سلطان مصلح مسلط الحارثي
بعد نهاية الموسم قبل الماضي، أعلنت عدة شركات عن استحواذها على عدد من الأندية السعودية، وجاء في الطليعة صندوق الاستثمارات العامة، بعد أن أعلن عن استحواذه على 75 % من أندية (الهلال والاتحاد والأهلي والنصر)، كما أعلنت شركة أرامكو عن استحواذها على نادي القادسية بنسبة 100 %، وكذلك نادي الدرعية الذي استحوذت عليه هيئة تطوير بوابة الدرعية بنسبة 100 %، ونيوم الذي استحوذت عليه الهيئة الملكية للعلا بنسبة 100 %.
هذه التجربة التي مر عليها سنتان، أوضحت لنا بعض الايجابيات والسلبيات، فالشركة المستقلة التي تستحوذ على نادٍ واحد، يبدو أن نجاحاتها أكثر من الجهة التي استحوذت على أربعة أندية، وتحاول أن تُساوي بينها، ولكن هل هذا التساوي عادل؟
الإجابة بالتأكيد لا، فالأندية لم تكن متساوية قبل الاستحواذ، ولا حتى بعده، فشعبية كل نادٍ تختلف عن الآخر، وقوة الشراء والتأثير تختلف، والإرث التاريخي يختلف، والأهم من هذا كله، مشاركاتها مختلفة، فمثلاً الاتحاد في هذا الموسم ليست لديه أي مشاركات خارجية، بعكس الهلال الذي شارك في دوري أبطال آسيا للنخبة، وسيشارك في كأس العالم للأندية، فهل التساوي في دعم هذه الأندية عادل؟ وكيف يتساوى من تكون مشاركاته محدودة وعلى المستوى المحلي، مع من تكون مشاركاته خارجية؟
الواضح في الاستحواذ على الأندية الأربعة، يكمن في تساويها في الدعم، رغم أنها مختلفة في المشاركات، ولو أن كل نادٍ من هذه الأندية الأربعة استحوذت عليه جهة مستقلة، لما رأينا الدعم يتساوى، فالجهة التي سترعى مثلاً نادي الهلال، ستمنحه ما يريد ليحقق النجاح، فنجاحه نجاح لها، وهذا لن تقوم به أي جهة ترعى أكثر من ناد، فالحرج هنا سيكون كبيرا، متى دعمت ناديا وتركت الآخر، وهذا ما وقع فيه اليوم صندوق الاستثمارات العامة، وتفادته شركة أرامكو التي لم تستحوذ على القادسية والاتفاق والفتح وهجر، إنما تركز عملها على نادٍ واحد، لتعمل معه بقوة، وتصدره للواجهة، وهذا ما نتوقعه في القريب العاجل، وذات الأمر ينطبق على نادي نيوم الذي سيلعب الموسم القادم في دوري روشن، وكذلك أندية الدرعية والعلا، التي تتجهز للتأهل لدوري الكبار.
هذه السلبيات التي ذكرناها، متأكدون من أن المسؤولين يدركونها، وصندوق سيادي مثل صندوق الاستثمارات العامة، نجاحاته بلغت العالم من أقصاه لأقصاه، بالتأكيد أنه عمل دراسات وافية وشافية على الايجابيات والسلبيات في استحواذه على أربعة أندية.
صمت ابن نافل قاتل
دون أدنى شك، أن رئيس نادي الهلال الحالي الأستاذ فهد بن نافل، يُعد من أفضل رؤساء الأندية السعودية، وبالأرقام يعتبر أفضلهم، بعد أن حقق 12 بطولة رسمية، في خمسة مواسم، وتأهل فريقه لكأس العالم للأندية 4 مرات، وحقق وصافة العالم، كأكبر إنجاز رياضي سعودي، واستثمارياً يعتبر الهلال أفضل نادٍ في الوقت الحالي، وإدارياً يعتبر من أفضل الفرق، ولكن هنالك سلبية واضحة للجميع، وربما هذه تكون نابعة عن قناعة، أو تعتبر من شخصية الرئيس الهلالي، فإدارة ابن نافل منذ استلامها زمام الأمور في النادي الجماهيري الأول في المملكة، وهي تبتعد كل البعد عن الإعلام، إذ لم يخرج أحد منها لتوضيح الكثير من القضايا التي كانت تحتاج لخروج ابن نافل، أو أي عضو من مجلس الإدارة، ليفند ويشرح ويوضح للجمهور الهلالي الملابسات التي تستدعي التوضيح.
