سلطان مصلح مسلط الحارثي
في الوقت الذي كنا نطالب فيه بدعم فريق الهلال، لتجهيزه لكأس العالم للأندية، التي ستقام بعد شهر في أمريكا، ظهرت علينا معلومة تؤكد بأن الهلال لم يُدعم لا صيفاً ولا شتاءً، وجميع التعاقدات التي أبرمها كانت من خلال ميزانية النادي بما فيها صفقتا كايو سيزار وكانسيلو، بالإضافة لصفقة اللاعب المحلي متعب الحربي، والمبلغ الذي دخل خزينة الهلال كان قبل شهر تقريباً أي بعد انتهاء الفترة الشتوية، مع العلم أن النصر والأهلي تم دعمهما في فترتي الصيف والشتاء والاتحاد تم دعمه في الصيف»).
هذه المعلومة لم أكن لأصدقها لولا أنها كانت على لسان مصدر مسؤول يعي ويدرك ما يقوله، فلماذا الهلال يبقى وحيداً دون دعم؟ هذا السؤال المحير يحتاج لإجابة من قبل المسؤولين عن الجهة الداعمة، إما بنفي المعلومة السابقة، أو شرح الأسباب التي أدت لحجب الدعم عن الهلال، رغم أن الشواهد كلها تشير إلى أن الهلال بقي دون أي دعم، ومن أهم الشواهد:
الشاهد الأول: تغريدة الرئيس الهلالي الذي شكر الأمير الوليد بن طلال، بعد تكفله بصفقة متعب الحربي، وهذا يعني أن الهلال لم يكن مدعوما، ولو كان مدعوماً لما توجه رئيسه للعضو الداعم لإنهاء صفقة محلية.
الشاهد الثاني: نادي الهلال وعلى لسان مدربه السابق جيسوس طلب اللاعب دوران، ولم يحضر، وطلب اللاعب جالينو ولم يحضر، وبعد فترة وجيزة حضرا لأندية منافسة للهلال، «دوران ذهب للنصر، وجالينو ذهب للأهلي»، ولو كان الهلال مدعوماً لما ذهبا لغيره.
الشاهد الثالث: مدرب الهلال طلب في الصيف التعاقد مع جناح أيمن، ولكن هذا لم يحدث، ولو كان الهلال مدعوما، هل ستترك قائمته منقوصة، ولا يلبي طلب مدربه؟
الشاهد الرابع: إدارة الهلال بعد إصابة البرازيلي نيمار بفترة، طلبت فسخ عقده كونه لاعبا غير منضبط، ولكن طلب الهلال تم رفضه، وبعد أشهر أُعيد نفس الطلب، ولم يلبى، وفي الفترة الشتوية، طلبت الإدارة الهلالية فسخ العقد مع نيمار، وجاءت الموافقة قبل نهاية فترة التسجيل بيومين، ولم يعوض الهلال عن بديله من فئة اللاعبين الكبار، فلماذا يبقى الهلال دون لاعب مميز من فئة اللاعبين A، رغم أن بقية الأندية تملك أكثر من لاعب من هذه الفئة، فالنصر لديه كريستيانو وماني والاتحاد لديه بنزيما وكانتي والأهلي لديه محرز وفيرمينهو وميندي، ولو كانت إدارة الهلال تملك المال، هل ستترك فريقها دون لاعب سوبر؟
كل تلك الشواهد، تدعم المعلومة السابقة، وتؤكد أن الهلال «في الموسم الذي سيمثل فيه الوطن في كأس العالم للأندية» بقي هذا دون أي دعم. الجمهور الهلالي أصبح يقول إن هذه عقوبة للهلال الذي سيطر على بطولات الموسم الماضي، ولكن هذا الاتهام لا يمكن أن يُعقل، ولا يمكن أن يفكر فيه مسؤول رياضي، ومع ذلك يبقى السؤال الأهم، والذي يحتاج لإجابة شافية وكافية: لماذا لم يُدعم الهلال؟.
الأهلي من غياهب يلو إلى بطل نخبة آسيا
لم يكن أحد يتوقع أن يحقق فريق الأهلي لقب دوري أبطال آسيا للنخبة، وهو من جاء قبل موسمين من دوري الدرجة الأولى (يلو)، محملاً بالمتاعب والمآسي، وعتب المحبين، ولكنه جاء ليجد أمامه (مالكاً) جديداً، استطاع انتشاله وإنقاذه، بعد أن سُددت ديونه التي وصلت لمئات الملايين، بحسب «حديث مسؤوليه»، كما مُنح ميزانيات عالية، ليتعاقد مع فريق جديد، يستطيع إعادة الأهلي للواجهة، وهذا ما تم فعلاً، فقد تعاقد الأهلي مع عدد من النجوم الكبار من أمثال فيرمنهو ومحرز وميندي، وغيرهم من النجوم، الذين استطاعوا خلال الموسم الماضي، تحقيق مركز متقدم في دوري روشن (المركز الثالث)، وبناء عليه جاءت مشاركته في هذه النسخة من نخبة آسيا، التي بدأها بمستوى كبير، وختمها بمستوى كبير، محققاً اللقب القاري، وصانعاً المعجزات بعد أن قدم مهرها.
محرز يثير التساؤلات
قدم نجم فريق الأهلي رياض محرز شكره ومباركته للأستاذ سعد اللذيذ نائب رئيس رابطة المحترفين، والمسؤول الأول عن برنامج استقطاب اللاعبين سابقاً، بعد تتويج فريق الأهلي بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة، وهذا أثار عدة تساؤلات وضع أمامها أكثر من علامة استفهام وتعجب، خاصة أن محرز لم يقدم شكره لوزير الرياضة، ولا لرئيس اتحاد الكرة، ولا لرئيس رابطة دوري المحترفين، فلماذا اختار محرز اللذيذ؟ وما الدور الذي قام به حتى يُشكر ويتم تجاهل بقية المسؤولين الذين يعملون ليل نهار لمصلحة رياضة الوطن، ويستحقون منا جميعاً الشكر والتقدير على جهودهم وتفانيهم وإخلاصهم لهذا البلد وعلى رأسهم، وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز الفيصل.
تحت السطر:
_ استطاع فريق الأهلي السعودي، تحقيق دوري أبطال آسيا، تحت مسمى «النخبة»، وهي البطولة الآسيوية الأولى للفريق الأهلاوي على مر تاريخه، ودون أدنى شك أن هذه البطولة هي أولى ثمارات الدعم الحكومي للقطاع الرياضي، ومنها كرة القدم، التي وجدت اهتماما كبيرا من القيادة السعودية، لترى مثل هذه الانجازات، على أرض الواقع.
_ ما قام به رئيس رابطة نادي الأهلي في احتفالات فريقه بالإساءة للمنافسين معيب جداً، خاصة أنه كان أمام رئيس النادي!
_ رحل جيسوس بعد موسم عظيم، وموسم آخر كارثي، فأي تقييم عادل سيحظى به؟ يبدو أن الغالبية يرون أن التقييم بالخواتيم.
_ على الجماهير الهلالية أن لا تنظر للخلف، فموسمها يوشك على النهاية، وفي نهايته تبدأ بطولة أخرى، يجب أن يُجهز لها في هذه المرحلة، بالتعاقد مع مدرب كبير، يتابع الهلال فيما تبقى من مباريات، ليختار من يبقى ومن يرحل من اللاعبين، ويختار اللاعبين الذين يحتاجهم سواء في كأس العالم، أو الموسم القادم، الذي سيكون أصعب من هذا الموسم.