سلطان مصلح مسلط الحارثي
دائماً ما يتبادر إلى ذهني السؤال الذي لم نجد إجابته حتى الآن: لماذا لم يُدعم فريق الهلال في كأس العالم للأندية التي أُقيمت عام 2022 في المغرب، ويُمنح حقه في التدابير الوقتية رغم أن القائمين على مركز التحكيم كان باستطاعتهم اتباع القانون، ومنح الهلال حقه، ليقوم بتسجيل لاعبين جدد، يستطيع من خلالهم أن ينافس على اللقب العالمي؟
هذا السؤال حتى الآن لم يجد له أحد أي جواب، فالهلال هو النادي الوحيد في العالم الذي لم يحصل على حقه من التدابير الوقتية، وفي المقابل كان للمسؤولين في الرياضة السعودية، موقف مشرف، حينما دعموا فريق الأهلي الموقوف دولياً عن تسجيل لاعبين جدد، فتدخل اتحاد الكرة، لدعم الأهلي في الحصول على حقه، وهذا ما حدث تماماً، إذ استطاع الأهلي تسجيل لاعبين جدد في الموسم الماضي، بعد أن حصل على حق التدابير الوقتية.
موقفان متضادان، فالهلال الذي كان يمثِّل الوطن خارجياً، تم حرمانه من التدابير الوقتية، رغم أن القضية داخلية، بينما الأهلي الذي كان ينافس داخلياً، تمت مساعدته في التدابير الوقتية رغم أن القضية خارجية، عن طريق الاتحاد الدولي لكرة القدم، «فيفا»!
هذا كله سنتركه للتاريخ، الذي لن ينسى تلك المواقف، وسيتم تدوينها، لتبقى شاهدة على العصر، حتى وإن سُجلت ضد مجهول، وسنذهب للأهم، وهو استقبال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لفريق الأهلي بطل نخبة آسيا، والذي أكد في كلمة نشرتها وكالة الأنباء السعودية «واس»، جاء من ضمنها (هنأ سمو ولي العهد، مسؤولي ولاعبي فريق النادي الأهلي، على تحقيقهم هذا المنجز الوطني الكبير، وتقديمهم المستويات الفنية المتميزة التي عكست حجم التطور الذي يشهده القطاع الرياضي، مشيرًا إلى ضرورة مواصلة العمل وبذل المزيد من الجهود؛ لرفع اسم المملكة عاليًا في المحافل العالمية كافة)، وهنا سنتوقف مع كلمة سموه، الذي حينما يشير إلى ضرورة العمل، وبذل الجهود لرفع اسم المملكة عالمياً، هو يرسل رسالة لجميع المسؤولين، ويحثهم بشكل علني على دعم كل من يمثِّل الوطن في كافة المجالات، وهذا طموح عالٍ من ملهم الشباب وقائد رؤية 2030 التي غيَّرت وجه السعودية، وكون فريق الهلال سيمثِّل الوطن، ويشارك في كأس العالم للأندية، بمشاركة كبار أندية العالم، بودنا أن نسأل المسؤولين عن كرة القدم السعودية، ماذا سيُقدم لفريق الهلال؟ وهل سيتم دعمه؟ وما هو مقدار الدعم؟ هل يساوي حجم المنافسة؟ وهل يساوي حجم مشروعنا الرياضي، الذي نأمل أن يمثِّله الهلال خير تمثيل، في محفل سيكون محط أنظار العالم؟
الحقيقة أن الهلال في الوقت الحالي، يمر بموقف صعب، ومنعطف خطير، وحتى اليوم لا يلوح في الأفق أي دعم حقيقي، وربما يذهب فريق الهلال بشكله الحالي، أو يُضاف له لاعب أو لاعبين، وهذا بالتأكيد لا يكفي لمنافسة أقوى الفرق العالمية.
الهلال بحاجة لدعم كبير من الجهات الرياضية، ليتعاقد مع خمسة لاعبين نجوم، يكون من ضمنهم لاعبان من فئة السوبر، أو ما يطلق عليهم محلياً اللاعبين فئة A، وإن لم يحدث ذلك، فلن يُلام فريق الهلال لو خرج من دور المجموعات، وكانت مشاركته لا تليق بنا، ولا تليق بسمعة كرتنا، ولا تليق بسمعة مشروعنا الرياضي، إذ لا يمكن بأي حال أن نُحمِّل الهلال فوق طاقته، ونطالبه بميزانية محدودة، أن ينافس مدريد والسيتي والبايرن وتشيلسي ودورتموند والإنتر واليوفي وباريس سان جيرمان، وغيرها من أندية أوروبا وأمريكا الجنوبية.
تحت السطر
- لا أعلم ما هي الفائدة من فتح المجال للأندية لتتعاقد مع لاعبين تحت 21 سنة، ومن ثم إخراجهم من المسابقة الأهم والأطول؟ فالأندية التي ستتعاقد مع لاعبين صغار، ستجد أمامها معضلة عدم مشاركتهم في دوري روشن، بحسب نظام اتحاد الكرة، الذي يصر من الموسم الماضي على عدم وجود أكثر من 8 لاعبين أجانب في مباريات الدوري، وهذا القرار يحتاج للمراجعة وتغييره بقرار آخر، على الأقل يكون اللاعب الصغير موجوداً في الدكة، حتى تستفيد الأندية من لاعبيها، أما أن تصرف الأندية ملايين الريالات على لاعبين لا يلعبون في الدوري، فهذا «تخبط»، لا يليق بدوري المحترفين.
- جمهور الهلال مشتت، ويعيش في وضع صعب، وقد أثرت عليه مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح «التنافر» و»الحزبيات» واحدة من الأشياء الدخيلة على البيت الهلالي.
- من الظلم أن يبقى فريق كبير، بإرثه وتاريخه وبطولاته، كفريق الشباب دون دعم.
- طلب تغيير الفريق، وستُلبى طلباته، على أمل أن يحقق بطولة مع فريقه الجديد، الذي أمضى معه موسمين ونصف، دون أن يحقق أي بطولة، وربما يكون الموسم القادم موسم الحصاد، ليعلن بعدها اعتزاله، فقد وصل من العمر الكروي عتياً، وأصبح ختامه محزناً، لدرجة أنه أصبح يتكلم مع نفسه.
- النجم الكبير، فرض عليهم تغيير فريقه في الصيف الماضي، واختار المدرب والعناصر، واليوم يقترب من تحقيق اللقب، وهذا ما يود فرضه النجم الآخر.
- يتعاقد مع من يريد، ويصرِّف من يريد، ولا تهمه الأموال.
- الجهة الداعمة يجب عليها دعم النادي الذي سيمثِّل الوطن في كأس العالم، فالجمهور الرياضي الذي تهمه سمعة الرياضة السعودية، لا يرضيه الوضع الحالي مع ممثِّل الوطن.
- لم يحلموا بتحقيق اللقب القاري، خاصة أن فريقهم للتو عاد من يلو، ولكن الأقدار أوصلتهم لحلم طال انتظاره، وهذا ما أثار الفريق الآخر، الذي بقي صفر دوري أبطال آسيا.