ولعل أهم هذه الملفات التي كانت تحتاج للتوضيح، موقفها من قرار اتحاد الكرة بتقليص قائمة الفرق الـ25 لاعبا، وخروج بعض اللاعبين من الفريق، ومشكلة تجديد عقد قائد الفريق سالم الدوسري «قبل حلها»، وعدم إكمال قائمة اللاعبين الأجانب في الصيف، وملف البرازيلي نيمار، الذي ظل معلقاً لفترات طويلة، وعدم وجود لاعب من فئة A في الفريق، وعدم وضوح الرؤية في تجهيز فريقهم لكأس العالم، كذلك لم يخرج أي مسؤول من الإدارة الهلالية، ليوضح أو يطالب برنامج استقطاب اللاعبين أو وزارة الرياضة بدعمه، خاصة في هذه الفترة، التي توجب على الجهات الرياضية، التكاتف لدعم ممثلنا، حتى يستطيع تشريف الوطن في كأس العالم للأندية.
هذه الملاحظة على الإدارة الهلالية، تستوجب أن نتوقف عندها طويلاً، فالهلال حوله الملايين من الجماهير، وشعبيته الطاغية، تحتم على مسؤوليه، أن يكونوا قريبين من جماهيرهم، وشفافين بالقدر المسموح به، أما أن يظل الصمت يلف حول مسؤولي زعيم أندية القارة الصفراء، وصاحب أكبر جماهيرية في المملكة، فإن الجمهور لن يتقبل المعلومات التي تتسرب من هنا وهناك، فهو يحتاج للمسؤول الذي يقول لهم ما يدور داخل النادي.
ولعلي هنا أقدم مقترح الأستاذ الكبير سعود العتيبي للإدارة الهلالية، إن كانت مستمرة في الموسم القادم، فالعتيبي يرى وجوب وضع متحدث رسمي للنادي، يكون صوت الإدارة المتواصل مع الإعلام والجماهير، وهذا المقترح يتفق معه الغالبية إن لم يكن جميع الهلاليين، وهذا يعتبر حلا سهلا، طالما أن الرئيس وأعضاء مجلس إدارته، لا يرغبون بالظهور الإعلامي.
تحت السطر
- هناك من استغل أزمة الفريق الكبير وأصبح يضرب في كل مكان، ليشوه صورة الرئيس الذهبي.
- يتفقون من خلف الكواليس عبر مكالمات وقروبات، ومن ثم ينشرونها في مواقع التواصل الاجتماعي، لتتلقفها المساحات التي يقال في معظمها ما يندى له الجبين.
- الصادقون المخلصون للنادي الكبير، لا يمكن أن يستغلوا عثراته ليضربوا في عمقه، إنما يحملون في كفوفهم قلم الصدق والأمانة.
- حاولوا وحاولوا وكرروا المحاولة متمنين لعب «العجوز» مع النادي الكبير، فوجدوا رفضاً قاطعاً.
- هل غضبه سيمنح فريقه ميزة عن غيره؟ وفق ما نشاهده نعم، ولكنه لن يحقق شيئا، فالمشكلة في فريقه أعمق من كونها فنية.
- في أزمة الهلال الحالية، أي شائعة يتم نشرها على مواقع التواصل، تنتشر مثل انتشار النار في الهشيم.
- مدرب نادي الأهلي يصرح أن عقده لن يُجدد، والإدارة ترد عبر بيان، مدربنا مستمر، والإعلام القريب من الأهلي يؤكد توقيع النادي مع مدرب آخر!.