سلطان مصلح مسلط الحارثي
لا أعلم لماذا تفشل مفاوضات الهلاليين في جانب استقطاب اللاعب الأجنبي السوبر، أو ما يُطلق عليه لاعب فئة A، فالهلال الذي فاوض أو فاوضوا له الأسطورة الأرجنتينية ليون ميسي، فشل في التعاقد معه، في صيف الموسم الماضي، وها هي تتكرر نفس القصة والسيناريو مع اللاعب المصري الكبير، ومحترف فريق ليفربول الإنجليزي محمد صلاح، الذي وقَّع مطلع هذا الأسبوع مع فريقه لمدة سنتين، فلماذا تتعثَّر صفقات الهلال في جانب هذه الفئة من اللاعبين؟ ومن يتحمَّل فشل المفاوضات؟ هل هي إدارة نادي الهلال؟ أم أن هنالك فريق مشكَّل (كما يتردد) هو من يفاوض ويحدد ميزانية اللاعب؟
الجميع يعلم أن مثل هؤلاء اللاعبين لا تستطيع الأندية استقطابهم، فالمبالغ المالية التي يطلبها هؤلاء النجوم عالية جداً، وميزانيات الأندية محدودة، لذلك تكون ميزانيات هذه الفئة من جهات أخرى، وهذا ما يضع المشجع الهلالي في حيرة من أمره، ليسأل السؤال الدائم: لماذا تفشل مفاوضات الهلال مع النجوم السوبر؟ ولماذا يبقى الهلال دون لاعب نجم سوبر؟ وفي المقابل تتمتع بقية الأندية بلاعب أو أكثر من لاعب من هذه الفئة، فهذا النصر يملك كريستيانو وماني، ويملك الاتحاد بنزيما وكانتي وفابينهو، وهذا الأهلي يملك رياض محرز وفيرمنهو، فلماذا يُحرم الهلال من هذه الفئة؟
في الهلال دور اللاعبين أهم من دور مدربهم
الجميع يعلم أن هلال هذا الموسم لا يمت لهلال الموسم الماضي بصلة، وليس له علاقة به نهائياً، فهلال الأمس الذي وصل صداه لأصقاع المعمورة، مسجلاً أرقاماً عالمية قياسية، اليوم أصبح يعاني فنياً، ويترنَّح داخل الملعب، متعب ومنهك، ويخسر من أقل الفرق وأضعفها، وهذا ما جعل المشجع الهلالي يضع يده على قلبه، وأصبح ينتابه الخوف على مستقبل فريقه، في ظل التخبطات الإدارية والفنية.
في هذه الزاوية تحدثت كثيراً عن أحوال الهلال هذا الموسم، وأعدت ما يحصل له بسبب إدارته، التي ظلت صامتة وهي تشاهد أخطاء جيسوس المتكررة، ولم تفكر في مناقشته، حتى انهار الفريق، وفرَّط في كثير من مكاسبه التي حققها الموسم الماضي، ولكن هل الحل اليوم يكمن في إقالة جيسوس مثلما يطالب أنصار فريق الهلال؟ المرحلة حرجة جداً، واتخاذ مثل هذا القرار فيه مغامرة كبيرة، كما أن البقاء على جيسوس فيه مغامرة، لذلك يبقى الدور الأهم في هذه المرحلة على اللاعبين، سواء بقي جيسوس أو رحل، فاللاعبون عليهم أن يبذلوا المزيد من الجهد لتحقيق اللقب القاري، الذي خسروه الموسم الماضي، وتعويض جماهيرهم باللقب القاري بعد أن خرجوا من كأس الملك، وابتعدوا كثيراً عن لقب الدوري، لذلك تبقى مسؤولية ما تبقى من الموسم على اللاعبين، وكل ما يتمناه أنصار الهلال، هو استشعار النجوم وعلى رأسهم قائد الفريق الأسطورة سالم الدوسري، أهمية هذه المرحلة، والتكاتف من أجل الفريق وجماهيره.
