تتكرر بشكل سنوي الأسطوانة المشروخة (أزمة ديون الأندية) حيث أغلب الأندية الرياضية تعاني من هدر مالي دون أي بوادر حلول لأزمة متكررة وتتكرر بشكل مستمر رغم المبادرات الحكومية مثل ذاك الدعم الاستثنائي الذي قدمه سمو سيدي ولي العهد (حفظه الله) للأندية وسداد ديونها الخارجية والداخلية.
لقد ظننا لوهلة بأن الأندية قد تستفيق من سباتها العميق وتعيد حساباتها وتقتنص تلك المبادرة وتضبط دفاتر الإيرادات والمصروفات وكذلك بند التعاقدات المحلية والخارجية؛ لكن ورغم الدعم الكبير وجدنا أن الأندية مازالت تعاني مالياً دون أي حلول جذرية توازي المسؤولية الملقاة على عاتق إداراتها؛ حيث أبجديات المحاسبة الموازنة بين المصروفات والإيرادات.!
الواقع أن كل ما نراه هو مطالبات بالدعم واستجداء إنقاذ النادي من أزمة الديون دون الاعتراف بالمسؤولية وتحمل التبعات بشجاعة أقلها مصارحة الجماهير بواقع الحال والأخطاء التي أوصلت النادي لهذا الأمر؟
لكن الغالب أن النادي عندما يقع في أزمة الديون نجد أن إدارته لا تشير إلى الحل بل تحاول تصدير المشكلة واختراع شماعات واهية وادعاء مظلومية كاذبة لمجرد أنها لا تمتلك شجاعة الاعتراف بالخطأ وتحمل المسؤولية.
وفي اعتقادي أن أبسط الحلول العاجلة هو بيع عقود اللاعبين والتخلص من المصروفات والرواتب المرتفعة وترشيد الإنفاق كبادرة اعتراف بالفشل الذي هو أولى خطوات النجاح؛ ثم التعلم من هذا الفشل بصياغة نجاح جديد عبر موازنة المصروفات والإيرادات.. هذا بخلاف الحلول المنطقية في مجال تنمية المداخيل عبر الاستثمار على سبيل المثال بالفئات السنية «المنجم المهمل».
وحول هذا الشأن فنادي الشباب كنموذج كان من أفضل الأندية السعودية في اكتشاف المواهب وتصديرها حتى أهمل هذا المنجم وصار إلى ماصار إليه اليوم من واقع مرير وفقر في المواهب؛ لم نتوقع أن يعيشه شيخ الأندية.!
وعليه نؤكد بأن من الواجب على الأندية أن تعيد النظر في الاهتمام بالفئات السنية فهي المغذي الرئيسي لفئة الكبار وهي أيضاً الاستثمار الأفضل نحو نادٍ قابل للاستثمار والتخصيص.
***
- صالح إبراهيم الضالع