21-11-2014

عبد الله بن عبد العزيز ...

منذ نبدأ في التفكير، ونحاول تأويل المواقف، وتفسير ما يدور من حولنا..، ونتلمّس الأعذار، وندرك الأسباب.. علمنا أنّ الإخوة تحت سقف بيتهم لا ينبغي أن يتشاجروا فيتقاطعوا..، وأن علينا إن حدث واختلفنا، أن لا نبيت ليلة دون أن نكون قد اتفقنا، مع أنّ لكل منا الحق في القناعة برأيه إن كان رأيه ميالاً للصواب أكثر، والمرجح لهذا الصواب هو العودة لحكمة الكبير في الأسرة من الوالدين، والأجداد، أو الإخوة..

هذا النهج السلوكي كان ضمن دعامات تربية الأبناء، وتنشئتهم في أسر المجتمع..،

لذا نشأ الجميع على قلب جار، وأخ، ورفيق، وصديق واحد..

يتمتع بهذه الأخلاق، ويتميز بها أيضاً من رُزقها..

لذا كانت لحمة البيوت قبل الحارة، والحارة قبل الحي، والحي بين الأحياء، والأحياء في الوطن مترابطة، متماسكة .. مع أن هناك ما تأتي به طبيعة البشر، لكن المبدأ هو أنّ «الاختلاف لا يفسد للود قضية»...، وإن نشأ فالعودة لمعين الحكمة..

ويحدث أن يفترق الإخوة لاختلاف، وتتمزق اللحمة بإسفين، ويتمادى الشق اتساعاً لغياب الحكيم الكبير الذي يرجع إليه، أو لا يرجع إليه عند تمسك المختلفين بآرائهم، ومواقفهم.. على مستوى الأسر، والإخوة، والأصدقاء هناك ما يرتق، ويجمع..

أما على مستوى الدول يكون لزاماً أن يتحرك موقف الكبير الحكيم ..

وهذا الذي حدث في لقاء كبير هذه العائلة لهذا الوطن حين جمع شمل دول الخليج المختلفة، ورأب الصدع، ووضع اللحمة في كف حكمته..، ودفء دثاره..

وهو ليس الموقف الأول لهذا الرجل الكبير الحكيم.. فقبلاً جمع الفلسطينيين، واللبنانيين، واليمنيين، وغيرهم..

وبذل ما لا تغفل عنه صحف التاريخ، وصحائف النبل..، وشواهد الحكمة فيها..

هو ذا عبد الله بن عبد العزيز يواصل أدواره التاريخية،..

ففي الداخل هو من حرك عجلة التطوير في الاتصالات، والمواصلات، ..

من أقر بقوة لكل فرد إحقاق حقوقه،..

من شرَّع تنزيه القطاعات، ومؤسسات الوطن، وأفراد المجتمع من الفساد،..

من أخذ بالتعليم، والإعلام، والاقتصاد، نحو التحديث والإضافة،..

من ضخ أمارات المناطق الكبرى بشباب واع، ودماء نابضة...،

من نفذ للأفراد ما يأويهم، ووجّه لما يشفيهم..،

من مكَّن حجيج بيت الله، ومعتمريه، وزوار مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام، بتوسعة المكانين أكثر، فيسّرلهم الوصول وراحة الإقامة فيهما..

هو هذا هو عبد الله بن عبد العزيز..،

الأب الكبير الحكيم، وقد جمع الخليج على طاولة أخوة، وسماح، وتقارب وتعاضد..،

وبث عهد التعاون، والتماثل، والجوار..، وأكثر.. وأكثر بينهم، وبينهم وجيرانهم، وبينهم وإخوانهم..

هو هذا هو : عبد الله بن عبد العزيز..،

من نسأل الله له الصحة، والتوفيق،..

من ندعو أن لا يخيبه الله أبداً في نواياه البيضاء..، وأن يمكِّنه تعالى في مواقفه الناصعة..، وفي مواقفه الشاهدة في جلاء كلها..، التي لا ينكرها صديق، ولا عدو،.. قريب، ولا بعيد..، معنا أو ليس...

يا خادم الحرمين الشريفين،

ليحفظك الله..، ليوفق مساعيك...، وليقر بالقبول عينيك.. وليسعدك بما يرضيك.

Alsaggafk@

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب