سلطان مصلح مسلط الحارثي
مع صدور التقرير السنوي لرؤية السعودية 2030 لعام 2024، وما حوته من إنجازات تم بعضها في التوقيت الذي يسبق موعدها المحدد مسبقاً، جاء تأهل أنديتنا السعودية المشاركة في دوري أبطال آسيا للنخبة، الهلال والأهلي والنصر، لدور الـ4، ليبرهن على النجاح الباهر لرؤية المملكة في كافة المجالات، ومنها المجال الرياضي، الذي وجد اهتماما كبيرا من قبل القيادة السعودية، وحظي بدعم مباشر من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي اهتم بالقطاع الرياضي، ونهض به من خلال دعمه معنوياً ومالياً، ومن خلال الأفكار التي طُبقت من خلال رؤية سموه، لنصل اليوم لفرض سيطرتنا وهيمنتنا على كرة القدم في القارة الآسيوية، ولعل ما قدمته فرق «الهلال والأهلي والنصر» من أمام فرق غوانغجو الكوري، وبوريرام التايلاندي، ويوكوهاما الياباني، في نخبة آسيا، المقامة حالياً في مدينة جدة، إلا خير دليل على النهضة التي تعيشها كرة القدم السعودية على مستوى الأندية، حتى أصبحنا نلعب مع فرق القارة الصفراء دون أي اعتبارات لها، فالمستوى الذي وصلت له فرقنا، يكاد يكون ضعف المستوى الذي تقدمه فرق شرق القارة، وهذا ما يجعلنا نتباهى بالقيمة الفنية لكرتنا، ونشكر من أعماق قلوبنا القيادة السعودية، على اهتمامها بهذا القطاع الحيوي، الذي يتبعه شريحة كبيرة من المجتمع السعودي.
الأهلي يحجم الهلال
انتصر فريق الأهلي على الهلال في دور الـ4 من دوري أبطال آسيا للنخبة، عن كل جدارة واستحقاق، بعد أن دفع ثمن هذا الانتصار في المستطيل الأخضر، بتقديمه لمستوى كبير، استطاع من خلاله «تحجيم» الهلال، لدرجة أننا شعرنا وكأنه لم يكن يلعب مع زعيم آسيا، وكبير القارة الصفراء، الذي كان مختفياً تماماً، دون أن نعرف الأسباب التي أدت لهذا الاختفاء، فالهلال الذي انتصر قبل أيام على فريق غوانغجو الكوري بسباعية في دور الـ8، وبأداء رفيع، أخفق أمام الأهلي، حتى سيطر الأخير على مجريات المباراة بشكل شبه كامل.
في الشوط الأول من مباراة الهلال والأهلي، كان الهلال ضائعا تماماً، وعلى كافة مستويات الخطوط، فالدفاع كان ضعيف، بوجود «المرتبك» كوليبالي، الذي كان نقطة ضعف واضحة منذ الدقائق الأولى، ولكن جيسوس أصر على استمراره حتى تم طرده في الشوط الثاني، وهذه السلبية التي كان عليها كوليبالي، لم تكن جديدة، فهذا اللاعب لا يبالي، ولا يمكن أن يتحمل المسؤولية، فهذه هي المرة الثالثة التي يُطرد فيها خلال موسم ونصف، ولذلك كان يجب على جيسوس أن يُخرج اللاعب بعد أن شاهده في حالة ارتباك كبيرة، وأخطأ أخطاء بدائية تسببت في الهدفين الأول والثاني لفريق الأهلي، ولكن جيسوس لم يتحرك، وهذه من الأخطاء المتكررة التي كان يقع فيها جيسوس طوال هذا الموسم! وهذا يدل تعنته وإصراره وعناده ومكابرته، التي جعلت الهلال بقيادته يخسر الكثير! كما أن خانة الظهير الأيسر في هذه المباراة عانت بغياب المصاب كانسيلو، وهذا ما أشرت له قبل المباراة، فالبديل لا يمكن أن يعطي 20 % مما يقدمه كانسيلو، وهذا ماحدث تماماً، حيث لم يقدم ياسر الشهراني أي شيء، إنما كان نقطة ضعف واضحة في الحالة الدفاعية، ولم تكن له أي مساندة هجومية، وبالرغم من ذلك استمر جيسوس على ياسر! أما وسط الملعب فقد كان (تايه)، لم يستطع استلام كرة صحيحة، ولا التغطية بشكل صحيح، والحال ينطبق على الهجوم، الذي عانى من عدم وصول الكرات له، بسبب الضغط الأهلاوي المهول، واستحواذه وسيطرته على وسط الملعب، بغياب تام من سافيتش ونيفيز ومالكوم وليوناردو وميتروفيتش وسالم، وهنا يكفي أن نقول إن الهلال خلال شوط كامل لم يستطع صناعة هجمة منظمة إلا في حالتين، منها الحالة التي سجل منها سالم الدوسري هدف الهلال الوحيد، واستمر نفس الوضع في الشوط الثاني، حيث لم يجد جيسوس حلاً للضغط على الأهلي، وحينما بدأ بالتغيير، جاء طرد كوليبالي، لتنتهي المباراة قبل موعد نهايتها، بعد أن انفرد وتفرد الأهلي، وملك الملعب من أقصاه لأقصاه.
ماذا يحتاج الهلال؟
بعد أن انتهى موسم الهلال، ولم يعد لديه إلا كأس العالم للأندية التي ستقام في منتصف يونيو القادم، فإن المرحلة القادمة تحتاج لتكاتف أكثر من قبل رجالات الهلال ومسؤوليه، بدعم الجهة المستحوذة على النادي، الذي تم استلامه وهو مميز، وصنع تميزا غير مسبوق خلال الموسم الماضي، ولكنه اليوم يوشك على الانهيار، لذلك يجب أن يتدخل المسؤولون لتدارك وضع الفريق قبل المشاركة العالمية التي سيمثل فيها الوطن.
الهلال اليوم يحتاج لإدارة قوية، تستطيع صنع القرار في التوقيت المناسب، وتستطيع انتراع حقوقها من قبل الجهات الرياضية، وتستطيع تسيير النادي بالقدرة المالية، ويحتاج الهلال لمدرب صاحب cv مميز.