المتتبع للوضع الهلالي في الآونة الأخيرة يدرك بأن الفريق انتهى موسمه بعدما فرط في مكتسبات كانت في يده وبطولات على المدى القصير كانت قريبة منه وصب جلّ تفكيره في بطولة ومشاركة على المدى البعيد لتتبخر الأحلام التي بناها المشجع الهلالي.
قد لا يؤمن البعض بهذا الكلام ولكنها حقيقة ورؤية هلالية منذ أن تم الإعلان عن قرعة كأس العالم للأندية عام 2025 وظهر خلالها اسم الهلال عالياً بين كبار العالم وحينها بات جلّ التفكير، بل كل التفكير الهلالي في كيفية الوصول لكأس العالم بكامل الجاهزية العناصرية والتدريبية والفنية وكان هذا التفكير على كافة الأصعدة الإدارية والتدريبية وحتى الجماهيرية والإعلامية لتضيع معها بوصلة الهلاليين ويبدأ التخبط والتفريط في مكتسبات العام الماضي وأرقامه الفريدة كبطل للثلاثية المحلية وبدأ في التفريط بالبطولة تلو الأخرى فخرج من كأس الملك وتراجعت نتائجه في الدوري وخسره كذلك وخرج من الآسيوية بمستوى هزيل وظهور ضعيف.
المشجع الهلالي عاش في الموسم السابق في رغد من عيش البطولات والأرقام وكبرت أحلامه بأن يدخل كأس العالم منافساً على لقب البطولة ولن يكتفي بالمشاركة الذي تخطاها الهلال في نسخة 2022 كوصيف لأندية العالم، قبل أن يفيق من سباته وهو يرى أن فريقه يترنح وغير قادر على مقارعة الأندية المحلية ويخسر أمام منافسين أقل منه بكثير ويرى كل هذه المكتسبات تتلاشى أمام عينيه، فمدرب فقد كل الثقة بتعنته وذهب بعدما أخرج الهلال من 3 بطولات متتالية بأسلوب غريب يسلم فريقه من خلالها لمنافسيه بعقم تدريبي وبلاهة تدخلات، وإدارة لم تحرك ساكناً أمام عبث هذا المدرب ولم تتحرك إلا في الوقت الضائع لتقيله بعد فقدان كل شيء، ولم تحرك ساكناً كذلك أمام تدهور مستوى اللاعبين ولم تحاسبهم على مستوياتهم الباهتة وتفريطهم بمباريات سهلة كانت في متناول اليد ليخرج الفريق بأسوأ موسم له من الناحية الدفاعية في الدوري بتلقي مرماه 37 هدفا في 31 مباراة كلفت الهلال الكثير من النقاط، واضطرت الإدارة الهلالية لإكمال الموسم بقيادة المدرب الوطني محمد الشلهوب.
إدارة الهلال نجحت في وقت سابق وصفق لها الجميع ولكن في هذا الموسم وفي المنعطف الأهم فشلت فشلاً ذريعاً، فجمهور الهلال لا يقبل أنصاف الحلول، فإما أن تعمل بجد وتحقق ما يصبو إليه المشجع الهلالي وإلا فترجل واترك لك ذكرى قد تكون جميلة تحملها لك جماهير الهلال فلن يقف الهلال على رئيس أو لاعب أو مدرب مهما كان اسمه.
قدر المشجع الهلال أنه يهوى البطولات ويعيش على نغم الاحتفال بالمنجزات ويعشق طريق المنصات، وقدره أن تحقيق البطولات لا يشفع لكائن من كان بأن يقلل من الكيان الهلالي ولا ينسيه العمل غير الجيد وترك حقوق النادي تُسلب عياناً بيانا.
فلم تتعاقد الإدارة الهلالية حتى الآن مع لاعبين على مستوى مميز لدعم الفريق واكتفت بالثنائي متعب الحربي وكايو وقبلهم كانسيلو بديلاً لسعود عبدالحميد! ولم تجلب جهازا تدريبيا ولم تعلن عن وضع الفريق في الفترة المقبلة، لتكتفي هذا الموسم ببطولة وحيدة فقط من مباراتين ليضع المشجع يديه على قلبه خوفاً من مستقبل مجهول ينتظره في حال استمر الحال على ما هو عليه.
بعد كل ما حصل ماذا أعد الهلال لكأس العالم على مستوى الاستعدادات التي تبدو الأمور فيها غامضة جداً لدى المشجع الهلالي فما تبقى من أيام لا تتعدى 35 يوماً سيفتتح خلالها الهلال مبارياته أمام ريال مدريد، فلا تحركات من قبل الإدارة ولا أخبار منتظرة تسر المشجع الهلالي حتى الآن.
الهلال على أعتاب مشاركة تاريخية تهم الوطن قبل الهلال لأنه ممثل الوطن في البطولة الأكبر وما زال الغموض يكتنف تحضيراته فلا مدرب ولا استقطابات جديدة توازي حجم المناسبة التي سيشارك بها الهلال ولا تحركات إدارية تنبئ بمستقل مبشر، مما يجعل الكل يخشى أن تكون مشاركة الهلال هي الأسوأ في تاريخه وفي محفل عالمي سيكون محط أنظار العالم.
رسالة أخيرة موجهة للمسؤول الذي يهمه تشريف الوطن ومن يغار على سمعة الوطن وللمعنيين بكافة القطاعات الرياضية بداية من وزارة الرياضة ومروراً بالاتحاد السعودي لكرة القدم ووصولاً للجنة الاستقطاب وغيرها ما هو الدور المنوط بكم تجاه ممثل الوطن؟ وما هو دوركم في الوقوف مع ممثل الوطن ومن يحمل على عاتقه مهمة تشريف الوطن؟، فأبسط حقوق الهلال، بل وحقه المكتسب أن يتم دعمه معنوياً ومادياً بلا قيد أو شرط وتسخير كافة الإمكانات للخروج بمشاركة فاعلة تعكس مدى ما وصلت له الكرة السعودية بمشروع عملاق بدأ ولن يتوقف وأن يتم استثمار الدعم الكبير كما حصل للنادي الأهلي الذي استثمر هذه الفترة وحقق بطولة النخبة الآسيوية بجدارة واستحقاق لا أن يذهب الهلال كما حدث له في نسخة كأس العالم 2022 بظروف صعبة لم يقف معه سوى جماهيره فقط بعدما تخلى عنه الجميع.
** **
- عمار العمار