سلطان مصلح مسلط الحارثي
جولة أخيرة من دوري روشن، كانت أحداثها قبل انطلاقتها مثيرة للغاية داخل المكاتب، بعد أن أصدر مركز التحكيم الرياضي، ليلة الجولة الأخيرة، قراره النهائي في قضية احتجاج النصر، على مشاركة حارس فريق العروبة رافع الرويلي، حيث منح القرار فريق النصر صاحب المركز الرابع ثلاث نقاط، انتقل من خلالها للمركز الثالث، وانتعشت حظوظه، في تحقيق المركز الثاني، وانتزاع بطاقة التأهل لدوري أبطال آسيا للنخبة، التي كان ينافسه عليها فريق الهلال، ولأن الملعب، هو الحد الفاصل بين المتنافسين، مهما حصل في المكاتب، فقد قال الزعيم العالمي كلمته، وأكل بيده، بعد أن استطاع الفوز على فريق القادسية، ليضمن مركز الوصافة، ويعلن تأهله بشكل رسمي لنخبة آسيا، ويقضي على آخر آمال فريق النصر، التي أحياها المكتب، وقتلها الملعب.
فوضى وفضيحة
دعمت القيادة العليا القطاع الرياضي معنوياً ومالياً، ووضع قائد رؤيتنا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الرياضة من ضمن أهم ملفات رؤية السعودية 2030، ودعمها بمليارات الريالات، وبذل كل المساعي، لرؤية كرة القدم السعودية تتطور وتتقدم وتنافس نظيراتها في العالم، وتحقق الانجازات المتاحة، وقد حققنا جزءاً من الهدف المنشود، بالتعاقد مع كبار نجوم العالم، وارتفاع القيمة السوقية للدوري السعودي، وزيادة حدة المنافسة على الألقاب، كما زاد عدد المشاهدين للدوري السعودي، بعد أن ارتفع المستوى الفني للفرق السعودية، ولكن تبقى مشكلتنا الكبيرة في المكاتب، حيث العمل الإداري، الذي لم يواكب الرؤية، وظل في مكانه دون أي تقدم يذكر.
يوم السبت الماضي، كنا على موعد جديد مع التخبط والعشوائية، بعد أن أصدر مركز التحكيم الرياضي قراره النهائي بخصم ثلاث نقاط من فريق العروبة ومنحها النصر، مخالفاً لجان الاحتراف والانضباط والاستئناف، دون أن نعرف السبب، والمادة التي استندوا عليها، ولماذا ذهبوا لأقصى عقوبة؟ وما ذنب العروبة في عدم علمه عن تفرغ حارسه؟ وهل تلزمه الأنظمة بالسؤال عن لاعبه إن كان متفرغا أو موظفا؟ ولماذا لم يُعاقب اللاعب ومسؤول الاحتراف؟ وكيف وافقت لجنة الاحتراف على تسجيل اللاعب إن لم يكن متفرغا؟
ما حدث في قضية احتجاج فريق النصر على حارس فريق العروبة، وما تلاه من ردة فعل محلية وعالمية، يسيء للدوري السعودي، الذي نطمح أن يكون من ضمن أقوى خمسة دوريات في العالم، فالقضية استغرقت وقتا طويلا، امتد لما يقارب ثلاثة أشهر، دون وجود سبب مقنع في كل هذا التأخير، والكارثة التي تحدث عنها اللاعبون الأجانب في الدوري السعودي والمدربون، ممتعضين منها، هي صدور القرار ليلة مباريات الجولة الأخيرة، وهذا يعني أن القرار كان مهما، ويحدد مصير أندية، وتأخيره بهذا الشكل، أربك الأندية والمدربين واللاعبين، ولخبط حساباتهم، مثلما وصف ذلك مدرب فريق القادسية، الذي كان يحتل المركز الثالث، وبعد صدور القرار تراجع للرابع، وهذا ما جعل مهاجمه البارع أوباميانغ، يرد على حساب رابطة دوري المحترفين بشيء من التهكم، كما وصفه لاعب فريق الهلال نيفيز بالعار الذي لا يحدث في الدوريات الكبرى.
هذا الخطأ الشنيع، يتحمله مركز التحكيم الذي كان بإمكانه أن يعلن عن قراره يوم الخميس بعد أن أغلق الجلسة، ولكنه خالف نظامه وأعاد فتح القضية، وهذا ما دعاه للتأخر، ويتحمله اتحاد الكرة كون القضية تأخرت في لجانه، فهل يدرك المركز والاتحاد أن الدوري السعودي أصبح تحت الأضواء، خاصة بعد حضور نجوم العالم وكبار اللاعبين، ولهذا فإن كل ما يحدث في كرة القدم السعودية، سيكون تحت نظر وسائل الإعلام العالمية، وأي سلبية تحدث، ستكون عناوين للصحف والمواقع العالمية، ولذلك يجب أن يوضع حد للأخطاء المستمرة، حتى لا يضحك علينا العالم، ويكون الدوري السعودي شبيها بدوريات الحواري.
أغلى البطولات بين قوة الاتحاد وتحفز القادسية
يتشرف الوسط الرياضي يوم غدٍ بتشريف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- نهائي البطولة الأغلى، والذي يجمع بين القادسية، الفريق المتحفز لتحقيق بطولته الأولى، بعد أن استحوذت عليه شركة أرامكو، وبين الاتحاد بطل دوري روشن، وتبدو حظوظ فريق الاتحاد أكبر لتحقيق اللقب، خاصة أنه يلعب المباراة على أرضه وبين جماهيره، ناهيك عن امتلاكه لاعبين كبارا من أمثال بنزيما وكانتي وديابي، ولكن هذا لا يعني أن الفوز مضمون، فالقادسية يملك أدوات التفوق داخل المستطيل الأخضر، ويكفي أنه في أول موسم له بعد صعوده لدوري روشن، استطاع أن يقدم نفسه بصورة رائعة جداً، وحقق نتائج ايجابية، وهزم أندية كبيرة مثل الهلال والنصر والأهلي، وكان ينافس على الوصافة حتى الأمتار الأخيرة من الدوري، وبعد أن مُنح النصر نقاط العروبة، تراجع للمركز الرابع، متفوقاً على أندية كبيرة مثل الأهلي والشباب والاتفاق.
تحت السطر
_ بشكل غير مباشر، أعلن فريق الهلال بعد فوزه على فريق القادسية، أن «الملعب» وحده هو من يحدد الأبطال، و «المكاتب» مهما حدث فيها لن تحقق لك بطولة أو إنجازا.
_ فرحوا بعد قرار المكتب، وغضبوا بعد نتائج الملعب.
_ كان القرار لا يصب في مصلحته حتى العصر، فلماذا تغير وكيف حدث ذلك؟
_ التخبط والعشوائية ديدنهم منذ الأزل، واستمرارها ليس بغريب، ولذلك نتمنى أن يأتي من يخطط ويرسم استراتيجية واضحة، لا مكان فيها للمجاملة.
_ في موسم التحديات وقفوا ضده، ليكون أمام البقية فرصة لتحقيق البطولات.
_ أكبر مشكلة تواجه النصر، والتي يفترض حلها، هي مشكلة إعلامه، يكفي أنه تغاضى عن كوارث فريقه الذي لم يحقق أي بطولة رسمية منذ ستة مواسم، رغم أنه يملك نجوما كبارا، وذهب يطالب بإيقاف لاعبي الهلال! وهذا الفكر السطحي هو ذات الفكر المسيطر على المشهد النصراوي منذ أربعة عقود، ولذلك لن يتغير النصر.