييم العملاء لمن يتعامل معهم بنداً ذا بال في مؤسسات المجتمع الخدمية..!!؟

ويكون له خانته في شأن تحقيق الحقوق لموظفي الخدمات اليومية، والحيوية..؟!!

من يقر للعميل هذا الدور وبقوة..؟!

ربما جزء من نتائج هذا الإقرار يحد من تسلط الذين يديرون أعمالهم بمزاجية, ويميلون مع النفس بلا حياد.

Alsaggafk@

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب