محمد بن عبدالله آل شملان
لطالما كان للبذل والعطاء صور كثيرة، وحينما يقترن بالحنكة والنظرة المستدامة، يتبدى في منهج وأسلوب حياة، ويترك تأثيره الجميل في الأفراد والمجتمعات، وهذا ما تقره صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز عبر جمعية «سند» الخيرية لدعم الأطفال المصابين بالسرطان، التي جعلت من العمل الخيري منهجاً راسخاً وأسلوباً فعالاً يساهم في إحراز التنمية والتمكين على تنوع أشكاله.
لقد أخذت صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز على كاهلها تأسيس منظومة مستدامة ترفد الأسر، وترعى مرضى السرطان، وتوطد العمل الخيري، وتمكّن الأطفال المصابين بالسرطان وذويهم، واضعة الإنسان في جوهر خططها التنموية، ولتكون هذه المؤسسات عنصراً هاماً في فعل الخير على المستويين المحلي والدولي، ولتكون سموها بتواضع وبمحبة وبصدق وبخير وبإنسانية أحد أغصان شجرة خير المملكة العربية السعودية اليانعة.
جمعية سند الخيرية لدعم الأطفال المرضى بالسرطان لها تاريخ، فقد دشنت برامجها عام 2003م، وتضم حالياً تسع برامج حسب ما أعلن عنه 2023م تعمل بتكامل لخدمة المجتمع، وليس بالمستغرب أن أنها ساهمت في تحسين مرحلة العلاج لما يقارب الـ 5059 طفلاً، أو تركت فيهم أثراً إيجابياً، حيث تولي سموها اهتماماً ممنهجاً ومستداماً، بدعم ذوي الأطفال، وتمكين الأطفال بتجاوز الآثار العضوية والنفسية للمرض، والعيش بطريقة طبيعية لاحقاً، كما تحرص على التعاون مع جميع مراكز الأورام التي تعالج الأطفال في المملكة، كما أن لدى الجمعية برنامجاً يقدّم المنح للبحوث الخاصة بأورام الأطفال، وارتفعت نسبة الشفاء بحيث أصبحت تتجاوز الـ 80 في المئة، في العديد من أنواع الأورام السرطانية التي تصيب الأطفال، في ظل الدعم الذي تقدمه حكومتنا الرشيدة -أعزها الله.
وفي عام 2015م، تم تأسيس جائزة الأميرة عادلة بنت عبد الله العلمية والإنسانية في مجال سرطان الأطفال، لتعكس التزام الأميرة الإنساني ببناء مجتمع متماسك ومتقدم، كما تُمنح الجائزة تقديراً لإرادة طفلٍ يقاوم مرض السرطان، ويتحدّى معاناة مرضه، ولتشجيع أسرة تكابد في متابعة علاج طفلها في ظلّ ظروفها الصعبة، وأيضاً لتكريم الباحثين في مجال سرطان الأطفال، والبرامج العلاجية المتميّزة المتخصصّة في أورام الأطفال، وكذلك لتكريم المؤسّسات والأفراد الداعمين للجهود الخيرية التي تُعنى بمرضى السرطان من الأطفال، وكذلك الخدمات الصحية المسانِدة، والمتطوعين، إنها رحلة من البذل والعطاء تم استهلالها بنظرة حكيمة واستمرت على مدى 23 عاماً لتلامس حياة أطفال مرضى السرطان داخل هذا الوطن الحبيب.
وتثميناً لعطائها الإنساني وتكريماً لجهودها المجتمعية؛ فقد حازت صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز في عام 2007م على جائزة الغرفة التجارية في الرياض لخدمة المجتمع، وفي عام 2008م حصلت الأميرة على جائزة السيدة العربية الأولى في دعم قضايا المرأة والعمل الإنساني من مركز دراسات مشارَكة المرأة العربية في باريس، وفي عام 2010، حصلت الأميرة عادلة على جائزة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود لخدمة أعمال البّر، وكانت الأميرة تعتبر تلك الجوائز عزيزة جداً على قلبها، لأنها قدّرت عملها في خدمة المجتمع، وسعت لتعزيز مفهوم العمل الإنساني في المجتمع، وهي لم تطمح سابقاً ولا حالياً إلا لإرضاء الله تعالى، وتستعين به كي تكمل مسيرتها في خدمة المجتمع، لأن النجاح من وجهة نظرها هو في إسعاد الآخرين.
وأخيراً نتوجه لسموها بالقول: نحن مع سموها بمداد القلم وطرح الرؤى، نعلي كل خطوة تمنح الثقة في الإنسان وترفع عن عاتقه مصاعب الحياة.