د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
قِيَمٌ عظيمة تنقلها لنا كل عام جائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان للتفوق العلمي والإبداع في التربية الخاصة؛ وعظيمة هي الأهداف التي تحملها الجائزة فتنسكبُ في استدامة ندية من حكايات البذل التي صنعها الشيخ - رحمه الله- فخرجتْ من أنهار العطاء وأصبحت منذ 19 عاما تصب في قوالب حقيقية تتدلى خلالها عذوق الجائزة على مائدة الطلاب من ذوي الإعاقة؛ ونسمع ُمن منائر الجائزة بث حكايات الابداع والتفوق والتميز وتخطي العثرات والعزيمة عند ذوي الإعاقة الذين التحقوا بالتعليم في المدارس وهم فوق المسرح يسعدون بالاحتفاء بهم وهم متفوقون ومبدعون فتمتزج الأهداف بالمستهدفين وتصبح الأرض مخضرة .
وفي هذا العام، في مساء الخميس 26 من شهر شوال 1446 الموافق 24 من شهر أبريل 2025 احتضنت قاعة مسرح مدارس المملكة طقوس الجائزة والفائزين بها برعاية كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز فكانت قاعة المسرح دريّةً لامعة تدفق فيها التحفيز والود لطلاب التربية الخاصة المتفوقين والمبدعين فامتزجا فكانت غِزارا.
ولقد صنعتْ جائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان - رحمه الله- منذ انطلاقتها المسافات المعتدلة بين الطلاب من ذوي الإعاقة والآخرين. وضبطتْ الجائزة باقتدار واحترافية عالية الاستقرار المجتمعي المنشود؛ وحرصتْ الجائزة على استقبال طلاب التربية الخاصة ووجوههم معبأة بكرامتهم وبأثمن ما يملكون من مميزات التفرد العلمي والمواهب الإبداعية فحملوا سلة الإعاقة، وقد تناثرت فوقها زهور الاحتفاء والدعم والتحفيز؛ واحتضنتْ جائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان أهازيج أولياء أمور الطلاب المحتفى بفوزهم فامتزجتْ مع أشواق أبنائهم؛ لأن الجائزة رصفتْ الأشياء المبعثرة داخل أدمغتهم بطقوس الفوز والاحتفال الكبير بمنجزهم الإنساني وإبداعاتهم.
فكان للاحتفاء بالفائزين من ذوي الإعاقة صوت شجو جميل ،وللمكان هيبته، وللزمان وقاره، استُلتْ مفرداتها من عيون الفائزين من ذوي الإعاقة ؛تلك الفئة الغالية من أبنائنا التي عجز الأولون والآخرون أن يصلوا إلى أبوابهم الحقيقية؛ فما زالت العقول البيضاء دون نقش فكانت جائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان منذ انطلاقها معاونا جليلا انبثقت عنه حقبة جميلة من تاريخ العناية بذوي الإعاقة التي حمل لواءها تعليميا وتربويا والدهم البصير الدكتور ناصر الموسى، وفقه الله، عندما كان يتربع على منصة المسؤولية في التعليم؛ فاعشوشبت بيئات تلك الفئة، وبدأت براعمهم تظهر، وقواعدهم ترتفع في انتظام تعليمهم تربويا ووفق منظور تراكمي مشهود؛ وفي كل عام يتوالى تأصيل الجائزة حيثُ كانت ومازالت تعدُّ من الجوائز الوطنية التي تحمل رسالة إنسانية وطنية تستحق الإشادة؛ وثمة سنابل من جائزة الشيخ محمد بن صالح بن سلطان - رحمه الله- تنحني امتلاءً خارج دوائر الاحتفال بالفائزين بالجائزة تتمثل في الدعم المجتمعي المباشر بتقديم الإعانات النقدية والعينية لذوي الإعاقة وتوفير الوسائل التعليمية والمعينات السمعية والبصرية وسواها لذوي الإعاقة، ودعم المراكز التي تخدم ذوي الإعاقة وتنظيم ورعاية الأنشطة والفعاليات والملتقيات العلمية لذوي الإعاقة ليزدهر من خلالها واقع الرعاية المعرفية لذوي الإعاقة باعتبارها قواعد تأسيسية مؤطرة لتلك العناية!
كما أن الإطار العام للجائزة ينمو تنظيميا في كل عام نحو عمق الصلات بين المستهدفين ومنطلقات الجائزة الوفيرة فينحتُ القائمون على الجائزة مساراتها بباقة نضرة من الحواس الإيجابية نحو المستهدفين وتتقدم رئيسة الجائزة الأثيرة الأستاذة جواهر بنت محمد بن صالح بن سلطان الصفوف فهي التي أوقدتْ شموع الجائزة حتى أضاءت ما حولها وتمثل رئيسة الجائزة الأستاذة جواهر نموذج للمرأة السعودية الباذلة عقلا وروحا حين رفعت لواء الجائزة منذ تأسيسها بِرَّا وإحسانا ووطنية..
ولعائلة الشخ محمد بن صالح بن سلطان الذين ربطوا الجائزة بالمنجز الوطني الكبير تقدير وطني ومجتمعي وفير على الاستدامة والدعم والاهتمام بالمنجز الخيري الوطني المحفز وعلى اصطفاء فئة ذوي الإعاقة للاندماج في مباهج الوطن الكبير المملكة العربية السعودية!
بوح الختام:
يقول الشاعر الوزير غازي القصيبي «رحمه الله»:
لا تقل إني معاق مد لي كف الأخوة
ستراني في السباق أعبر الشوط بقوة