متى يحقق النصر بطولة على ملعبه؟
منذ أن أصبح ملعب جامعة الملك سعود ملعباً رسمياً لفريق النصر، والمشجع النصراوي يتمنى رؤية فريقه بطلاً متوجاً في ملعبه، إلا أن هذا لم يحدث، فالنصر الذي استحوذ على ملعب الجامعة، منذ خمس سنوات تقريباً، وهو لم يحقق أي بطولة رسمية، لا على ملعبه ولا خارج ملعبه، بينما استطاعت عدة فرق من تحقيق عدة بطولات على ملعب النصر، مثل الهلال وريال مدريد والأهلي المصري والزمالك المصري، وآخر الأبطال المتوّجين على ملعب النصر، فريق الدرعية، الذي حقق مساء يوم الاثنين الماضي بطولة دوري الدرجة الثانية، ليظل سؤال المشجع النصراوي قائماً، متى يحقق النصر بطولته الأولى على ملعبه؟ وذات السؤال ينطبق على كريستيانو رونالدو، الذي منذ أن تعاقد النصر معه قبل سنتين ونصف، وهو لم يحقق أي بطولة رسمية، فمتى سيحقق بطولته الأولى مع فريقه النصر؟
تحت السطر
- متى ستبت لجنة الانضباط في قضية مباراة الوحدة والنصر؟ ولماذا كل هذا التأخير؟
- الحضور الجماهيري الكبير لمباراة الدرعية والعلا والتي انتصر فيها فريق الدرعية، وحقق لقب الدرجة الثانية، وأعلن تأهله لدوري الدرجة الأولى، يعتبر جرس إنذار للأندية الجماهيرية، ويشعرها بخطورة موقفها سواء على مستوى البطولات أو الجماهيرية، وليس الدرعية وحده، إنما الدرعية والعلا ونيوم والقادسية، ستشكِّل خطورة عالية المستوى على الفرق الكبيرة.
- قبل سنتين تقريباً، كتبت في هذه الزاوية مقالاً بعنوان (هلاليون بأفكار نصراوية)، وقتها وصلني عتب من بعض الجماهير الهلالية، على هذا الوصف، منكرين ومتنكرين، وواصفين أنفسهم بالمختلفين، ولكنني كنت وقتها على قناعة أن المشهد الهلالي على مستوى الجماهير طرأ عليه عدة تغيّرات، خاصة مع اندماجهم في مواقع التواصل الاجتماعي، وتأثرهم بما يتم طرحه في وسائل الاتصال الجديدة، وهذا ما أثبتته هذه الأيام، التي يعيش فيها فريق الهلال أوضاعاً غير طبيعية على مستوى الفريق الأول، حيث يعاني من سوء المستوى الفني، وبدلاً من مناقشة وضعه من قبل جماهيره، وإثراء الساحة الهلالية بما يفيد لعودة فريقها، أصبحت تلك الجماهير، متفرِّقة.. مشتتة.. متناحرة.. وظهرت بشكل لم نعهده من جمهور كان في تكاتفه ودعمه مضرب مثل، حيث أصبح هنالك حزبان مختلفان في التوجهات، وهذا طبيعي، لو كان كل طرف لا يسيء للطرف الآخر، إلا أن غير الطبيعي هو طعن كل حزب في الآخر، واتهامه والتشكيك في أهدافه.
- جمهور الهلال مطالب بتصحيح وضعه، والعودة للتكاتف، وترك الخلافات والاختلافات التي أثَّرت على أندية أخرى، وكانت أحد أسباب ابتعاد فرقهم عن البطولات، وعلى الجمهور الهلالي أن يدرك أنه الركن الأساسي في استمرار ناديهم بطلاً منذ ستة عقود، واختلافهم بهذا الشكل السطحي، يؤثِّر بشكل كبير على منظومة العمل، وهو ما يجب أن تستوعبه الجماهير الهلالية، التي كانت وما زالت وسوف تظل (إذا عادت للتكاتف)، مضرب مثل في دعم فريقها، والاتجاه به نحو منصات الذهب.