هادي بن شرجاب المحامض
في كرة القدم، ليست البطولات فقط من تصنع التاريخ، بل القصص التي تُروى خلف كل إنجاز، تلك التي تُسطر بمزيج من الألم، الصبر، والكرامة. في ليلة الذهب، لم تكن مجرد مباراة، بل كانت مشهداً أسطورياً كتب فيه نادي قلعة الكؤوس فصلاً جديداً في ملحمة الكبرياء والعودة.
قبل ثلاث سنوات، سقط هذا النادي الكبير إلى قاعٍ لم يتوقعه أحد. الهبوط كان صدمة، والشكوك كانت تنهش ثقة الجماهير، والصمت كان ثقيلاً. لكن هذا النادي لم يكن كغيره، لم يكن الهبوط نهاية، بل بداية لحكاية جديدة. لم ينكسر، لم يتراجع، بل أعاد ترتيب صفوفه، وبنى من العثرات سلماً للعودة. ناد يعرف كيف يسقط واقفًا، وكيف ينهض مرفوع الرأس.
عاد.. لكن ليس كالعائدين، بل كمن يحمل رسالة للعالم: «قد أتعثّر، لكنني لا أنكسر».
وفي طريقه للنهائي، لم يكن مجرد متفرج، بل كان البطل الحقيقي، يهزم الأرقام، يتجاوز التوقعات، ويكسر حاجز المستحيل. لعب برجولة، بإصرار، وبشغف لا يعرف الانطفاء.
واليوم، في ليلة لن تُنسى، عاد ليحمل كأس أكبر قارات العالم، ويثبت أن المجد لا يُشترى، بل يُنتزع. مشهد مهيب، وعناق بين الذهب والعرق والدموع. إنها ليلة للتاريخ، ليلة لأوفياء «قلعة الكؤوس»، أولئك المجانين الذين لم يتخلوا، حتى في لحظات الظلام.
تحية لكل من آمن، لكل من صبر، لكل من رفض أن يكون الهبوط نهاية الرواية. هذه الكأس ليست مجرد لقب، إنها شهادة ميلاد جديدة لنادٍ يعرف معنى البقاء في القمة، حتى بعد أقسى السقوطات.
هكذا تُكتب الأساطير... وهكذا تُصنع الليالي الخالدة.
مبروك لقلعة الكؤوس... بطل آسيا عن جدارة.