سلطان مصلح مسلط الحارثي
انتهى الموسم الرياضي لعام 2024-2025، بعد أن تشرَّف الوسط الرياضي، بحضور سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لنهائي كأس الملك، الذي كسبه فريق الاتحاد بعد أن هزم فريق القادسية 3-1، ويضيف كأس الملك لدوري روشن، الذي حققه قبل عدة أيام، ليتبادر للوسط الرياضي، السؤال التالي: هل تحقيق فريق الاتحاد لهاتين البطولتين يعتبر قوة في الاتحاد، أم ضعف في المنافسين؟ لا شك أن الاتحاد عزَّز من قوته خلال الموسم المنصرم، بعد أن قاموا بالتعاقد مع الحارس رايكوفيتش، والمدافع بيريرا، ولاعبي الوسط، حسام عوار وبيرجوين وموسى ديابي، الذين انضموا للأسطورة بنزيما وكانتي وفابينهو، وهذه أسماء عالمية، قام البرنامج باستقطابها للاتحاد، وهي التي عزَّزت من قوته، وفي المقابل، كان فريق الهلال البطل الدائم، يعاني من سوء مدربه، وإصابة الكثير من لاعبيه منذ بداية الموسم، وتراجع مستويات الفريق بشكل عام، كما واجه التحديات، التي تحدث عنها وتمناها، المدير التنفيدي لرابطة دوري المحترفين النيجيري ايمينالو في بداية الموسم، وقد حدت تلك التحديات «الداخلية والخارجية» من قدراته، أما بقية الفرق، فليس لديها الشخصية التي تستطيع من خلالها المنافسة على أكثر من بطولة، فالأهلي ترك البطولات المحلية، وركَّز على الآسيوية وحققها، أما النصر فقد ضاع بين المحلية والآسيوية، وخرج كالعادة بموسم صفري، ويبقى فريق القادسية، الذي افتقد الخبرة في نهائي كأس الملك، كما أنه لا يملك النفس الطويل في الدوري، ومع ذلك، فقد قدم مستويات كبيرة، استحق من خلالها إعجاب المنصفين والمحايدين.
انزاغي بين العاطفة والمنطق
لم تسنح لي الفرصة لمتابعة نهائي دوري أبطال أوروبا، الذي جمع باريس سان جيرمان الفرنسي وإنتر ميلان الإيطالي، والذي كسبه الفريق الفرنسي بخماسية مقابل لا شيء، وحينما اطلعت على موقع x لمعرفة نتيجة اللقاء، تفاجأت بردة فعل الجماهير الهلالية، التي كانت تصرخ بأعلى صوتها، «لا تجيبون انزاغي»، رغم أن نفس الجمهور قبل النهائي الأوروبي بساعات، كان يطالب بنفس المدرب، ويعدد مزاياه، ولكن بعد خسارة فريقه بخماسية، تحركت «العاطفة» الجماهيرية ورفضت المدرب، الذي سجَّل أرقاماً كبيرة مع الإنتر، واستطاع إعادته للدوري الإيطالي والكأس، بعد عدة سنوات من الابتعاد، وبناءً على إنجازته، صُنِّف على أنه من أفضل ثلاثة مدربين على مستوى العالم، وخسارته للنهائي بخماسية، لا تقلّل بأي حال من الأحوال، من جودة المدرب، فنحن نعلم أن أدواته داخل الملعب، ليست بالأفضل، مقارنة بكبار أندية أوروبا، وعلى الرغم من ذلك، استطاع الوصول للنهائي مرتين خلال ثلاث سنوات.
انزاغي مدرب كبير، وكبير جداً، وقدومه لتدريب فريق الهلال، سيكون إضافة للدوري السعودي، وليس للهلال فقط، وسيكون وجوده مبنياً على مشروع هلالي لعدة سنوات، وإن تمت تلبية كافة احتياجاته، أكاد أجزم أنه نسبة نجاحه تتجاوز 90 %، مع علمي بأن البعض سيعارضني، محتجاً بأن المدرسة الإيطالية، لا تتماشى مع فريق الهلال، الذي اعتادت جماهيره على رؤيته وهو يسيطر ويستحوذ ويقدم أجمل المستويات، ولكن الهلال مع انزاغي سيتم انتقاله لمرحلة «تكتيكية» على مستوى عال جداً، وسيتم نقل الفريق لمرحلة التوازن، والتوازن هنا لا نعني به الدفاع، إنما هو المحافظة على توازن الفريق، في الحالة الهجومية والحالة الدفاعية، ولكن النقطة الأهم، في حال حضر انزاغي، هي تفكير الإدارة الهلالية، في بناء مشروع هلالي، بقيادة انزاغي والمدير الرياضي القادم، لصنع هوية فريق الهلال، خلال السنوات القادمة، وهذا ما وضح لنا من خلال عمل الإدارة في الفترة الماضية.
