حوار عوض مانع القحطاني/ تصوير - التهامي عبدالرحيم:
يزور المملكة هذه الأيام وريث الأسطورة العالمي محمد علي هو ابن عمه الأمريكي السيد فوكنرراي المهتم بشؤون إرث الملاكم العالمي الراحل محمد علي كلاي، وبالتعريف به من خلال مرافقة أسرته أن يقوم ابن عمه المسلم السيد عبدالله الذي أسلم على يد ابن عمه محمد علي كلاي وأصبح اليوم داعية.
«الجزيرة» التقت فوكنرراي الملقب بالسيد عبدالله.. وقال: هذه البلاد هي موطن الأمن والأمان، وأتمنى أن أعيش وأقضي بقية حياتي فيها. أهلها كرماء وأصحاب أخلاق وشعب يحب الخير.. لديهم عادات لا مثيل لها في التعامل مع الغرباء، وما رأيناه في المملكة من تقدم وتطور ونهضة شيء نفخر به كمسلمين، وأيضاً للدول أن ترى مثل هذه الحضارة.
سألنا السيد عبدالله عن أسباب زيارته إلى المملكة، فقال: هذه ثاني زيارة لي وجئت إلى الرياض بتفويض من أسرة محمد علي كلاي؛ لأطرح فكرة على معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه في المملكة بإنشاء متحف أو نادٍ يكون مقره في (البوليفار) يرصد مسيرة الملاكم العالمي كلاي، ولدي مراجعة لعلي أنجزها مع وزارة التجارة والغرفة التجارية، ومن ثم تحويلي إلى هيئة الترفيه لاستكمال ودراسة هذه الفكرة.
وأضاف: محمد علي كلاي يستحق أن يكون له متحف في المملكة لأنه ضحى كثيراً وعانى وخدم مئات الناس ممن أسلموا على يده.. وإنني أتعشم من معالي المستشار تبني مثل هذه الفكرة، خاصة أن لدى أسرة كلاي إرثاً كبيراً وممتلكات سيتم جلبها إلى هذا المتحف أو النادي، ولديه العديد من المقتنيات الثمينة.
واستعرض السيد فوكنرراي مسيرة الملاكم محمد علي فقال: أنا مهتم بشؤون إرث الملاكم العالمي الراحل وبالتعريف به، مؤكداً تعميده من الأسرة ليقوم بهذا الدور في كل أنحاء العالم، حتى لا ينسوا رجلاً أسس لثقافة جديدة تمزج بين الإرادة وقوة المعتقد.
وأوضح السيد راي، أن 500 شركة عالمية أمريكية، شاركت في الدعم المالي لإنشاء متحف خاص بمسيرته وحياته الذي افتتح في مدينة كنتاكي منذ 5 أعوام، فضلاً عن إطلاق فيلم سينمائي جديد نسخة من فيلم «الأعظم»، الذي أنتج عنه أنتج في عام 1976.
وطرح الأمريكي راي، نفسه كمحاضر عن سيرة وحياة الملاكم العالمي، ابن عمه، الراحل محمد علي كلاي، في مختلف أنحاء العالم، بموافقة أسرة كلاي الصغيرة، فيما عمل راي، كوكيل للراحل في الفيلم الذي أنتج عنه وعن حياته «الأعظم».
ويعتزم راي، الذي تخرج في جامعة إلينوي الشرقية وله تاريخ في الحقوق المدنية، إنشاء جمعية خيرية تختص بشؤون الملاكم العالمي الراحل.. وأوضح أنه اختير كشخصية محورية ليجسد البطل كلاي في النسخة الجديدة من فيلم «الأعظم»، الذي تناول حياة الملاكم محمد علي كلاي من 1960 إلى 1974، حيث بعد 25 عاماً من إنتاج الفيلم، قامت شركات الإنتاج في هوليوود بإنتاج فيلم جديد يحمل عنوان علي، وبدأ عرضه في دور السينما الأمريكية مع بداية عام 2002.
ومن خلال علاقته الوثيقة بالملاكم الراحل كلاي، كشف راي عن مدى حب كلاي للمملكة العربية السعودية، وشغفه بها، وعن اهتمامه بزيارتها، حيث تسنى له القيام بأداء مناسك الحج والتمتع بجغرافية مكة المكرمة، ما يفتح الباب مجدداً، لاستكشاف ارتباطه بعقيدته وبالمقدسات وعمق هويته الدينية والثقافية.
يقول راي» كان أول لقاء لي مع ابن عمي الملاكم محمد علي كلاي في مدينة نيويورك، حيث كنت بائعاً للمصابيح الكهربائية، وكان هو في المبنى الذي كنت أمتلكه كعميل.
وتابع راي «كان التنسيق مع كلاي، في حد ذات حدثاً، إذ كنا نلتقي في مضامير السباق بالفنادق والمسجد ومنزله في شيكاغو، فتكونت لدي سيرة ثرية حوله، وكان يسمح لي بسردها عندما يمر في حشود كبيرة، توقفه للحديث معه، الأمر الذي جعلني فيما بعد أنظم له محاضرات في مواقع عامة للحديث عن تفاصيله التي كان يتوق إلى معرفتها العديد من المعجبين به كبطل عالمي مسلم».
وحول أثر كلاي، وأشهر محطات حياته وأبرز انتصاراته، قال راي: «كان المسجد الواقع في شارع 47 في شيكاغو الذي شارك محمد علي في بنائه مثالاً رائعاً لكيفية قدومه ليكون مع الإخوة والأخوات المحليين لدعم الإسلام».
وعن تأثير الملاكم كلاي على حياته الشخصية والمهنية، قال راي: «في حياتي المهنية، كانت علاقتي تضعني في ديناميكية واسعة التنوع مع عائلة كلاي، ما يسمح لي بالتفاعل مع الجدة والأحفاد من نسل الملاكم محمد علي كلاي.
ويشير السيد عبدالله بأنه لا يوجد لديه أبناء وسيقضي بقية حياته بعد مرور 73 عاماً من العمر في خدمة كل عمل خيّر.