لا يخفى أن المملكة العربية السعودية تمتلك كنوزا في مكتباتها من المخطوطات والمسكوكات والوثائق والنقوش وغيرها.
وبحكم أنني خبير مخطوطات، فقد لاحظت عملا إيجابيا مع رؤية 2030م من إظهار ما لدينا من كنوز، فالشكر الله، ثم لولاة الأمر، ثم لكل مسئول سلط الضوء على كنوزنا ونفض الغبار عنها.
فجهود وزارة الثقافة وتنافس هيئاتها على إبراز الكنوز أمر محمود، والمأمول أكثر من ذلك بكثير، وانظر ترى من عمل هيئة المكتبات وهيئة الأدب والنشر والترجمة، وحبذا دخول هيئة التراث، وهيئة المتاحف على خط المنافسة فيما يتعلق بنشر كنوزنا طبق الأصل في معارض جديدة دائمة ومتنقلة.
أما الرياضة والسياحة والترفيه، فإنني هنا أخاطبهم من أجل عمل شراكة وتعاون مع المكتبات التي تمتلك مخطوطات نفيسة، فعليهم منافسة وزارة الثقافة منافسة شريفة من أجل الصالح العالم، بل منافسة أنفسهم في إبراز ما لدى الوطن من كنوز.
فلو أن وزارة الرياضة أو هيئة السياحة أو هيئة الترفيه تحملت أيا منها تكاليف عمل صور طبق الأصل للمخطوطات النفيسة، ووضعتها في متاحف خاصة بها لزوارها، وفاخرت بها للمملكة ولها، فإن زوار هذه الجهات نادرا ما تتوفر لديهم فرصة زيارة مكتبة من المكتبات، وأيضا فإننا نصل إلى الزوار في كل مكان ونخدم الجهات التي لديها الكنوز من خلال هذا العمل.
لذا، فإن وجود فترينات عرض مثلا في صالات الطيران وفيها مخطوطات طبق الأصل، أو فترينات عرض في الملاعب الرياضية لتوعية الجمهور، وبعضها يكون في قاعات الضيافة لكبار الشخصيات، أو في الأماكن المخصصة لضيوف الترفيه في السعودية هذا كله يخدم رؤية 2030م.
ولا يلزم تصوير المخطوط كاملا طبق الأصل، فقط يكفي تصوير وريقات منه، ثم يضاف إليه مثله وهكذا حتى يكون لدينا مجلد ضخم فيه صورة طبق الأصل تماما من المخطوطات الأصلية، ويطبع منه مئات النسخ، وتوزع على فترينات العرض ويهدى منه، ويباع منه، ويكتب في أوله مقدمة للجهة التي تحملت نفقات طباعته للتعريف بالعمل والنماذج المنشورة بعدة لغات.
ويكاد يتفق أهل الاختصاص في المخطوطات بأن خروج الأصول الخطية من خزائن الحفظ للمشاركة في المعارض يتفقون أن هذا التصرف فيه مخاطرة وغير صحي على المخطوط الذي هو قطعة أثرية تحتاج عناية فائقة.
غير أن خروج الأصول الخطية مكلف، فيحتاج عقد تأمين بمبلغ وقدره، ولو فقد بأي سبب من الأسباب فإن التعويض المالي لا يكفي عن حقيقة القطعة الأثرية والقصص كثيرة في فقدان مخطوطات ثمينة بسبب مشاركة الأصول في المعارض.
هذا نداء من خبير مخطوطات في مكتبة الملك فهد الوطنية، لكل مسئول مخلص لوطنه بأن ينتهز الفرصة ويجرب في عمل مصغر لهذا المشروع، فإن نجح يستطيع أن يستحوذ على مخطوطات كثيرة جدا مميزة، فالمملكة العربية السعودية فيها (100) مئة ألف مخطوط أصلي، ربما تصل المخطوطات المتحفية فيها إلى عشرة آلاف مخطوط، وألف من هذه العشرة يفاخر بمثلها في المتاحف العالمية في أوروبا وأمريكا، ونحن نخفيها في خزائن للدراسات الأكاديمية والأغراض البحثية فقط والصواب أن تتاح طبق الأصل طباعة فاخرة وتكون مصدرا من مصادر الدخل من خلال بيع تلك القطع طبق الأصل.
هذا ما لدي في هذه العجالة، وأنا على استعداد تام لتوضيح الفكرة بتفاصيلها ووضع خطة عمل وخارطة طريق، بل إنني أرى أنه مشروع استثماري ناجح، ولا مانع لدي من التواصل مع القطاع الخاص السعودي لتفاصيل المشروع.
** **
إبراهيم عبد العزيز اليحيى - خبير مخطوطات في مكتبة الملك فهد الوطنية
بمناسبة يوم المخطوط العربي 4 أبريل