موهن وأركادج يحبطان المشجع النصراوي
كان طموح المشجع النصراوي يرتقي لعنان السماء، رغبة في تحقيق «الحلم» الذي طال انتظاره، ولكنهم صدموا بواقع فريقهم، الذي خذل محبيه في تحقيق دوري أبطال آسيا للنخبة، سواء في مشاركاته خلال المواسم الماضية، أو في هذا الموسم، الذي لم يتأهل لها، بعد أن حقق المركز الثالث، متأهلاً لدوري أبطال آسيا 2، ليرافق أندية صغيرة في القارة الآسيوية، مثل أنديجون الأوزبكي وموهن الهندي وأركادج التركماني، وهذا لا يتناسب مع طموح الجماهير النصراوية «العاطفية»، التي ترى في فريقها ما لا يراه المسؤولون عن النادي، الذين أكدوا أن النصر في طور البناء، وهذا يحتاج للوقت والصبر، وإن كان اليوم «بحسب حديث مسؤوليه» أصبح ينافس الأندية الكبيرة، ولكنه يبتعد عنها في القيمة الفنية والإنجازات، وهذا الواقع الذي يتهرب منه المشجع النصراوي، لا بد أن يتقبله حتى ينجح المشروع النصراوي، ويعود النصر لتحقيق البطولات.
الفرج يفضح عقليته!
في لقاء خاص ببرنامج دورينا على قناة mbc، كشف سلمان الفرج لاعب فريق الهلال السابق، عن النهج غير الاحترافي الذي يسير عليه، والذي فضح عقليته، وكشف مدى السوء والعناد والمكابرة، التي يكون عليها بعض اللاعبين السعوديين، فالفرج الذي كان كابتن فريق الهلال، أوضح في ثنايا حديثه، أن جيسوس مدرب الهلال السابق، أبعده في إحدى المباريات، لعدم انضباطيته، فعاقبه الفرج بعدم الانصياع له، حينما طلب منه المشاركة، في ثلاث مباريات أخرى!
سلمان بهذه الرواية، أراد القدح في جيسوس، ولم يعلم أنه كشف للمتلقي، عن عقليته الصغيرة «احترافياً»، والتي تحدث عنها الجمهور الهلالي في مواقع التواصل الاجتماعي، مقدمين شكرهم لجيسوس، على رحيل هذه النوعية من اللاعبين، التي بحسب وصف الجمهور، لا تنتمي للبيئة الهلالية.
تحت السطر
- تحقيق قائد فريق الهلال والمنتخب السعودي الأسطورة سالم الدوسري لجائزة أفضل لاعب سعودي في موسم 2024-2025، أراه طبيعياً جداً، بل غير الطبيعي هو عدم منحه هذه الجائزة، فما يقدّمه الأسطورة منذ مواسم، جعله ينافس كبار لاعبي الدوري السعودي، وجعله اللاعب المفضّل لدى أغلب الجماهير الرياضية، على مر تاريخ كرة القدم السعودية.
- لم يظهر المؤتمر الصحفي للمدير الرياضي لفريق النصر السيد هييرو، بالشكل الذي يرضي غرور المشجع النصراوي، ناهيك عن الوسط الرياضي، فقد كان المؤتمر عبارة عن «نقاشات بيزنطية»، لم يستفد منها أحد، حتى إن هييرو بعد أن كثر الجدل، قام من مكانه، وترك المجتمعين في قاعة المؤتمر.
- مؤتمر هييرو كشف لنا عن علة الإعلام الرياضي، فقد كان أغلب الحضور، إما أنهم (مستصحفون)، أو مشجعون، فالأسئلة التي طُرحت على هييرو كانت ضعيفة، ولا تدل على مهنية أغلب الحضور، كما أنها لا تليق بالحدث، الذي كانت تغطيه وسائل الإعلام.
- هل يتخذون القرار الصحيح، ويخاطبون الجهة المعنية، أو أن المخاطبة فقط تخص محبوبهم؟
- لم يجد لديهم المعرفة الكافية، فانصرف وأحدهم يتحدث.
- كان تأخرهم متعمداً لتأجيل موعد المباراة التي تليها، ولكنهم وقعوا في المحظور، فهل يُنصف الفريق الآخر؟
- يتغنّون بإنجازاتهم وهم يعلمون في قرارة أنفسهم بأنه لولا «تربيط» الكبير لما حققوا شيئاً.
- فكرة دمج الناديين فكرة جميلة جداً، وهي تنم عن حس المسؤول الذي فكر بها.