تعتبر الوثائق التاريخية والسير والتراجم نوافذ اعتبارية للتاريخ يمر من خلالها عبق الأدب ونسائم المعرفة، يقول الباحث الكويتي عبدالعزيز العويّد: قبيلة عتيبة وشخصيات منها في وثائق كثيرة وأخبار الرحّالة ضمن مشروع فهرسة الوثائق العربية والعثمانية والفارسية والصحف والمجلات والمصادر القديمة عن أهل الخليج.

وحديثنا في هذه الصفحة عن شخصية معتبرة في الجزيرة العربية عامة وقبيلة عتيبة خاصة ألا وهي شخصية الوجيه سليمان بن عسّاف الذيابي (أبو طراد)، ظهر الوجيه سليمان بن عسّاف في قناة المرقاب برنامج «عطايا الله» للحديث عن جائزة الملك عبد العزيز لمزاين الإبل، وكما لايخفى أن أبا طراد أحد ملاك الإبل وكلمته في البرنامج كالتالي:

أي برنامج يدلي بصوت أو يدلي بحقيقة أو يدلي بثناء لمن لهم الثناء وعلى قائمتهم مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.. ثم شكر الشيخ فهد بن فلاح بن حثلين له بصمة.. ونحن جاهزون، ونعين ونعاون في أي شيء، وكل شيء من أجل الوطن يعتبر تاجا على الرأس.

يسأل الإعلامي عبدالله الذيابي أبا طراد

س: الإبل أين هي يا أبا طراد؟

ج: في الدهناء وبالتحديد في خبّة العمود.

س: ماذا تعني الإبل لأبي طراد؟

ج: الإبل تعني لي الكثير جداً، تعني للرجال القوة، يستمد القوة من الشقاء هي صحيح راحة بال إذا جيت عندها ووصلت عندها خصوصاً الإبل المزايين، أتمنى من كل شخص قادر أن يقتني من الإبل، اعتبرها للرجل شيء ثاني يستمد من الإبل الصلابة والقوة، صحيح أن فيها تعب ولا فيه شيء بدون تعب في جميع أمور الحياة، لكن الإبل لها جوّ غير.

ساهم الشيخ سليمان بن عساف الذيابي في دعم اللجان المنظمة لمزاين الإبل، وأما عن شخصيته فقد كست الهيبة محيّاه فهورجل مُلهم، ليّن الجانب، باذخ في الكرم والسخاء، يعطي الجيرة حقها، وبسبب تلك السجايا الكريمة شُهِد له بالخير، سَمَت نفسهُ فَدَلَفتْ قدماه نحو ميادين البرّ والإحسان لمد يد العون لمن احتاج، وهذا من توفيقٍ اللهٍ لهُ.

وتذكرتُ فيه قولَ محمدٍ الأيوبي:

والمرء بالأخلاق يسمو ذكره

وبها يفضّل في الورى ويوقّرُ

يقول الشاعر يوسف بن حمود القر في الوجيه الشيخ سليمان بن عسّاف الذيابي متحمداً الله له بالسلامة بعد تعرضه لوعكة صحية:

ماجور يا راع العلوم بلاشك وجدال

في كل مقياس على علوم النشاما زايده

ولا نقول الا الشكر والحمد لمنشيء الخيال

على السلامة من صواديف الزمان الصايده

يابو طراد ان كان فالايام ربح وراس مال

انته لخطلان اليماني راس مال وفايده

يا عمدة الفعل الصحيح وعمدة زحول الرجال

ويا محزم الهيلا ليا جات الأمور الكايده

يا جعل راس مثل راسك ما تغيبه الليال

يا من على التاريخ سطّرت الفعول الرايده

وقال الشاعر عبدالرحمن بن غزاي الذيابي:

سليمان ابن عساف ياليث العرين

ياحفيد اللي على قومهم ظل وذرى

وجه قوم حاضر دونهم في كل حين

وسيرة عطرة ونفحات مسك وعنبرى

قال الشاعر حميد الذيابي في سليمان بن عساف الذيابي وإخوته:

لو والله الاّ شدّت ابل العساسيف

والصبح ما باين على الأرض نوره

أجنب بها سلمان يتبع بها الريف

ما فيه دار قفرً للاّ تدوره

وضح البكار الكايفات المشاعيف

اللي ما شيف لها مع البدو صورة

بالزين جاذبها الهدب بالتواصيف

وفي رقّها الطابع ماهيب مخسورة

وللي يباها ماتجي له على الكيف

من دونهنّه لاهل الملايين دوره

كون على اللي يرتكي للتكاليف

اللي ظهر نجم السعد مع ظهوره

أبو طراد مكرّم الجار والضيف

واخوانه اللي للمراجل اسطوره

منهم محمد حرً(ن) ابتع من السيف

اليا هدّ يلقون العشا من جزوره

وان صار في صعبات الاريا تحاليف

ينفذون أشوارهم عقب شوره

ما قلتها ابغى من وراها مصاريف

العبد له ربً يسهل أموره

ولهم علي قبل هذه معاريف

ووقفات طيب بالجميل مخبوره

.... إلخ.

أختم حديثي بالصلاة على نبي الهدى والرحمة محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم..

** **

بقلم: فهد الدهمش المسعري - مدير مكتب ركن الجبل للبحوث والدراسات