27-11-2014

صناعة الموت عند من يدّعون الانتماء للإسلام

من يرفعون راية الإسلام في سوريا والعراق شوهوا صورة هذا الدين العظيم، دين السماحة والمحبة والسلام، لا نستثني أياً من المكونين الرئيسين سنتهم أو شيعتهم، شكلوا فرق الموت والقتل، والمليشيات الإرهاب والشر، ونشر الفتنة والتحزب بين أبناء الأمة الإسلامية عبر تشكيل الأحزاب السياسية التي صنعت ما أطلق عليه بالإسلام السياسي، وما الإ سلام إلا دين روحي يهذب روح الإنسان ويرسخ علاقة الإنسان بخالقه ضمن بوتقة الإيمان بالخالق وليس الانضمام إلى جماعة ضد جماعة أخرى وهم في رابطة واحدة.

نتيجة كل هذه الممارسات البعيدة من الدين وعن الإسلام بوجه خاص تحولت البلدان الإسلامية إلى مناطق حروب وقتال وفتن لم ينج منها النساء والرجال والأطفال والشيوخ والعجائز، صور مأسوية ارتكبت ببشاعة تحت راية الإسلام المزعومة فسبيت النساء واستعبد الرجال وجند الأطفال وتحول الشباب إلى قنابل انتحارية تقتل أشقاءهم من المسلمين بعد قتل أنفسهم، أي إسلام هذا الذين يقدمون؟

أنظمة جائرة تقتل شعوبها وتدمر بلدانها لا يهمها إلا بقاؤها على كراسي السلطة.

أمس قدمت لنا شاشات التلفاز صورتين سوداويتين لما يحصل في بلدين إسلاميين كانا مقرين لأهم دولتين إسلامية، الدولة الأموية والدولة العباسية، في دولة الأمويين ارتكب نظام بشار الأسد الدموي مجزرة رهيبة ضد الآمنيين المدنيين في مدينة الرقة بعد إغارة الطائرات الحربية على قلب المدينة فقتلت تسعاً وسبعين مدنياً من أهل الرقة اختلطت أشلاء جثث ضحايا الأطفال بمثيلاتها من النساء والشيوخ والشباب، كل هذا والعالم يتفرج على المجرم الذي يستقبل ممثليه في واحدة من عواصم الدول الكبرى.

وفي الموصل المدينة التي خرجت منها جحافل صناديد المسلمين، يُستعبد أطفالها ويُجندون وأعمارهم لا تتجاوز الخمسة عشر، فقد أقامت (داعش) واجهة الإرهاب والشر معسكراً لأطفال الموصل ممن تبدأ أعمارهم من تسعة أعوام إلى خمسة عشر لتدريبهم على صناعة الموت، وأخضعتهم لتدريب جهنمي بعد تقسيمهم إلى قسمين، قسم يتدرب على تنفيذ العمليات الانتحارية، بأن يفخخ جسمه الغض بالمتفجرات ليفجر نفسه بين صفوف المسلمين، وقسم يتدرب على صنع القنابل والمتفجرات ولا يهم أن يخطئ هذا الطفل فتتفجر المتفجرات وتتناثر أشلاء جسده، فالطفل اختطف ووضع في الأسر وإن أسموه بمعسكر تدريب، معسكر يتدرب فيه الأطفال لقتل أنفسهم وقتل الآخرين، إلى أي مستوى من الانحطاط وصل بهؤلاء الذين يجندون هؤلاء الأطفال؟ وهل الإسلام يقبل بمثل هذه الأعمال الإجرامية التي تدمر النشء وتقتل البراءة والإنسانية عند أطفال المسلمين.

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب